وصلتني عبر البريد الالكتروني قصيدة صاعقة وساخرة حد الجنون بعنوان وصية خروف لابنه ، القصيدة كتبها شاعر مجهول من الوطن العربي الكبير ، غير ان بعض الزملاء العاملون في مهنة المتاعب أكدوا انها تشبه الشاعر احمد مطر ، تضاريس النص ألخرفاني مشحونة بكميات وافرة من الحكم والعظات والوصايا من الخروف لابنه يدعوه فيه للطاعة والامتثال للجزار وعدم فتح فمه بكلمة ( بقم ) ومنها قوله لا فض فوه : كن دائما بين الخراف مع الجميع طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع أطع الذئاب يعيش منا من يطيع إياك يا ولدي مفارقة القطيع كن بالحكيم و لا تكن الأحمق نافق بني مع الورى وتملق و إذا جررت إلى احتفال صفق وإذا رأيت الناس تنهق فأنهق يا الله على هذه الوصية التي لا تخرش المية ، ويسلم فمك يا خروف ، وبصراحة مطلقة فقد جاء على لسان الخروف ، ان الخرفان منذ الأزل مكتوب على جبينها الطاعة والولاء المطلق والهتاف مع الهاتفين ، كما نفعل نحن في السودان ، حيث نهتف ونرفع العصي ونهلل ونكبر في مهرجانات النفير وعند استقبال القادة والزعماء والذي منه ، المهم ونحن على مشارف عيد الأضحى ادعو جميع الخرفان السودانية إلى ضرورة التمرد ورفع راية العصيان في عموم أرجاء الوطن على ان يتم انتخاب ابو قرون الكرجاوي لتزعم راية العصيان والمطالبة برفع قيمة الخروف الواحد إلى اكثر من خمسة مليون ونصف المليون جنيه سوداني ( وجع ) حتى يعجز المواطنون عن شراء خروف العيد ، وبعدها تعيش الخرفان في سلام وأمان بعيدا عن السكاكين اللئيمة ، ورغم إنني شبه نباتي وليس من عتاة النباتيين أمثال صديقنا ألتيجاني حاج موسى فأنني أقف في صف الخرفان وأدعو إلى نشر وثيقة تدعوا إلى عدم تناول اللحوم الحمراء ، لأنها حسب خبراء التغذية والأطباء تزيد من مخاطر الإصابة بالأورام الخبيثة وينتج عنها ترهل الجسم واكتنازه لحما وشحما ، كما ان على رئيس الخرفان الموقر ابو قرون الكرجاوي ، القتال بضرورة من اجل إعلان نتائج الدراسة الأمريكية التي تشير إلى ان تناول اللحوم الحمراء يساهم في زيادة مخاطر البدانة والسمنة في محيط البطن ، وهذه الأعراض تزيد من مخاطر الإصابة بضغط الدم والسكري وأمراض القلب والشرايين ، وأتصور ان قيام جماعة الخرفان بنشر هذه الوثيقة ربما يكون له اثر كبير في خلاصها من الذبح والذي منه ، على فكرة وصية الخروف البشري لابنه بضرورة عدم الخوض في الأمور التي لا تعنيه تذكرني بحال الشعوب في الدول النامية أو النائمة على وجه الدقة ونحن منها طبعا حيث ان هذه الشعوب ، تسير وراء الحكام ، ولا تحيد على الطريق القويم ، وفي حالة خروج خروف نشاز من القطيع والإعلان عن رأيه الصريح يكون مصيره الذبح وربما قطع لسانه ، عموما حتى نكون صادقين مع أنفسنا ما علينا سوى الامتثال لرأي الخروف لابنه وعدم الخوض في المسائل الشائكة ، أقول قولي هذا ونحن على مشارف الانفصال ، أقول قولي هذا لان قادتنا وزعاماتنا من الشماليين والجنوبيين لديهم الرأي السديد وإذا اراد هؤلاء فصل الجنوب فسينفصل وإذا أرادوا له البقاء في حضن الوطن الموحد يمكنهم ذلك ، إما نحن فما علينا سوى الطاعة والهتاف ، وبآآآآآآآآآآآآآآآآآع ... الخروف بكم يا ناس .