رحل بالأمس الشاعر سيد أحمدالحردلو شامي بعد صراع مرير مع الأوجاع التي أنهكت الجسد ، ولم تنل من روحه الشفافة .. رحل ذلك الشاعر المتفائل بغد أجمل ومستقبل أخضر للسودان وللعروبة وللإنسانية .. كتب الحردلو القصيدة الفصيحة التي وصلت الى المواطن الذي يتحدث العربية فأحبه .. وكتب بالعامية السودانية قصائد الحب والسياسة فتعلق به الناس في بلدي .. ودق « طبول العز » وتغنى لإنسان السودان : بجلبابه وشوتاله .. وكان قريباً من بسطاء الناس ... وفي الدبلوماسية كان قريباً من كل سوداني عندما كان ممثل السودان في اليمن ، حكى المعلمون عنه أنه كان يخف سريعاً للوصول الى أي معلم سوداني في جبال ووديان اليمن ، وكانت علاقاته الوثيقة بحكومة اليمن ومعارضيها مما يفتح له الأبواب لحل كل اشكال يتعلق بالجالية السودانية ... وحينما كتب مجموعته القصصية « ملعون أبوكي بلد » تناولها عدد من الكتاب في الداخل والخارج ، ومن بينهم الروائي والقاص العراقي الكبير عبدالرحمن مجيد الربيعي ، والذي انتبه باكراً الى قيمة الحردلو قاصاً وشاعراً .. وسنقدم للقارئ السوداني مقالة الربيعي التي لم تنشر في السودان عن شعر الحردلو في الصحافة .. والراحل من مواليد عام 1940 في قرية ناوا بالولاية الشمالية. وحصل على بكالوريوس اللغة الإنجليزية 1965 ودبلوم اللغة الفرنسية 1975/ 1974. وعمل مدرساً في السودان ثم في حضرموت قبل استقلالها، ثم انتقل إلى السلك الدبلوماسي وعمل مستشاراً بسفارة السودان في كنشاسا 1975, 1976 فوزيراً مفوضاً 1977- 1979, فسفيراً 1980، فسفيراً فوق العادة 1987- 1989 وتقاعد عام 1989م. عمل الفقيد محرراً ومراسلاً لبعض الصحف السودانية والعربية. شارك في العديد من المؤتمرات الرسمية, واللقاءات والمهرجانات الثقافية، له عدد من الدواوين الشعرية أبرزها (غداً نلتقي، مقدمات، كتاب مفتوح إلى حضرة الإمام، بكائية على بحر القلزم، خربشات على دفتر الوطن، الخرطوم... يا حبيبتي). رحم الله الشاعر الكبير وتقبله قبولاً حسناً ، ونتوسل الى الله أن ينعم على أسرته وأهله بالصبر الجميل «إنا لله وإنا إليه راجعون» .