استضاف مركز التنوير المعرفى أستضاف السفير ربيع حسن احمد، فى ندوة حملت عنوان " إنتخابات الرئاسة المصرية النتائج الدلالات وإنعكاساتها على السودان" ، وفى بداية حديثة طوف السفير فى سياحة تاريخية عن العلاقات الأزلية والتاريخية بين مصر والسوان مروراً بعهدى عبدالناصر والسادات بالتركيز على فترة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ووصف احمد فترة السادات ومبارك بعهد السيطرة الأمريكية على المنطقة وقال إنها اكثر فترة تضرر منها السودان، ولم يجن منها سوى ردود افعال ظاهرية وكثير من الكلام العاطفى الا انه على الأرض لم يحدث اى شئ يؤكد عمق العلاقات، واضاف ان مصر اصبحت واحدة من اذرع امريكا فى المنطقة ولذلك لاداعى ان نستغرب من تدهور العلاقة بينها والسودان فى الفترة الماضية والتى وصلت مرحلة العداء، ومساعدة النظام المصرى لأمريكا التى سعت الى عزل السودان، وقال احمد ان اى تغيير يحصل فى مصر الأن هو فى مصلحة السودان بحسابات انه لن يأتى اسوأ مما سبق فى عهد مبارك. واوضح ربيع حسن احمد ان مكونات المجتمع السياسى فى مصر وعلاقاتها مع السودان لم تخرج من هذا الواقع السطحى وأشار الى ان حزب الوفد العريق الذي جمعته علاقات متميزة مع السودان وكان الحزب حريصا على تشجيع التواصل والإستثمار، الا انه رغم ذلك لم يخرج برؤى جديدة او جزرية فى علاقة إستراتجية مع السودان سوى العواطف القديمة، اما احزاب اليسار والعلمانين فاستمروا فى برود وعلاقات فاتره مع السودان وان لم تصل الى ابواب العداء من بعضها، وقال ان اغلب هذه الاحزاب مخترقه خارجيا وان التأثير الامريكى يتحكم فيها، لافتاً الى ان السياسة الأمريكية فى المنطقة تركز على مبدأ تشتيت التجمعات او اى شكل من اشكال الوحدة بين الأقطار والأقاليم، الى جانب انهم ضد التوجهات الاسلامية ويضمرون عداءاً للسودان وحكومته الحاليه، وانتقد احمد موقف الأخوان المسلمين فى مصر وعلاقتهم مع السودان، وقال لم نلاحظ فى اى من الحملات الانتخابية لأحزاب الأخوان اى إهتمام بالسودان اذا استبعدنا ملف مياه النيل، الا ان قال بصورة عامة يتجه فكر الأخوان المسلمين الى إستقلال القرار والإستفادة من الموارد المتاحة والإعتماد على الذات وتطبيع العلاقات مع الدول العربية والاسلامية وهذا يتطلب إستراتجيات جيدة وتحويل شعارات الماضى وترجمتها الى فعل حقيقى، واضاف احمد ان السياسات العامة تأتى فى مصلحة السودان ونتوقع ان نرى فى القريب مسار هذا التوجه. وقال ربيع حسن احمد ان التحول الذى حدث فى مصر تغيير عميق جداً، وامامه عقبات كبيره تتمثل فى تغيير توجه الدولة والمجتمع ما يتطلب جهد كبير من مكونات الدولة، خاصة وانه فى البداية متوقع ان يواجه هذا الطرح نوع من المعارضة، وشدد على ان نتيجة انتخابات مصر تتطلب من جانب السودان تصور لنوع العلاقة مع مصر، وأشار الى انهم اجروا إستبيان لمعرفة راى السودانين وعلاقتهم مع مصر، وقال ان اغلب الذين تم إستطلاعم كانت نظرتهم سالبة بحسابات ان مصر تتملق السودان وتنظر له على أساس انه حديقتها الخليفة. وركزت مداخلات الحضور على قضية حلايب والتى مازالت تحت الاحتلال المصرى، وقالوا ان الحديث عنه يعد من طائلة المحرمات حتى من قبل الحكومة السودانية، وطرحت عدد من التساؤلات حول مستقبل حلايب فى ظل الحكومة المصرية القادمة، وهل سيتم فتح الملف ام ان الحكومة الجديدة ستتعامل بذات الكيفية السابقة. وقال اسامة على عبدالله مهتم بالشأن المصرى، ان الاخوان المسلمين استبقوا اعلان النتائج الرسمية وأعلنوا فوز مرسى، الا انه اشار الى ان المجلس العسكرى مازال يتحكم فى مفاصل الحياة المصرية، وقال مصر الآن منقسمة فى اتجاهين مجموعة مؤيدة للأخوان وأخرى رافضة لتوليهم السلطة تحمل تخوفات عديدة امتدت انعكاساتها على كافة المنطقة، وأشار الى ان مايحدث فى مصر من حراك سبق العملية الإنتخابية ليس من تفكير العسكر او اذيال النظام السابق وقال ان ايادى خارجية تخطط لمستقبل المنطقة كلها، وتسعى الى وضع يضعف سلطة الاسلامين، خاصة بعد ان رجحت كفة مرسى فى الإنتخابات، لافتاً الى ان اكثر الدول تخوفاً من هذا الواقع اسرائيل . وفى ذات الإتجاه مضى الشيخ بابكر بشير وقال ان فوز الأخوان متوقع ان يواجه بعزلة دولية خاصة من قبل امريكا، ما يفتح الفرصة لإنفتاح مصر على الدول العربية والاسلامية خاصة السودان الذى يتوقع إنفراج فى العلاقات بصورة كبيرة خاصة وان السودان كان من اوائل الداعمين للثورة المصرية وفتح اراضية للإستثمار المصرى ومشاريع التكامل. الا ان الناشط السياسى محمد بكرى محمد أشار الى ان علاقات الاسلاميين فى مصر والسودان ليست قوية لتأثرها بعوامل عديدة خاصة بعد ظهور الترابى فى 1964 والذى احدث انقلاب كبير فى فكر اخوان السودان وخلق كينونة خاصة بهم، وأشار ايضاً الى ان الاخوان المسلمين بعد الثورة دعموا المجلس العسكرى وقال ان هذا الموقف خصم كثير من رصيدهم، وافقدهم المصداقية امام القوى الثورية الا ان الشعب المصرى اصبح اما خيارين احلاهما مر اما "شفيق او "مرسى"، وقال بكرى ان نجاح الحركة الاسلامية فى مصر ستكون له انعكاسات ايجابية فى السودان. وفى رده على المدخلات قال السفير ربيع حسن احمد ان الذى حدث فى حلاب هو عملية تمصير للمنطقة بتقديم خدمات واغرءات لسكانها المحليين، وقال ان السودان اعترض على عملية التمصير هذه منذ العام 1985، وتوترت العلاقات بين البلدين الا انهم حرصوا الا تصل حد المواجهة، وذكر احمد ان السلطات المصرية الى الآن لا تسمح بدخول اى مسؤل سودانى الى المنطقة، ، وقال ان ملف حلايب ينبغى ان يعالج بحسابات العلاقات الازلية فى اطار التكامل بين البلدين الا انه قال ان حلايب واحدة من الملفات الصعبة فى مسار العلاقات بين مصر والسودان، وشدد السفير ان على السودان مساندة مصر والتى تحتاج الى سند حقيقى فى هذه الفترة، وقال انه اذا تمت هذه الخطوه ستصبح بمثابة دفعة قوية فى مسار العلاقات، اما عن دور مصر فى السودان اشار الى انه لن يظهر فى الفترة الحالية الا بعد إستقرار الحكومة المصرية.