حققت مفاوضات اديس ابابا بين السودان وجنوب السودان اختراقا لافتا امس باتفاق الطرفين على انعقاد اللجنة السياسية الامنية بعد غد الاثنين لبحث الملف الأمني بين حدود البلدين، والتئام لجنة أبيي في السابع من يوليو. وبحسب مراسل الشروق بالعاصمة الاثيوبية فان عضو الوفد الحكومي مطرف صديق ابلغه بان جلسات التفاوض اسفرت امس عن تشكيل لجنة مصغرة لوضع اجندة اجتماعات اللجنة السياسية الامنية التي تقرر لها ان تبدأ بعد غد الاثنين، بجانب الاتفاق على انعقاد لجنة أبيي في السابع من يوليو المقبل للاتفاق على الوضع النهائي للمنطقة وفقا لاتفاق اديس ابابا في يونيو الماضي الذي نص على تشكيل ادارية أبيي ومجلسها التشريعي والشرطة المشتركة. و يرأس اللجنة السياسية الامنية وزيري الدفاع من الجانبين السوداني والجنوبي وتضم في عضويتها وزيري الداخلية والخارجية ورؤساء الأجهزة الأمنية في البلدين اضافة الى رؤساء هيئة الاركان في الجيشين والمديرين العامين للشرطة بين الدولتين. واجتمعت وفود السودان وجنوب السودان على مستوى رؤساء الوفود ادريس محمد عبد القادر وزير الدولة بالرئاسة وباقان اموم رئيس وفد جنوب السودان تحت رعاية رئيس الوساطة الافريقية ثابو امبيكي. وتمت مناقشة المسودة التوفيقية التي اعدها الاتحاد الافريقي بناء على مقترحات الطرفين، واتفق الطرفان على مستوى رؤساء الوفود على نقاط محددة ستقوم الآلية بصياغتها في شكلها النهائي وتسلم للوفود لتصبح خارطة طريق المفاوضات. وابلغ مطرف الشروق ايضا ،ان بقية اللجان ستبدأ التفاوض حول قضايا النفط ووضعية مواطني البلدين وأبيي عقب الوصول لحلول بشأن الترتيبات الامنية ووقف دعم المتمردين وتحديد مواقع ارتكاز نقاط المراقبة، وتحديد المناطق المنزوعة السلاح وتأمين الحدود. واوضح ان الوساطة شرعت في نقاشات مع الوفدين حول المناطق المتنازع عليها وترسيم الحدود. واكد مراسل الشروق، ان المفاوضات سادتها امس اجواء ايجابية بخروج الوفدين وعلامات الرضا تبدو عليهما بعد مباحثات مارثونية استمرت طيلة ساعات يوم امس وبذل خلالها الوسطاء والمبعوثون والخبراء جهودا مضنية. الى ذلك، انتقد خطيب الجامع الكبير بالخرطوم عبدالله محمد سيد أحمد في خطبة الجمعة امس التفويض المطلق الذي منحه الرئيس عمر البشير لوفد التفاوض، قائلا انه كان يجب الاتعاظ من مفاوضات نيفاشا ، قبل ان يؤكد ان المحادثات الجارية حاليا باديس ابابا «فرضت فرضا» على الحكومة. وكان قد التأم اجتماع استمر لساعتين تقريبا بين وفد الحكومة المفاوض والمبعوث الاميركي بيرنستون ليمان بفندق «راديوسن بلوس» باديس ، ولكن ليمان امتنع عقب الاجتماع عن الادلاء باي تصريحات بينما اكتفى رئيس وفد الخرطوم المفاوض ادريس عبدالقادر بالقول «المناخ كويس». ونقلت مصادر مطلعة ان ليمان يمارس ضغوطا مكثفة على الطرفين. وبشأن اتهامات جوبا للسودان بقصف مناطق جنوبية، وصف عضو الوفد الحكومي مطرف صديق دعاوى جوبا بأنها محاولة لتسميم اجواء التفاوض، ونفى للصحافيين ادعاءات الجنوب بقصف السودان لمناطق جنوبية. قالت حكومة جنوب السودان أمس، أنها تقدمت بشكوى ضد السودان أمام الأممالمتحدة وذلك بسبب «تواصل الهجمات الجوية والبرية على أراضيها» رغم انطلاق مباحثات السلام بين البلدين في اديس ابابا. ونددت جوبا بما يصل الي مئة أعتداء من الخرطوم ضد أراضيها منذ نوفمبر في ولايات الوحدة، وأعالي النيل، وجونقلي، وغرب بحر الغزال، وشمال بحر الغزال. وقالت جوبا في بيان انه، «يعود لمجلس الأمن الدولي الأن أمر التنديد بممارسات جمهورية السودان بأشد العبارات الممكنة والمطالبة بوقف العنف وفرض عقوبات». الى ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية عن محللين في شؤون السودان ان الحال بين دولتي السودان وجنوب السودان سيبقى متوترا دون أن ينزلق الأمر الى حرب شاملة بسبب الاهتمام الدولي بالمنطقة، أو الى سلام شامل. وقال جون فول الأستاذ في التاريخ الاسلامي من جامعة جورج تاون، قوله «لا أعتقد أن الأمور ستشهد تحسنا كبيرا بين البلدين»، مشيرا الى أن «الأسلوب الحالي من العنف المدمر ولكن على المستوى المنخفض سيكون هو الحال اليومي».
