حذرت وزارة الخارجية، من ان عودة احتضان دولة جنوب السودان لحركة العدل والمساواة من شأنه التأثير علي جولة المفاوضات التي من المتوقع استئئافها نهاية الاسبوع القادم، واكدت ان لجوء دولة الجنوب للتحكيم يثير الشكوك في جديتها في التفاوض. ورأى عضو وفد السودان المفاوض مطرف صديق خلال تنوير قدمته الخارجية امس لسفراء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالخرطوم بشأن جولة المفاوضات بين السودان وجنوب السودان التي جرت اخيرا بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، ان حكومة جوبا مارست تكتيكات غير ذات جدوى خلال جولة التفاوض هدفت من خلالها للتشويش على القضايا الاساسية المتمثلة في وقف العدائيات وانسحاب كل طرف الى حدوده الدولية، والامتناع عن دعم الحركات المتمردة. واشار مطرف الى ان الحكومة لم تسقط خيار اللجوء الى التحكيم حول المناطق المختلف حولها شريطة نفاذ كل الخيارات التي تؤدي الى التسوية عبر التفاوض والاجراءات التوافقية الاخرى، موضحا ان طلب اللجوء للتحكيم من قبل الجنوب خلال الجولة القادمة يثير الشكوك حول جديتها في مواصلة التفاوض، فضلا عن ان الخطوة استباق للاحداث وقفز فوق الحلول التي من المتوقع ان تتقدم بها الاطراف. واكد مطرف صديق ان عودة احتضان دولة جنوب السودان لحركة العدل والمساواة من شأنه التأثير علي جولة المفاوضات القادمة والتي من المتوقع ان تعقد مجددا نهاية الاسبوع القادم. واوضح التنوير الذي شارك فيه وكيل وزارة الخارجية والمتحدث الرسمي باسم وفد التفاوض السفير عمر دهب والعميد امن الامين بانقا من فرع المساحة العسكرية، ان الخريطة التي طرحها الجانب الجنوبي لا تتماشى مع روح القرار الاممي وتنافي الخريطة التي تم اعتمادها من قبل الاممالمتحدة وقوات يونميس والاتحاد الافريقي، والتي تم بموجبها اتخاذ الترتيبات المتفق عليها لتنفيذ اتفاقية السلام والاجراءات ذات الصلة بانفصال الجنوب، وفندوا الادعاءات بشأن المناطق المدعاة التي ضمتها الخريطة، مشيرين الى ان تبعية هجليج حسمت بصورة تامة وقانونية من قبل المجتمع الدولي عند اقراره بأنها احتلت من قبل دولة الجنوب. وركز مقدمو التنوير على القضايا ذات الصلة بالموضوع الامني باعتباره اولوية وفق القرار الاممي الذي تبناه مجلس الامن والخاص بالوضع بين البلدين، واكدوا ان نقاشا مستفيضا جرى بين الجانبين حول الحدود بهدف تحديد خط صفر لانشاء المنطقة منزوعة السلاح، والتي تمتد لمسافة عشر كيلومترات في كل جانب. من جانبه اتهم سفير السودان بالاممالمتحدة، دفع الله الحاج، دولة جنوب السودان بعرقلة جولة المفاوضات التي جرت اخيرا باديس ابابا بإصرارها على التمسك بخريطة غير قانونية كأساس لحل النزاع الحدودي بين الدولتين. ورفض الحاج التكهن بمحتوى التقرير الذي من المنتظر ان يقدمه الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي امام مجلس الامن اليوم بشأن جولة التفاوض بين الخرطوموجوبا، واكد ل «الصحافة» انه قدم شرحا للملابسات التي احاطت بجلسة التفاوض لرئيس واعضاء مجلس الامن، بين فيها ان السودان شارك في الجولة «بحسن نية» للتوصل للاتفاق وحمل حكومة الجنوب مسؤولية عدم احداث تقدم كبير في التفاوض لاصرارها علي التمسك بخريطة غير قانونية، حسب وصفه، لحل النزاع الحدودي.