تبادل وفدا التفاوض بين دولتي السودان، وجنوب السودان، الاتهامات بشأن افشال الجولة الحالية من المُباحثات المشتركة التي رفعها رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى الوسيط الاممي ثامبو أمبيكي أمس الأول، في وقت تمسك فيه الطرفان بمبدأ التفاوض ومواصلته الى حين تحقيق التسوية الشاملة بين الدولتين. وقال رئيس وفد التفاوض من جانب دولة الجنوب باقان أموم في مؤتمر صحفي أمس بمقر المباحثات بأديس أبابا ، ان الخرطوم لا تريد المنطقة «العازلة» بين الدولتين، ولا ترغب في التحكيم الدولي، عازيا ذلك لرغبتها في احتلال بعض المناطق داخل دولة جنوب السودان. ودافع باقان بشدة عن خريطة دولته وقال انها تستند على خريطة السودان الصادرة من مصلحة المساحة السودانية في العام 1955م، منتقدا الحديث عن خرائط للامم المتحدة ، وتابع أن الأممالمتحدة لم ترسم خريطة أصلاً بين الدولتين، لافتا الي أن بلاده أصابها «الملل» من الحروب المتواصلة، وتسعى الى اقامة علاقات طيبة بين الشعبين، مشيراً الى جاهزيتهم للمفاوضات بشكل مُستمر، متى ما خاطبهم الوسيط الأفريقي لانعقاد الجولة المُقبلة للوصول الى اتفاق خلال شهرين لكافة القضايا العالقة، وأكد باقان رفض دولة السودان لمقترح دولة جنوب السودان بتحديد منطقة «عازلة» على الحدود بما فيها «هجليج، وحُفرة النحاس»، وانسحاب القوتين من المناطق المتنازع عليها، واحالة الخلاف الى التحكيم الدولي، لتحديد ملكية المناطق المُختلف حولها لتحديد تبعيتها لأي من الدولتين. من جانبه ، دمغ رئيس الوفد التفاوضي لدولة السودان ادريس محمد عبد القادر أمس دولة جنوب السودان بعدم الجدية ، واضاف هذه الدولة غير «جادة»، وتابع ادخالها لمناطق «أبيي، هجليج» وبعض المناطق الأخرى في خريطتها دليل علي ذلك ، قبل ان يسخر من اتهامات باقان لرئيس اللجنة الامنية السودانية ،ويؤكد أن وزير الدفاع كان «جاداً»، و«حازماً» بشأن خريطة دولة جنوب السودان. في السياق ذاته، اتهم عضو وفد التفاوض الحكومي الناطق الرسمي للجنة الامنية السفير عمر دهب دولة جنوب السودان ب«تبييت النية» لافشال المفاوضات، وأكد أن خريطتها عدوانية، ولن تقبل بها الحكومة السودانية .