انتظمت فصائل من الحزب الاتحادى فى حركه دءوبة جابت عددا من الولايات وذلك بهدف لملمة اطراف الحزب التى تبعثرت الى عدد من الواجهات ولا تكاد تعبر احدى طرقات الخرطوم بمدنها الثلاث الا وتقع على بصرك لافتة تحمل اسما جديدا تحت مسمى الحزب الاتحادى، ولكن يبدو ان هذه الصوره فى طريقها الى الزوال بعد ان كتب لاعلان المبادىء الذى اقرته مجموعة من الفصائل الاتحادية فى اكتوبر من العام 2011 النجاح والذى اكدت فيه بان الحركة الاتحادية هى ميثاق وعهد ونهج ارتضوه لاستعادة الدور الطليعى والتاريخى للحركة الاتحادية. وبعد الزيارات التى قامت بها فصائل الحزب الاتحادى لكل من ولاية البحر الاحمر والجزيرة والنيل الابيض اتجهت هذه المرة قافلة لم الشمل الى حيث ولاية سنار التى سبقهم اليها فوز قائمة الوحدة الطلابية باتحاد جامعة سنار التي للاتحاديين فيها نصيب الاسد فى ترجيح كفة المعارضة على قائمة الطلاب الاسلاميين، وفى ظل هذا الزهو حط ركب قيادات الاتحاديين فى مدينة الصمود التى تزينت باعلام الاتحاديين لتشكل خير افتتاحية وتمهيدا تلقائيا لما يهدف اليه الوفد، الدكتور عبد الرحيم عبد الله ابتدر حديثه فى اللقاء الجامع بقيادات ولاية سنار بالاهداف الرئيسة التى جعلتهم يقومون بهذه الزيارة فى هذا التوقيت واجملها فى جمع صف الاتحاديين الذين فرقتهم السبل فصاروا فصائل ومجموعات مؤكدا خلو خطواتهم التى قاموا بها من اى اغراض سوى لملمة البيت الاتحادى، واشار الى انهم عكفوا خلال عامين ولاكثر من مائة اجتماع على وضع الصيغة المثلى التى تمكنهم من تحقيق الوحدة التى قال انها استعصت عليهم الى ان تم لهم ما ارادوا بجمع خمسة فصائل تحت مسمى واحد اختاروا له الحركة الاتحادية، ولم يترك عبد الرحيم شيئا بشأن مساعي جمع الشتات الا وتطرق اليها كما لم ينس كذلك ان يشن هجوما عنيفا على فصائل الحزب الاتحادى المشاركة فى الحكومة مؤكدا انقطاع الصلة التى تربطهم بتلك الفصائل ما لم يعودوا الى رشدهم بترك المشاركة فى السلطة التى قال انها خصمت الكثير من ارصدة تلك الفصائل بل عرتها من اى خير، واسهب عبدالرحيم في الحديث عن وحدة الاتحاديين والسبيل اليها وكيفية الوصول للاندماج بين الفصائل المتعددة والمختلفة ليسلط من بعد ذلك سهام النقد الى سياسات المؤتمر الوطنى التى لم يجد فيها اى شيء يشفع للحزب الحاكم بالبقاء فى السلطة، وزاد على ذلك باتهام الحزب الحاكم بقيادة البلاد الى حتفها من خلال العداوات التى قال ان الحكومة اختلقتها مع دول الجوار والمجتمع الدولى على حد سواء، وختم دكتور عبد الرحيم حديثه بسرد الخطوات التى تمت بشأن جمع الفصائل الاتحادية مشيرا الى وضعهم خارطة طريق تشمل جميع المطلوبات التى ستوصلهم الى المؤتمر التأسيسى الذى قال ان موعد انعقاده سيتم حال الفراغ من حملة التنوير التى يقودونها هذه الايام. من جهته تكفل الدكتور ابو الحسن فرح بتوضيح الخطوات التى تمت مؤكدا عدم وجود اى قرارات مسبقة وان ابناء الحزب من المناطق المعنية عليهم باعداد رؤاهم كافة التى يرون انها تخدم اجندة الحزب حتى لا يعيدوا اخطاء الماضى، وانتقد ابو الحسن مشاركه الميرغنى فى السلطة التى قال انها تمت بعد ان زوروا ارادة جماهير الحزب، وامتدح فكرة الحركة الاتحادية وقال انها لن تموت كما يريد لها البعض، وانتقد ضعف ومواقف من شارك من الاتحاديين وضآلة وجودهم الفعلي في مستوى اتخاذ القرار، وقال هذا مصير من يرتمي فى احضان المؤتمر الوطنى، ولم يكتف ابو الحسن هو الآخر بتفاصيل الحركة الاتحادية وعرج مباشرا لانتقاد الحزب الحاكم متطرقا لمرارات قال انه تجرعها وآخرون ابان الانتخابات الماضية. ولم يحد القيادى بالحزب الاتحادى صديق الهندى عن درب من سبقوه بالحديث وواصل فى رسم الطريق الذى يقود الى وحدة الاتحاديين كهدف اساسى خلال المرحلة القادمة، ولخص ازمة الحزب بالقول انه مختطف وان مختطفيه باعوه مثلما تباع الارض وان اصلاحه وعودته مرتبطة اساسا بتغيير النظام الحاكم، واكد الهندى ان لا رجعة من فكرة الوحدة فى الحركة الاتحادية التى قال انه حال عدم تحقيقها سيكون مصير الحزب الاتحادى كمصير حزب الوفد المصرى الذى تجاوزه الزمن وبات بلا وجود على ارض الواقع عدا الاسم الذى سيمحوه الزمن، واشار الى ان الحزب الحاكم الى زوال بفعل سياساته. بيد ان مساعي هذه الفصائل للوحدة قد لا تحقق نتائج ملموسة على ارض الواقع، فالحركة الاتحادية الآن في اسوأ حالاتها من حيث التشظي والانقسام، وفشلت قبل هذه الجهود محاولات قيادات اتحادية اخرى تحركت عبر لجنة لم الشمل التي كونها زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي «الاصل»، لان اللجنة ووجهت بعقبات مختلفة منها تعدد الفصائل وكثرة الانقسامات داخلها، ولذلك يقول رئيس اللجنة مولانا حسن ابوسبيب ل» الصحافة» انه غير متفائل بتحقيق حلم وحدة الحركة الاتحادية في ظل الظروف والملابسات الحالية، التي على رأسها مشاركة الاصل في السلطة، لان هذه المشاركة بنظر ابوسبيب تدفع بمزيد من العوائق امام الوحدة لجهة رفض اغلب الفصائل والتيارات لها، ثم يشير القيادي الاتحادي الى انه لا يعلم عن جهود كلٍ من الدكتور ابوالحسن فرح وصديق الهندي شيئا، مؤكدا ان وحدة الحركة الاتحادية مرهونة باشتراطات محددة اغلبها لا يتوافر الآن غير ان اهمها فض الشراكة في الحكومة التي اعتبرها «الطامة الكبرى»، لانها اولا لا تستند على تنفيذ برنامج الحزب الاتحادي المطروح في الانتخابات، وتنفذ بديلا عن ذلك برنامج المؤتمر الوطني، وثانيا لانها اضحت صورية لا يتمتع وزراء الحزب فيها باي سلطات ونفوذ حقيقي.