٭ قلت لهيكل ما رؤيتك للتغيير الذي يحلم به الناس؟ هل الرجل هو الاسلوب؟ ٭ رد هيكل عندما تقول لي ان الرجل هو الاسلوب كأنك تريد ان تقول انه قادر على تغيير كل ما حوله.. وهذا غير صحيح فليس احد فينا قادراً على التغيير وحده.. بداية التغيير ان تضع امامك (مضموناً) (Concept) نعم انا اوافقك على التغيير لكن التغيير ليس خروجا عاطفيا صدقيا من بوابات الوزارة.. ويأتي رجل آخر.. والتغيير ليس الخصخصة.. التغيير في مفهومي ما دمت تسألني هو انك تدرس احوال العصر وترى تأثير هذا عليك وتخلطه بامانيك للمستقبل باختصار تعمل (خلطة) من امانيك وتصوراتك.. التغيير لا يبدأ بشخص انما بمضمون الوضع اليوم هو تراكم مراحل على بعضها.. فيها بقايا من مصر الليبرالية.. واللي فشلت ولو مكنش فشلت مكانش نظام الثورة نجح.. مكنش 07 ضابطاً يستولون على سلطة الدولة.. الثورة جاءت في الخمسينات والستينات ثم واجهتها ظروف وعلى أي حال فهى مرحلة انتهت.. وتغير العالم بعدها.. ماذاترى اليوم في الصورة؟ تأملها جيداً عندك بقايا من نظام اتت به الثورة وعندك محاولات لاختراع شيء جديد جربتها مرة في الانفتاح.. ومرة في بيوت المال الاسلامي وتلقى الاموال.. ولكننا لم نجلس مرة لنقول ماهى هوية نظامنا الاقتصادي.. بدلاً من هذه الاجراءات التي تتم بالصدفة؟ ( الكلام دا حتنشره والا في تحفظات عليه). ٭ التغيير يا مفيد نذكره الى مستقبل لابد وانت تركب القطار ان تعرف الى اين انت ذاهب.. وهو بالمناسبة ليس قطار مفاجآت.. التغيير يبدأ بطرح التصورات دون ان اعتمد على مخلفات الماضي واحاول ارمم منها او ارقع.. اتذكر اني ذهبت الى السادات عام 17 وطرحت حاجة مهمة لم ينتبه اليها احد.. وهى المتغيرات.. قلت له ان العالم يتغير حوالينا وانت واحد من الناس وبحكم اتصالك بالعالم.. تدركه وتعرف ابعاده وتعرف عمق التغيير.. اذكر اني عدت من رحلة في اوربا عام 4691 وكتبت مقالاً بعنوان (رحلة الى شواطيء مجهولة). ٭ كتبت عن عدم الانحياز فذهب سفير الهند وقابل الرئيس عبد الناصر وقال له.. هل هناك تغيير في مفهومكم لعدم الانحياز؟ قال له لماذا؟ قال السفير الهندي هيكل كتب مقالة يلمح فيها الى هذا التغيير قال عبد الناصر ( والله ما قريتهاش) وبالمناسبة كان هناك بيني وبين الرئيس اتفاق على الا يقرأ مقالي.. كان واضحاً من منظوري ان هناك تغييرا ما يجري في هذا العالم لم ننتبه له.. وهذا جزء من مصيبة 76 لم ننتبه لعالم يتغير وان الاتحاد السوفيتي وصل وهذا عنصر من العناصر ان سباق الاسلحة ارهقه.. اتذكر اني طلبت من الرئيس السادات ان يطلب من الناس مناقشة اللي بيتغير في العالم وعمل ورقة عمل اسمها ( ورقة المتغيرات) ونوقشت كان الهدف هو الاحاطة بما يجري حولنا. ٭ اتذكر ان جريدة التايمز اللندنية كتبت تقول ان هناك محاولة جديدة لتعليم الشعب المصري شيئاً جديداً وانه جهد يستحق الاحترام، الخلاصة ان العالم حولنا يتغير ونحن جزء من هذا العالم.. اليوم في ثورة المواصلات تنسى ان ما كنت تفعله في شهر صرت تنجزه في 5 دقائق عن طريق الفاكس.. إذن في التغيير لابد اولاً ان ترصد المتغيرات ولابد ثانياً ان تفهم عالمك وعصرك وبعد ذلك تحدد على ضوء هذا مطالبك وامانيك. ٭ واعود مرة اخرى الى الخريطة المجتمعية التي ترشدك لاحوال مجتمعك بدقة ووضوح رؤية.. في القاهرة وحولها 45 منطقة عشوائية وهذه مصادر لما نطلق عليه ارهاباً أو فقراً او أى تسمية ليس كافياً انك تدرس منطقة واحدة مثل امبابة وليس كافياً أن تذهب لدراسة منطقة مثل بولاق الدكرور. ٭ انما المهم ان تكون لديك (الخريطة الامنية) التي هى في نهاية الامر الارضية الاساسية اللي حتشتغل عليها وسط الناس، واصل الى نهاية النقطة التي اثرتها وهى المهمة نفرض من يقوم بها من الرجال وليس العكس متروحش تدور على اسم ويبقى العصر ومهامه. ٭ هذا جزء من حوار اجراه الصحافي المصري مفيد فوزي لمجلة صباح الخير الصادرة في التاسع والعشرين من يوليو عام 3991 مع الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل.. حول الارهاب والتغيير والامن.. والجزء الذي نقلته لقراء(صدى) عن التغيير للتأمل والمقارنات.. هذا مع تحياتي وشكري