لابس بدلة صوفي له قرنين وأربعة رجلين نذبحه للضيوف» ٭ ولأن الضيوف، لا يفرقون بين «الانتخابات» وغير الانتخابات، يطرقون الباب، متى ما تيسر، أو شاء لهم المزاج. ٭ وربما ساعدت (الانتخابات).. الكسالى من الضيوف: الشوارع كفؤاد أم موسى، وأيام الإجازة على (قفا من يشيل)، سمحت الحكومة بها أو لم تسمح. ٭ ولأن من الضيوف ما يستحق (الذبح).. بالتأكيد (الذبح له)، ليس أمامك إلا أن تخطف رجلك إلى أقرب (مراح)، وترفع خروف (لابس بدلة صوفي) وله قرنين، وأربعة رجلين)، وتضعه في (الضهرية)، وتدفعه أن يقول (باااااع) عند الباب. ٭ المضيوف يقول في سره: أحب مكارم الأخلاق جهدي وأكره أن أعيب وأن أعابا والضيف يقول في سره: وتمقت معدتي عدساً وفولا وعند (الغير) كم تهوى الكبابا ٭ دخلت الانتخابات بين كل شئ: البصلة وقشرتها، الزوج والزوجة، الضيف والمضيوف. وتدخلت في كل شيء: الفنادق والمطاعم وعربات الأجرة والإيجار، وألواح الثلج والمياه الغازية، والمعدنية،واقلام الرصاص و(الأحبار) لم تسلم من ارتفاع الأسعار. ٭ وظل السعر يرتفع مع كل قرار يوقعه مولانا أبيل ألير، أو حديث يدلي به الأساتذة الأجلاء الدكتور عبد الله أحمد عبد الله ومولانا جلال محمد أحمد والدكتور مختار الأصم. ٭ ونيران الأسعار، وصلت حتى (الزرايب)، وطالت (الخراف)، بغض النظر عن منشئها: حمري أو سواكني أو كباشي أو كرج. هل تصدق أن الخروف الذي كان يباع ب 002 جنيه، وصل 053 جنيه، هل تصدق أن في الخراف المعروضة خروف ب 0001 جنيه (يعني مليون بالقديم)!. ٭ يقول بعضهم: إن (خرَّف) بتشديد الراء، مشتقة من (خروف) ولذا يطلق على الإنسان غير الواعي (خروف).. لكن الخراف التي طار سعرها، ليست كذلك، مخلوق لطيف، وله خيال وفلسفة. ٭ قال أحد الخراف يوصي ابنه: ولدي إليك وصيتي عهد الجدودْ الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود نرتاح للإذلال في كنف القيود و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود كن دائماً بين الخراف مع الجميعْ طأطيء و سر في درب ذلتك الوضيع أطع الذئاب يعيش منا من يطيع إياك يا ولدي مفارقة القطيع لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة لا تحك يا ولدي و لو كموا الشفاه لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه لا تستمع ولدي لقول الطائشينْ القائلين بأنهم أسد العرين الثائرين على قيود الظالمين دعهم بني و لا تكن في الهالكين نحن الخراف فلا تشتتك الظنون نحيا و هم حياتنا ملءُ البطون دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون إن الخراف نعيمها ذل و هون ولدي إذا ما داس إخوتك الذئابْ فاهرب بنفسك و انجُ من ظفر و ناب و إذا سمعت الشتم منهم والسباب فاصبر فإن الصبر أجر و ثواب إن أنت أتقنت الهروب من النزالْ تحيا خروفاً سالماً في كل حال تحيا سليماً من سؤال و اعتقال من غضبة السلطان من قيل و قال كن بالحكيم و لا تكن بالأحمقِ نافق بني مع الورى و تملق و إذا جُرِّرت إلى احتفال صفق و إذا رأيت الناس تنهق فانهق انظر تر الخرفان تحيا في هناءْ لا ذل يؤذيها و لا عيش الإماء تمشي و يعلو كلما مشت الغثاء تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء ما العز ما هذا الكلام الأجوفُ من قال أن الذل أمر مقرف إن الخروف يعيش لا يتأفف ما دام يُسقى في الحياة و يُعلف