ليس بالضرورة ان تكون لك خزانة أموال واستثمارات في شهامة او (وول ستريت) لتنفق منها على الفقراء والمساكين في العالم من باب الزكاة وفعل الخيرات والرحمة بالمساكين والجوعى، وهم كثر في عالمنا المعروف حياءً بالعالم الثالث او الدول النامية.. وانما ايضا مما لديك من خزانة معلومات ومعرفة وعلم وفكر يحتاجها الكثيرون في الصحافة والسياسة وغيرهم ممن ينتظرون لقمة معرفية او معلوماتية تلقى في افواههم الفارغة...! ومن هؤلاء المحسنين وفاعلي الخير هنا اشير بصراحة الى ما يكتب الصحفي وخزانة المعلومات - حفظه الله وعيننا باردة - عبدالمحمود نور الدايم الكرنكي فهو الوحيد - تقريبا - ممن يقفون على قارعة الطريق كل صباح ليغمرنا وكل من يسير على الطريق بما لديه من معلومات ومنتجات فكرية وصحفية كثيرا ما لا يلقي الكثيرون لها بالا... وان كانوا في حاجة ملحة اليها.. عبدالمحمود الكرنكي او الولد (الهوّد) كما كان يقول عنه الاستاذ أحمد عبدالرحمن وزير الشؤون الاجتماعية بعد المصالحة الوطنية وقد كان يعمل سكرتيرا له في آخر سبعينيات القرن الماضي وهو طالب جامعي حديث التخرج كان اكثر غوصا في الفكر والمعلومات قبل التحاقه باحدى الجامعات الامريكية ثم عمله من بعد ملحقا اعلاميا بسفارة السودان بالمملكة المتحدة لسنوات عمقت من اهتماماته تلك.. ثم زاد عمله الصحفي رئيسا للتحرير وكاتبا من ذلك كله ليصبح (فاعل خير كبير) في ذلك المجال كما نشر الآن ونقول.. قبل ايام وفي بابه (عصف ذهني) بصحيفة (الانتباهة) كان للاستاذ الكرنكي مقال عن السفير الاسرائيلي في جوبا من هو واين كان وماذا يعمل وما هي مقدراته والدوافع التي ألقت به كأول سفير لبلاده اسرائيل في دولة الجنوب.. والمقال برأيي وتقديري (لقمة معلوماتية) دسمة ألقى بها الكرنكي في افواهنا وافواه من يهمهم الامر من ساسة وباحثين وكاتبين.. وذلك هو شأن الكرنكي الذي يطرق اشياء في العمق فهو - كما قلت واقول - فاعل خير كبير يتعين ان نلقي له بالا.. فالاحسان ليس بالدراهم والدنانير فحسب وانما بالانفاق من خزينة المعلومات وبالعصف الذهني الذي يضيء الطريق ويرسل اشارات المرور والسلامة السياسية وغيرها...!