يبدو أن قلق الحادبين على تجربة الاسلاميين في حكم مصر بدأ يتلاشى بعد الخطاب السياسي العقلاني المتزن، والواقعية التي تعامل بها الرئيس المنتخب محمد مرسي مع مشكلات صغيرة واجهته في بداية عهده فعبرها ببراغماتية، مثل أداء اليمين الدستورية فأداها ثلاث مرات وأرضى بذلك الثوار والمجلس العسكري والمحكمة الدستورية العليا. هذه الواقعية لم تدفع مرسي لتقديم ما يمكن اعتبارها تنازلات عن المبادىء التي أعلن تمسكه بها ، فقد كشفت الصحف الاسرائيلية ان الدكتور مرسي رفض استقبال مكالمة هاتفية من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، أراد الأخير ان يقدم له من خلالها التهانئ بفوزه برئاسة مصر، والأكثر من ذلك، وحسب الصحف نفسها، ان الدكتور مرسي رفض وساطة من الادارة الاميركية في هذا الصدد. وفي النهاية اكتفى نتنياهو برسالة الى الرئيس المصري الجديد يأمل فيها ان يتم الحفاظ على معاهدة كامب ديفيد التي تخدم البلدين، واستمرار التعاون بينهما، أي مصر واسرائيل، في المجالات كافة. ولكن في الداخل أمام مرسي ملفات ساخنة ليست قابلة للانتظار،مما يضطره لتقديم بعض الإنجازات السريعة على مستويات أمنية واقتصادية، كما ينبغي عليه البحث عن مساعدات ودعم من قبل المجتمع الدولي بشكل سريع. و رئاسة مرسي ستحتاج إلى تطوير البراغماتية في الوقت الحالي، وسيكون من العلامات التي ستكشف ذلك هو من سيعين في منصب نائب الرئيس، كأن يكون قبطيا أو امرأة، حتى يؤكد أن لدى الإخوان المسلمين مرونة، خاصة أن ملايين الأصوات ذهبت إلى اليساريين والعلمانيين أيضا. وخلال محادثة هاتفية مع الأستاذ طه على البشير (حكيم الهلال)،بعيدا عن الرياضة ومتاعبها،اشار عابرا الى براغماتية الاسلاميين في مصر من خلال تقرير بثته قنوات فضائية يعكس تنظيم حزب العدالة احتفالا في وسط القاهرة لانعاش السياحة حيث رقص منسوبو الحزب مع سائحات غربيات حاسرات الرأس ويبدين مفاتنهن،بلباس غير شرعي حسب مفهومهم. كما أن جهود الرئيس الجديد لاستعادة مصر لقيمتها وقامتها ودورها المفقود لا تتم من خلال الخطب الرنانة ، ولكنها تتحقق بتعافي البلد سياسيًا واقتصاديًا وبإصراره على الاعتماد على طاقات شعبه وإبداعه الذي يغنيه عن سؤال الآخرين، مع انتهاج سياسة مستقلة تليق بوزن ذلك البلد وكبريائه وعطائه التاريخي والحضاري. ذلك أن احترام البلد لنفسه وحده الذي يفرض على الآخرين أن يبادلوه الاحترام. شكراً النائب الأول أثرت في هذه المساحة الخميس الماضي ،نقص أدوية السرطان مما دفع منظمة طوعية الى تنظيم وقفة احتجاجية جديدة،بعد أيام من توجيه النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه للامدادات الطبية بتوفير العلاج،لكن المنظمة دعت الى احتجاج جديد،وتساءلت عن عدم تنفيذ الرئاسة في هذا الشأن. وأمس تلقيت رسالة من بشير أحمد محمد عثمان مدير مكتب النائب الأول للرئيس بمجلس الوزراء،يفيد فيها بأن الأستاذ علي عثمان محمد طه أطلع على ما نشر واستفسر وزارة الصحة حول الموضوع، ووجه بإفادة الصحيفة بالحقائق التي أوردتها وزارة الصحة عن أدوية سرطان الأطفال. معالي السيد/ النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إشارة إلى استفسار فخامتكم عن وفرة أدوية السرطان بالبلاد، أفيدكم بأن قائمة أدوية السرطان التي توفرها الهيئة العامة للإمدادات الطبية تحتوي على 49 صنفاً متوفر منها حالياً 48 صنفاً (بنسبة 98%). الجدول المرفق يوضح الكميات الموجودة حالياً والواردة في خط الإمداد، كما نحيط سيادتكم علماً بأن الدواء الوحيد غير المتوفر الآن (يحمل الرقم 21 في الجدول) متوقع وصوله في الرابع من يوليو ،وحالياً يتم استخدام الدواء رقم 02 والدواء رقم 22 في الجدول المرفق بديلاً عنه، ذلك لأنهما ينتميان لنفس المجموعة الدوائية. الخير النور المبارك وزير الدولة بوزارة الصحة الاتحادية نشكر السيد النائب الأول للرئيس على اهتمامه بشؤون الناس، وتوجيهه وزارة الصحة بتوفير أدوية السرطان،واستجابته لما ينشر بالصحف،ونأمل أن يكون هذا نهج أجهزة الدولة الأخرى.