٭ ملأ المولود رئتيه بالهواء الخارجي بعد إعلان قدومه للدنيا عن الضوء الصادر من الموبايلات التي تم جمعها من الأقارب أو الزوار أو الأطباء أو غيره... لا يهم مِنْ مَنْ تم جمعها ولكن لماذا تم جمعها؟ من (المذكورين أعلاه) داخل مستشفى معروف وعتيق يمثل مركزاً تعليمياً وصرحاً تدريبياً شاملاً يعمل في أقسامه المختلفة نطاسون بارعون يشار لهم بالبنان ومنهم من زينت صفحته العلمية جوائز شتى رفعت اسم السودان علمياً... ٭ القدر وحده من ساق هذه السيدة الجميلة لتضع مولودها في مستشفى سوبا الجامعي الذي غادرت (شاشة دفعه المقدم) الكهرباء بجانب مولد كهربائي صامت لا يدور بينما (تدور) في عقول الأسرة الصغيرة... المرأة وزوجها أسئلة شتى حول وضع الجنين وهو الذي أكمل كافة استعداده للخروج في هذه الليلة التي واجهته بظلامها... ٭ قررت المستشفى وساعة الولادة قد أزفت أن يرى الجنين الدنيا على ضوء الشموع يشاركه الجميع (الاحتفال الاستثنائي) بذكرى خروجه للدنيا.. ربما لم ترق الفكرة لقسم التوليد فأسرع في جمع الموبايلات لتحمل الولادة طابعاً أكثر (تقنية) وتقدماً في عصر الاس ام اس والاندرويد وفعلاً تمت الولادة تحت أنوار الموبايلات!! ٭ تكنولوجيا الاستخدام البديل للطاقة في مشافي الخرطوم التي تتحفنا ب(أعاجيب وألاعيب) في مقام صحة الأمومة والطفولة والتي لم تحتسب فيها لمثل هذه الظروف التي شابهتها أخرى قبل أشهر قليلة عندما أغلق مستشفى البان جديد أبوابه أمام ولادة مستعجلة لم تجد متسعاً للرحيل لمستشفى آخر فقرر الطفل أن يكون مسقط رأسه الشارع العام خلف ستار من ثياب وعبايات نساء بلدي اللائي تضيع حقوقهن يومياً بين دهاليز المستشفيات وأروقة المحاكم ومكاتب التوظيف... ٭ وزارة الصحة مشغولة بالتنقلات والتبديلات والترحيلات ومستشفيات يعوزها الامداد الكهربائي والأكسجين الذي سجل أعلى نقطة سالبة في تاريخ الصحة السودانية أما مولداتها فقد ودعت الحياة وربما انتهى عمرها (الافتراضي)... وزارة الصحة لم تهد المواطن العافية وتراجعت عن مساندته وسلبت قيمته الانسانية بولادة حرائره في العراء وعلى أنوار الموبايل فيما عزفت الدولة عن دعم ميزانية صحته.. بعد كل ما حدث ويحدث... إلى أين تقود المواطن كارثة الصحة؟ أقصد وزارة الصحة؟ ٭ همسة:- وتأخذني خطاي لشاطئك البعيد... ألملم الذكرى وجرحي القديم... أبدأ رحلتي... نحو عينيك... المرافيء... يا أنت.. يا مرساي الجديد...