ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    تحالف "صمود": استمرار الحرب أدى إلى كارثة حقيقية    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    "صمود" يدعو لتصنيف حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، والحركة الإسلامية وواجهاتهما ك "منظومة إرهابية"    شاهد بالفيديو.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تدعم الفنان عثمان بشة بالترويج لأغنيته الجديدة بفاصل من الرقص المثير    صحة الخرطوم تبحث خطة لإعادة إعمار المرافق الصحية بالتعاون مع الهيئة الشبابية    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    كمين في جنوب السودان    كوليبَالِي.. "شَدولو وركب"!!    دبابيس ودالشريف    إتحاد الكرة يكمل التحضيرات لمهرجان ختام الموسم الرياضي بالقضارف    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    ارتفاع احتياطيات نيجيريا من النقد الأجنبي بأكثر من ملياري دولار في يوليو    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    «ملكة القطن» للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني يشارك في مهرجان فينيسيا    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضرورة البحث عن حكومة خلاص وطني!!
على هامش الحديث عن رفع الدعم عن المحروقات
نشر في الصحافة يوم 19 - 06 - 2012


(العطر عطرك والمكان هو المكان
لكن شيئاً قد تغير بيننا
لا أنت.. أنت ولا الزمان هو الزمان)
الشاعر المصري فاروق جويدة
«1»
الشعب والتغيير
الموضوع لا حلم.. ولا ضرب للرمل.. ولا قراءة للكف.. ولا تأمل من منجمة في فنجان.. الامر وما فيه حدس واستقراء يلزمه النصح لواقع معاش وبسيط مشبع بالتجارب السابقة في سودان النخب بأحزابه واتحاداته النقابية والسياسية المطلبية، وكل ذلك لا كما يدعي بعض المنسوبين لها من الصفوة الحالمة بالخلود في «شكل الحكم الزائل» مهما طال امد بقائه او انتمائه الى جهة سياسية او جهة جغرافية وضعتها الظروف في واجهة التحدي والتصدي لاحلام شعب ابي جمعت ما بين طقس خياله جماليات «النيل وفضاء الصحراء وكثافة الغابات».. لذا ما أنفك يرفض وينبذ الدعاوى غير الشرعية والانتماءات الاستعلائية، طالما ان لازمته الانسانية هي الاعراف الهجين.. وتلك التي استندت عليها بعض النخب الحالمة والتي وجدت لسان حالها يطابق دعاة الاستعمار «لذا فتح لها الاستعمار المدخل الامثل»- للتمثيل والتفرد الاثني بصفوية الادعاء للعروبة ذات الجذور «العباسية القرشية»!!!
٭ من التي كلما تحدث البعض عن الاصل «السودانوي» بالحق الثقافي في العروبة ودين الاسلام «شبت في حلقه» ورفدت موقفها بشعارات الثوب «الشريف» لآل العبابسة من الاشراف في السودان.
٭ علماً بان الانتماء الى النبي صلى الله عليه وسلم - ليس محصوراً فيه وفي اعمامه، والا فأين أحفاد «ابو لهب وابو جهل» والا فعلينا من الآن وآنفاً ان نعتمد «لحظة ضمه الشريفة» بكلتا يديه لبنته «فاطمة الزهراء وسبطيه الحسين والحسن» - لحظة «أن تحمحم عمه العباس» كحصان عنترة حينما عجز عن المحاورة والشكوة - وتلك حالة المسربلين بعقدة الاصالة «في زمن الفقد الى ما يطلبه العصر» من يومها الى يومنا هذا.. وظل كل البشر من ذوي البشرة السمراء، من المحيط الى الخليج - يرجون الثمن والادعاء ولو بالزيف بالانتماء الى العباس وجلده الاسمر اللون. ونسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم ان كل من تحدث العربية فهو عربي - والعروبة والاسلام صنوان في حقوق الاثن وثقافة الدين والتاريخ، وليس لاحد في الحق ان يقول «العرق دساس» دونما استصحاب في الصدق للانتماء بالعقيدة وحسن المعاملة دونما تفرقة او عنصرية نتنة امر صلى الله عليه وسلم بسبها وتركها.
«2»
الشعب ومرارة فصل جنوبه عن شماله اليوم
كل الذي قادني الى الطرق على الدف القميء هو الحالة السيئة من العنصرية والجهوية السياسية، من التي فرضت نفسها على شعبنا السوداني قسراً، ودونما مراعاة حتى لواقعه المتسامح والمسالم - والذي انصهر في بوتقة الاجماع الانساني لسنين عددا ورغم ذلك - لم تتورع او تتوانَ في ان تعمل على تشويه صوره الجميلة بكل ما استطاعت من جهد - عسى بذلك تجد لها موطئ قدم في خارطة وتاريخ المجتمع.. والتي اذا قيست بغيرها من فصائل المجتمعات الاخرى - لصنفت بالتقييم «كالمنبت» ولا عزاء لها اليوم، الا في الاعتراف امام الملأ - بانها «فشلت» سياسياً بتشويهها لكل بارقة امل ظلت تدعيها وتتطلع اليها في بناء المجتمع «السوداني» الواحد.
٭ وكل تجاربها طالحة - بعد ان جعلت من كل واقع في سودان اليوم عبارة عن «معمل» حزبي للتجارب - أياً ما كانت خطورتها - لحظة ان أتت «بأناس» «سحرة» لا يعرفون الى الحياء من ظلم الناس مدخلاً ولا «شعرة» من حلم، بل كل الذي يعنيهم هو العمل على نفي «حياة الآخر بالكامل» وغير المفيد وبكل السبل الممكنة من المشروعة وغير المشروعة، لحظة أن صار الفساد هو الديدن والغاية المنشودة عند الجميع بلا فرز «لحظة أن وصلت الحاجة عند الجميع الى الحلقوم». والأدهى من ذلك ان المعنيين بالامر باستثناء القليل منهم - ليس لهم سقف اخلاقي ولا خطوط حمراء يجب الوقوف عند حدها - بل الحد «الاستراتيجي» هو العمل على فناء ما تبقى من دولة السودان «اذا صار الحال كما هو حاصل الآن» منذ العام 1/1/6591م - وفي سبيل اكمال مشروع «العراب» الحضاري - كان لا بد من الوصول الى هذه النهاية غير السعيدة، حتى عند اهل النظام والشأن ناهيك من الذين اصلا لا يعنيهم امر «الانقاذ ذهبت ام خلدت» للابد .
٭ والتجارب اكدت منذ ان بدأت نطفة في «رحم الحركة» وعبارة عن «جنين» في «بطن الامة» بانها سوف تناصر وتنتصر للجبهة الوطنية بكوادرها «الحديثة» وشبابها بالخلاص من نظام نميري اليساري العسكري، وليت الجبهة الوطنية من يوميها عرفت مخطط «الجبهة»!! «في احداث الجزيرة» - وكيف هي من يومها عزمت واستطاعت ان تشعل فتيل الحرب ما بين قيادة الانصار «الامامية» المتسامحة متمثلة في «الشهيد الهادي المهدي» وعصابة مايو العسكرية الباطشة بالعقيدة ومن لحظتها كانت قد بذرت بذرة الشقاق والخلاف بين القوى في الجبهة الوطنية الجامعة، من التي كان لها القدح المعلى في انجاز كل المشاريع الوطنية الجامعة منذ الاستقلال ثم اكتوبر الاخضر - «ونما دورها الكريهة والشريرة» منذ ابناء الشعب السوداني وفي عقلية الهوس الديني عند امامهم المبايع «نميري» لحظة ان زين له العراب والمستشار بانه الامام و«مجدد القرن العشرين» ووضح زيفهم من واقع مآزرتهم ومناصرتهم باسم الشريعة لقوانين سبتمبر 3891م «تلك التجربة الكذوبة» والتي لم ينل منها الشعب السوداني الا القتل والسجن لرموزه ومفكريه السياسيين حزبيين ومناضلين وطنيين.
٭ واليوم يندهش الواحد - كيف ان العراب وزمرته «الشعبية» قد طووا تلكم «الصفحة السوداء» من تاريخهم الحافل بظلم الشعوب. «ويصفوا عليها من غير ما حياء» و«كالعادة» استوعبتهم سماحة الشعب السوداني - ما بعد ثورة «رجب ابريل 5891» ولكنهم كالعهد بهم - لم يحمدوا للشعب الجميل جميلاً يوم أن جعل منهم القوى السياسية الثالثة في النظام الديمقراطي من حيث عددية النواب في الجمعية التأسيسية - ولكن تطلعاتهم ونواياهم السيئة لم ترد للشعب الطيب الحسنة - بافضل منها - لكنهم ردوا عليه ضربا باغلظ سياط الشمولية الحقودة - بعد ان اذاقوه مر العذاب بكل انواعه - وحينما وجدوه متسامحاً «اكثر من اللازم» بل رأوا من الافضل العمل على مسحه من خارطة الوجود - قيدوا بتفكيك كل البنيات التحتية - صفوا المؤسسات الخدمية الراسخة في التعليم والعلاج ومعينات العمل الفني والاداري - من التي كان يعتمد عليها في إكمال كل المشاريع الانمائية والعمرانية - وقبل ذلك كله اتوا منظريهم بما لم يأت به الاوائل - حينما حبروا ونشروا الكتب باسم «الثورة والاصلاح السياسي» والمفارقة اليوم هم من اكثر الناس تنكرا لتجربة الانقاذ «تجربة الحركة الاسلامية في السلطة والحكم».
٭ والذين نفضوا ايديهم حقيقة قد عافاهم الله سبحانه وتعالى من «العلة الترابية» و«الجرثومة الضارة الاخوانية» - وعلى رأسهم «دكتور الطيب زين العابدين، دكتور التجاني عبد القادر حامد..الخ» بل باتت هذه السلسلة الاخوانية المستنيرة تبحث مع جموع الشعب السوداني الفضل «عن الخلاص» - وصارت سلطة الانقاذ في طورها ما بعد الانفصال كالاجرب الذي يجب تجنبه «كما الخمرة ما بعد التحريم» - او بالاصح الدعوة الى الخروج من الارض التي حلّ بها - كل من ذكرنا اليوم هم اليوم في حِل من حكومة الاخوان «ذات الشق السيادي» من المساعدين - بل اكثر الناس في افراد الشعب يعملون على الخلاص الآن من الانقاذ.
٭ يبقى السؤال ما هي الانقاذ وما هويتها - اذا كان عرابها الاول ومفكروها في الداخل والخارج - هم اليوم من اول الرافعين لشعارات الخلاص «بالثورة والربيع العربي» منها ومن تاريخها ونردد سؤالنا للعراب لماذا كانت الانقاذ من الاساس؟!
«3»
دابة الأرض التي يعقبها المسيح الدجال
حال السودان اليوم يحق لنا ان نشبهه بدابة الارض اذا ما لجأنا الى المجاز اللغوي، او «التفسير التجديدي» - للنص القرآني، بعيدا عن كل ما أتت به كل الكتب الصفراء، من أساطير وخزعبلات وحكاوي اسرائيليات، منذ ان نشأ الخلاف بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ما بين - الانصار والمهاجرين - من من يكون الخليفة، والى ان اشتعل اوار الخلاف بالسيف ما بين «علي ومعاوية»، ليصبح من اقسى فروض الرسالة المحمدية اليوم هو البحث العلمي عن «دواء» ناجع لكل جراح التطلعات السياسية والتي جرت سماحة الاسلام وعدله الى الوصف «بالارهاب» - وكل الذي حدث ويحدث الهدف منه الوصول الى السلطة ولو كان ذلك على حساب كل القيم الانسانية من التي تنشد العدالة والمساواة ما بين أبناء البشر جميعاً دونما صراعات - دينية او اثنية ولا جهوية!! والشيء المؤسف في دول العالم الثالث وخاصة عندنا في السودان - من السهل جداً ان ترتكب اكبر الاخطاء ثم دونما حياء تخلع جلدك السيء ذاك - وترتدي زياً قومياً تمسح به كل سوءاتك التي فعلتها - سواء أكانت في الحكم أو في المعارضة - طالما ان المجتمع يستند على مقولة سياسية تصلح للتحايل على كل واقع وتناظر في مضمونها تماماً قولة تاريخية للامام علي كرّم الله وجهه «حينما تأوه من رفع المصاحف على أسنة الرماح» - واعتبرها «كلمة حق أريد بها باطل». هي مقولة «عفى الله عما سلف»!! نعم عفى الله عما سلف لكن لا بد من الالتفات الى توظيف «النص» وتفعيله في المعنى الانتهازي - بعد كل التجارب العقائدية الشمولية - منذ ما بعد ثورة اكتوبر - ليصبح عبارة عن مساحة سحرية لكل اشكال «القتل والسحل والتعذيب...الخ» دونما ادنى التفاتة الى ان هناك «حقوق للانسان» - بل المزاج والذهن الغالب عندنا هو ما تقول به «النخبة» التي هي بسياسة الامر الواقع على كرسي السلطة. لذا ليس من المفارقة اليوم ان نجد من كانوا يشرعون للانقاذ من حكام ووزراء - وحتى الى «ما بعد نيفاشا» هم من يرسمون خارطة الطريق للمعارضة باسم «الشعب المغلوب» على امره من اجل الخلاص من «الانقاذ»؟! «يا للعجب»!!
٭ بل هم أول من سعوا الى مد عمرها - يوم ان عقدوا وقالوا «ان اتفاق القاهرة» ما بعد نيفاشا هو مشروع «التجمع الوطني الديمقراطي» لاكمال تطلعات الشعب السوداني في بحثه عن الخلاص من سلطة «الاخوان» - وليتهم لم يدخلوا مع الاخوان في السلطة ولكنهم «بالخدعة» قد دخلوا في الجسم المشلول من «انقاذ العراب» ما بعد المفاصلة «المفتعلة» لتصفية جيوب المعارضة - لتخلو من بعد الساحة للعراب ويكون له باسم «المؤتمر الشعبي» المفتاح لعربة الحكم باسم السلطة الحاكمة وتركة المعارضة العاطلة «بالتحالف»!!!
«تبقى الترابة في خشم الشعب السوداني» لو راجي الخلاص من «تحالف الشيوشعبي» لماذا؟!
لان التاريخ - يحكي ويقول عن قصة «القط والفأر» الكثير... وكيف ان حتى الامثال من «التعليم والتعلم» تقول:- «اذا غاب ابو ضنب، لعب ابو شنب»- وهكذا يصبح من المستحيل التعويل في الخلاص من الانقاذ على «الشيخ وابو عيسى وانت هارون من الجندر».
٭والحكمة تقول كما جاءت الانقاذ ترحل والسلام - طالما ان هناك العديد من مراحلها قد عاشها الشعب حتى اكتفى من حكمها و«ملى» معارضها - فاين نيفاشا وأين القاهرة؟! كلها اتفاقيات انقاذية وتذهب ابعد الى جيبوتي ونداء الوطن، الى ان انتهى الجميع اليوم الى «التلوث» والدخول في الاجهزة التشريعية والتنفيذية «لسلطة الاخوان في الحكم» وآخرها مساعدي الرئيس من ابناء زعماء الطائفتين الكبيرتين.
٭ عشان كده حقو الشعب اذا اراد الخلاص من الانقاذ ان يعمل بعيداً عما حدث من مخالفات او تحالفات «الانقاذ» - لان الثقة «الاحراجية» الجارحة في القول والتي يلقي بها «شيخ نافع» خطبه الانقاذية يجب ان توضع في الحسبان والاعتبار والا فان هذه الايام خاصة ما ايام تحدي - الا اذا كان هذا الرجل «ايدو مليانة من الجميع.. والله يكضب الشينة يا ناس التخالف» أقصد «التحالف»!!
٭ وكذا حينما يحدثنا العراب الجديد «دكتور» أمين عن «ان ارتفاع الدولار سيخفض الاسعار» ما عرفناها دي نظرية اقتصادية جديدة؟! بعد سياسة التحرير لعبد الرحيم حمدي..
٭ وها نحن نخضع لسياسة رفع الدعم عن «المحروقات» - والسؤال متى يعي «هؤلاء» ويحددوا من أين أتوا؟! ويدركوا ان للآخر أياً ما كان - له عقل كعقولهم - ثم إفتراض الجهل في الآخر «عيب كبير يا شيخ امين حسن عمر» - لذا لا بد من المراجعة - والا لما كان هناك قول مأثور يقول «نصف رأيك عند أخيك» ولا خاب من استشار - وهكذا دواليك - وأنت العقل المفكر والمحاور البارع لكل الوفود التي فاوضت الحركات المسلحة في دارفور وغير دارفور - منذ ايام «علي الحاج محمد» وحقيبته «الدبلوماسية» - والى «دوحة الخير» والسلطة الانتقالية بعد جرعات «السيسي الحوارية».
«4»
الحكومة وكيفية الخلاص الوطني
الآن الحكومة والمعارضة - وصلتا الى الحد في ادمان الفشل «لا الفأر قطع ضنب الكديس - ولا الكديس معط شنب الفأر» - يبقى لابعد من الاتفاق على «الخلاص الوطني» لماذا؟! لان «الكبار والقدرنا» فتناهم في ضنك المعيشة ومشقة الحياة - بل الحياة في السودان اوشكت ان تصل الى «مجاعة 6031» وبيوت الجوع طالت كل أهل الساس والرأس وعبارة الجمرة بتحرق الواطيها ما عادت استثناء لاحد في السودان - بل اللقمة اصبحت جافة وصعبة البلع والوجبة البتسد «الاود» وترييقة الفجر صارت مستحيلة ولو وجدت غير مستساغة - لذا عندنا نتحسر على «الروّحْ» قبل خروج «الرُوح» - اكثر ايلاماً لحظة ملامسة الصمت الاجباري من قبل «أخت هارون» ولسانه الذي عقدته جمرة السلطة حتى صار عاجزاً عن مناصرة «أخاه موسى» ناهيك عن مناصرته لشعبه وشعب والده الأبي!!
٭ اليوم قد فاض الكيل وبلغ السيل الزبى - وسبق لكم يا سيادة الرئيس ان قلتم شهادة في حق هذا الشعب الصابر - ولكن اليوم لم يعد للشعب قدرة «على الصبر».
٭ فكل الشعب عاجز تماماً على مواجهة ابسط انواع الحياة «والجوع اخ الكفر»!
٭ والفرصة امامك سيدي الرئيس ان تساهم في اخراج الشعب مما هو فيه اليوم فقد انتقص قدره من الهلاك الذي اصاب جسمه السوداني - من قلة في الزاد وعدم القدرة على الايفاء باي واجبات، وصار في حل من أي التزام عقدي او بيعة في عنقه تجاه السلطة قد التزم بها قسراً يوما ما - لحظة أن ظن «بعضه» ان فيكم «الخير والانقاذ».. ويمكن ان تقودوه الى جنة الله في الارض كما وعدتموه في اول أيامكم.
٭ وفي زمن الخلاص القومي - فإن الطوفان لا يرحم كل من أبى. ولكن سفينة سيدنا «نوح» ما زال بينها هناك أمكنة لكل «أهل السودان» - وشعبه الذي صار قسراً شعبين - وربما لو «استمرت الانتباهة» في بترها للجسم لاصبح السودان أرض ذات «ثلاث شعب» او يزيد..
٭ هامش: «1»:
هذه رسالة واضحة وصريحة - الى قياداتنا في الحكومة والمعارضة «من الواقع المعاش» - مفادها لا بد من اجماع اهل السودان من جديد - ولننسَ ما فعل «العراب وتلاميذه فينا» - واضعين في الحساب - ان المخرج ما زال بيدك «يا سيدي الرئيس» عمر حسن احمد البشير - وحكومة الخلاص الوطني جاهزة «لا فيها فرد من المعارضة ولا واحد من عرابي الحكومة» فيها اختيارات شعبك لذا نرجوك ان تسمع!! «تبقى الرسالة وصلت» مع الود والاحترام.
هامش: «2»:
لا بد من حل حكومة القاعدة العريضة قبل رفع الدعم عن المحروقات لتغطية قيمة الرفع المادية بالمخصصات الدستورية والتضخم في الوزارة ووزراء الدولة والمستشارين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.