لا ننكر الدور الكبير الذي قامت به قناة الجزيرة الإخبارية في الفترة السابقة للربيع العربي من مقرها بدولة قطر ، ذلك الدور المؤثر والذي أثر في تعبئة الشارع العربي وتحريكه وتذكيره بقضاياه ومظالمه وإزالة القناع عن الدور السلبي الذي كان يقوم به الحكام العرب تجاه القضايا العربية وتخلفهم عن مناصرة قضايا المسلمين وعلى رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية والتي صارت قضية قطاع بسبب مواقف الحكام العرب بعد أن كانت قضية العرب والمسلمين الأولى. فخلقت الجزيرة ذلك المناخ الذي دفع بالثورات العربية وأتى بأنظمة ذات طابع إسلامي ما كانت في الحسبان والمستقبل المنظور ..... لكن دولة قطر الصغيرة الكبيرة لم تقف عند دور قناة الجزيرة بل تقدمت وأخذت بيد الثورات لتخرج بها إلى بر الأمان وظهر ذلك الدور وكان أكثر وضوحاً في دعم الثورة الليبية . فجزى الله قطر عن المسلمين والعرب خير الجزاء ونقول لها إن الدور الذي ينتظرها أكبر من ذلك وأن دورها لن ينتهي بوصول هذه الثورات إلى سدة الحكم فالدورالأكبر هو الحفاظ على هذه الحكومات ذات الصبغة الإسلامية والتي قد تجر عليها كثيراً من الإشكالات و قد تدخلها في معارك داخلية وخارجية هدفها إسقاط تلك الحكومات وإثبات فشل التجربة الإسلامية صداً عن الإسلام وتشويشاً عليه .. كما فعلوا معه من قبل بوصفه ديناً للإرهاب والتخلف والعنف وإن فكرة الإسلام هو الحل فكرة طوباوية لا مقومات لها ولايمكنها أن تُترجم في الواقع .... وإن الإسلام السياسي فهم لايتجاوز عقول من يؤمنون بذلك من الأخوان والسلفيين فبهذا يقول أعداء الإسلام من غربيين وعلمانيين وغيرهم وهذا سوف يكون منطلق تعاملهم مع الحكومات العربية والهادي لتحركاتهم . ونذكر هؤلاء للمرة الثانية والثالثة أن يتخذوا لهم منطلقاً غير هذا وأن يتعاملوا مع هذه الثورات ومانتج عنها من حكومات بفهم يرتقي إلى ما وصلت إليه هذه الشعوب من فهم وتحرر . نقول لهم ذلك وقد بذلوا الجهد وجلبوا خيلهم ورجالهم وأموالهم ووجهوا آلتهم الإعلامية الضخمة للصد عن الإسلام وبث الكراهية له والمسلمين وعبروا البحار والمحيطات ببوارجهم وسفنهم لمحاربة الإسلام في عقر داره وتكبيل حركته، فكانت نتيجة ذلك أن ظهر الإسلام قوياً محطماً أسوارهم ومخترقاً حصونهم منتزعاً عملاءهم ووكلاءهم في المنطقة غازياً بلادهم إعتناقاً وإنتشاراً وبشهادتهم . وليس غريباً على الإسلام أوجديداً عليه أن ينتصر بسلاح أعدائه وتدبير خصومه .... فعلى هؤلاء أن يستفيدوا من هذه التجارب والمعارك التي خاضوها لمحاربة الإسلام وإلا فإن الإسلام أصبح قدومه وسيادته وهيمنته على العالم حتمية لامفر منها وبينه وبين ذلك ليس ببعيد وكما أنهم لم يستطيعوا وقف زحفه في الماضي فإنهم لن يستطيعوا ذلك لافي الحاضر ولافي المستقبل ... وقد فقدوا النصير وتحررت الشعوب من عقدة الرجل الأبيض وأنه الأمثل طريقة والأعدل شريعة وقد أكد لهم ذلك مايعيشه العالم من ظلم وهرج ومرج .... كما تحررت الشعوب من قيود الحكام وأسر العملاء.. وأخيراً تتوجت الثورات العربية بفوز الإسلاميين في مصر والتي تعتبر الرأس من الجسد وفوز الإسلاميين في مصر يعني الكثير للعرب والمسلمين . ونقول لدولة قطر وفخامة أميرها إن كنتم قد قدمتم الكثير للدول العربية قبل الثورات ودعمتم الثورات فإن مصر أكثر حاجة للدعم المالي والسياسي لأنها الرأس وإذا صلح الرأس صلح سائر الجسد ولابد من دعم يكفيها ذل السؤال ويقفل أمامها أبواب التنازلات ويتسبب في إستقرارها بما يدفعها إلى قيادة الأمة الإسلامية ولا أقول العربية ويكفي مافعلته فينا هذه التسمية أي العربية. ونقول للرئيس الدكتور محمد مرسي بأن يضع التجربة التركية نصب عينيه ويأخذ منها أحسنها . ونقول له كذلك أن يكون في هذه الفترة رجل دعوة لارجل دولة وهذا يقتضي بأن تبشر لا أن تنفر ،وان تجمع لا ان تفرق ... وأن تضع امامك نص الآية الكريمة ( وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) وكذلك الآية ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك فأعفو عنهم وإستغفر لهم وشاورهم في الأمر ). وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل دعوة ثلاث عشرة سنة في مكة والأصنام موجودة داخل الكعبة ولم يذهب إليها ولم يكسرها إلا بعد الفتح. والدولة لم تكن من غايات الإسلام لكنها الدعوة ... والدولة هي وسيلتها التي تفتح الطريق للدعوة لكي تنساب وهذا مالم تنتبه له الكثير من الحركات الإسلامية والتي أقعدت الدعوة بإسلوبها التكفيري التنفيري وفشلت في إقامة الدولة. أفعل ذلك سيدي الرئيس .. لأنك إذا فشلت تفشل وحدك وإذا نجحت سوف يكون نجاحك نجاح الإسلام والمسلمين والتجربة الإسلامية وتكون قد أضفت نموذجاً آخر إلى النموذج التركي وتجربة أخرى للتجارب الإسلامية الناجحة ... ويكون نجاحك بمثابة دعوة للذين يبحثون عن حقيقة الإسلام وللذين يبحثون عن حلول لما يعيشونه من مشاكل إقتصادية وحياتية وخواء روحي ... ولأننا نريد للقبطي أن يطمئن وللسائح أن يأمن وللممثل والفنان الماجن أن يهتدي وللعاصي أن يتوب .. والكل منهم يعتبر هدف دعوى ... وأنت صاحب سلعة وصاحب السلعة يروج لها ويحسن عرضها لترغيب المشترين ... ولأن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم .... فهلا فعلت سيدي الرئيس ... وعلى الله قصد السبيل