«فترة بداية العام الدراسي تعتبر من اصعب ايام العام التي يمر بها اولياء الامور»، هكذا جهر والد طالبين يدرسان بمدرسة ثانوية خاصة ببحري، مرجعا معاناتهم الى ارتفاع رسوم المدارس الخاصة عاماً تلو عام، متوقعا ان تشهد هذا العام الرسوم ارتفاعا غير مسبوق، لجهة الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي قال انها بدأت تنسحب على كل اوجه الحياة، واردف: قد يرى البعض اننا نستحق ما نعاني منه بسبب رسوم المدارس الخاصة، وذلك لأن الكثيرين يعتبرون الدفع بالابناء الى المدارس الخاصة ذات الرسوم العالية نوع من الترف والمباهاة، ولكن الأمر بخلاف ذلك تماماً ولا علاقة له «بالفشخرة» ويتمثل في اولياء الامور الذين فقدوا الثقة في المدارس الحكومية التي لم تعد مثلما كانت في الماضي، وبوضعها الراهن لا يمكن أن تسهم في تأهيل الطالب الي الجامعة، والمدارس الخاصة باتت واقعاً نتعامل معه بحكم ان كل أب يبحث عن مصلحة ابنائه، وهي افضل حالاً من الحكومية. وتتفاوت رسوم المدارس الخاصة من مدرسة الى اخرى، فهناك مدارس تصنف من ضمن فئة الخمس نجوم، وهذه رسومها السنوية لطالب الثانوي لا تقل عن خمسة ملايين، وتتدرج الرسوم حسب موقع المدرسة وخدماتها التي تقدمها ومعلميها، ويرجع مدير احدى المدارس الخاصة بحي كافوري ويدعي طارق صديق يوسف، ارتفاع رسوم الدراسة هذا العام إلى انخفاض العملة الوطنية مقابل الدولار، وقال إن هذا الامر القى بظلاله علي المدارس الخاصة التي ارتفعت منصرفاتها الخاصة بوسائل العملية التربوية وعمليات تأهيل المدارس وتوفير البيئة الملائمة، مبيناً أن ارتفاع الاسعار اثر عليهم كثيراً، موضحاً أن رسوم مدرسته الخاصة ارتفعت في هذا العام الى ألفي جنيه تدفع على ثلاث اقساط واربعة في بعض الاحيان تقديراً لظروف الطلاب واستجابة لمناشدات أولياء الامور، رافضاً اتهامهم بالمستثمرين، وقال إن المدارس الخاصة موجودة في كل دول العالم وهي مكملة للتعليم الحكومي وداعمة له. وتعود والدة تلميذ بالصف الخامس اساس تدعي مني علي بالذاكرة الي وراء وتقول ان الرسوم التي دفعتها لابنها قبل خمس سنوات كانت 800 جنيه، الا انها ارتفعت في هذا العام الى الف وخمسمائة جنيه، تدفع على اقساط، وشكت من ارتفاع منصرفات العملية التعليمية، متحسرة على أيام خلت من تاريخ السودان كانت خلالها الدولة تنوب عن اولياء الامور في تحمل كل تكلفة التعليم.