الحركة الشعبية تيار السلام حزب صنعته ظروف الحرب فى جنوب كردفان خاصة بعد اتجاه قيادات بارزة فى قطاع الشمال بالحركة الشعبية الأم لقيادة حرب فى جنوب كردفان والنيل الازرق اثر حالة الارتباك العنيفة التى تركها انفصال الجنوب عن الشمال عقب انتهاء الربط القانونى والدستورى لاتفاقية السلام الشامل فى منتصف العام الماضى، وبفعل ماحدث من تطورات فى جنوب كردفان والنيل الازرق ظهر ما يسمى بالحركة الشعبية تيار السلام بقيادة الجنرال دانيال كودي وبعض القيادات التى رفضت الانجراف خلف تيار التصعيد العسكرى . وظهور هذا الحزب جعل باب التساؤلات مواربا فى وقت اتجهت فيه اسهم التخمينات الى ان الحزب الجديد يستمد قوته من الحزب الحاكم ، وان كودي نفسه من صنيعة المؤتمر الوطنى ويعمل على تنفيذ سياساته وانه يتلقى دعما مباشرا من الوطنى . ورغم عدم وجاهة هذه التخمينات الا ان ثمة تساؤلات حائرة تتعلق بما يجرى من تطور على الصعيد الميدانى لهذا الحزب الذى عقد مؤتمره التأسيسى الاول امس الاول بحضور القيادى البارز بالمؤتمر الوطنى نافع علي نافع فى وقت اشار فيه نافع الى انه لابد من دعم خيار السلام الذى تتبناه الحركة الشعبية جناح السلام . ومن جانبه أكد الفريق دانيال كودي رئيس حزب الحركة الشعبية تيار السلام أن الحزب يعمل على تحقيق طموحات وتطلعات مواطني الولاية وممارسة الديمقراطية الراشدة وفقاً لقانون مجلس الأحزاب، مبيناً أن تنفيذ المشورة الشعبية سيكون من أولوياتهم السياسية خلال المرحلة القادمة ، مشيراًالى أن مبدأ الحوار والشفافية بجانب تصحيح المسار سيكون منهجهم في الفترة القادمة بالتنسيق مع الاحزاب والمنظمات الوطنية لاجل الاستقرار والسلام. وفي السياق شددت د. تابيتا بطرس الأمين العام للحزب على ضرورة تماسك الجبهة الداخلية مشيرة الى أن الحزب سيعمل لأجل السلام والاستقرار بولاية جنوب كردفان تحت شعار نعم للسلام لا للحرب ، تحقيقاً لمبدأ التعددية والمواطنة بالولاية. وهذا ما ظل يطرحه حزب دانيال كودي طيلة المرحلة الماضية رغم التشظيات الكبيرة التى ضربته ابرزها الهزة العنيفة التى احدثها فصل الفريق محمد أحمد عرديب نائب رئيس الحزب، والذى اشار فور فصله الى ان دانيال وحزبه يعملان بوفاقية مع الوطنى ويعملان على تنفيذ سياساته ، الامر الذى يطرح اكثر من سؤال بشأن طبيعة عمل هذا الحزب وهل هو حزب لافتة فقط ؟ ومن اين يكتسب شرعيته ؟ وهل هو قادر على تنفيذ برنامجه السياسى؟ القوى السياسية المعارضة تنظر للجنرال كودي على انه متقلب الاطوار ويعمل على تمزيق الحركة الشعبية قطاع الشمال . هذا ما اكده القيادى بالمؤتمر الشعبى كمال عمر فى حديث سابق له مع الصحافة بشأن مبادرة كودي المتعلقة بطى الحرب فى جنوب كردفان، فقد قال عمر ان كودي منبوذ ويعمل على تنفيذ سياسات المؤتمر الوطنى وان مبادرته تلك لن تجد حظها من التنفيذ لانها لن تنال تأييد النوبة . الا ان هنالك من لا يري ان حزب دانيال كودي يعمل على تنفيذ سياسات المؤتمر الوطنى فالمحلل السياسى والاكاديمى البروفسير حسن الساعورى اشار الى انه من المستحيل ان يقدم كودي على ذلك ، واضاف « ليس من السهل ان يتحالف مع الوطنى» لان الوطنى وفقا لتأكيداته لم يتوصل لقناعة بشأن قوة الحركة الشعبية تيار السلام من عدمها . وتوقع الساعورى تحالف الحركة مع الاحزاب الاخرى خاصة المنتمية لجبال النوبة . وعن حجم تأثير حزب كودي على الصعيد السياسى اشار الساعورى الى ان هذا يتركز على حجم الجماهير التى تنضوى تحت راية الحزب ، وقال ان لم يستطع حزب كودي سحب البساط عن قيادات القطاع السابقين يكون مجرد حزب لافتة، ويرى الساعورى ان شعار البيان بالعمل من الممكن ان يحدد هوية الحزب فى هذه المرحلة، وتساءل عن حجم ابناء النوبة فى هذا الحزب وهل هم من القيادات المؤثرة . ويضيف الساعورى انه ربما كانت لهذا الحزب ارضية فى بعض المدن الكبرى وبالتالى يصبح حزبا قوميا كبقية الاحزاب السياسية الاخرى . على كل وبحسب المعطيات يبقى امر حزب دانيال كودي الجديد رهينا لذات التخمينات مالم يحرر هذا الحزب لنفسه شهادة تميز فعلى تجعله يحصد ثمار ما ظل يطرحه من برامج . ويرى القيادى بحزب البعث السوداني محمد وداعة الله ان هنالك علاقة موالاة بين الحركة الشعبية قطاع السلام والمؤتمر الوطنى، وقال ان المؤتمر الوطنى اهتم بامر هذا الحزب كثيرا ومجموعة كودي شاركت فى الحكومة وهذا بحسب حديثه مبنى على علاقة بينها والوطنى . ورغم ان وداعة اشار الى الحميمية التى تربط كودي بالوطنى الا انه امتدح الطريقة التى ترفع بها الحركة الشعبية تيار السلام شعاراتها ، وقال ان ما يرفعه كودي من شعارات تدعو لوقف الحرب والتمسك بخيار السلام امر ممتاز غير انه عاد واشار الى ان هذا لا يأتى بالتمنى بل يمكن تحقيقه عبر الحوار والتفاوض واحقاق المشورة الشعبية وتنفيذ ما تبقى من بنود تتعلق باتفاقية نيفاشا ، ويشير وداعة ان هنالك ايضا مناطق اخرى غير مستقرة مثل النيل الازرق باعتبار ان الجنوح للسلم امر مطلوب على كل الاتجاهات على حد تعبيره ، معربا عن اعتقاده بان هنالك اطرافا اخرى معنية بالصراع لابد من التعامل معها بالكيفية التى تساعد على تكملة مشوار دانيال كودي . ولم يسلم المؤتمر الوطنى من نقد وداعة اللازع حيث وصفه بالحزب الذى يعمل على استقطاب قيادات الاحزاب عبر سياسة القطاعى وتقديم الاغراءات والمحفزات. بيد ان القيادي البعثي محمد وداعة لم ير في حزب كودي لافتة للوطني ولم يقل انه يعمل على تنفيذ سياسات الحزب الحاكم.