أكد وفدا التفاوض بين دولتي السودان وجنوب السودان أمس عزمهما على وقف جميع الاعمال العدائية بين البلدين وذلك في ختام جولة مفاوضات أمنية استمرت ليومين، في العاصمة أديس أبابا، وتقرر استئناف جولة المفاوضات القادمة بمدينة «بحر دار» علي بعد 700 كلم غرب العاصمة الاثيوبية يوم الأربعاء المقبل بسبب انعقاد القمة الافريقية،وبينما اعتبر وزير الدفاع الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين ان اتفاق الطرفين في الجولة المقبلة يجعل من قرار مجلس الامن رقم 2046 تحصيل حاصل باعتبار ان البلدين بلغا مضمون القرار عبر طريق اخر، لجهة ان القرار يهدف في الاصل لازالة شبح الحرب، عبر كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم عن شعوره بالارتياح ازاء الروح الجديدة التي سادت هذه الجولة من المفاوضات، وقال ان بلاده ملتزمة بتحسين العلاقات مع الخرطوم. وقطع رئيس اللجنة العسكرية السياسية المشتركة جانب السودان وزير الدفاع الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين في مؤتمر صحفي مشترك بحضور الرئيس ثامبو امبيكي ونظيره بير بايويا، أمس في ختام جولة المباحثات الثالثة ان الوفدين اتفقا على الالتزام التام بعدم اللجوء الى القوة لتسوية النزاعات والخلافات ، وكذلك على أن يلزم كل من الجانبين انفسهما بوقف كافة الأعمال العدائية. وقال حسين إن الدولتين التزمتا خلال الجولة التفاوضية على تعزيز الارادة السياسية بينهما، وتقدم الوزير بتهنئته الى شعب جنوب السودان بمناسبة احتفاله بمرور العام الاول على الاستقلال غدا. وفي رده على سؤال حول عدم تمكن الطرفين من التوصل الى اتفاق حول المنطقة الحدودية العازلة الآمنة المنزوعة السلاح خلال هذه الجولة ، شدد الوزير على أن تطبيع العلاقات يحظى بأولوية لصالح كل من البلدين، مشيرا الى أن هذه المنطقة ليست هدفاً في حد ذاته، ولكن الهدف هو تحقيق السلام وارساء العلاقات الطيبة بين الدولتين. وأضاف ،ان «كل هذه المباحثات تهدف الى الوصول الى ما يسمى بالحدود المرنة بين البلدين بما يحقق التواصل المستمر وتعزيز التجارة بين الشعبين» ، معبرا عن أمله في انجاز خطوات كبيرة في جولة المباحثات المقبلة في هذا الاتجاه، وقال ان كل الدلائل تشير الى تحقيق تقدم. وقال الوزير ان الخرطوم تحترم المهلة الزمنية التي حددها قرار الاتحاد الافريقي والذي تبنته الاممالمتحدة ،مشيرا الى ان هناك قضايا كثيرة شملها هذا القرار وتم بحثها وحلها بالفعل ، وأن بعضها الآخر سيتم التطرق اليه في الفترة المقبلة. من جانبه، عبر كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم عن شعوره بالارتياح ازاء الروح الجديدة التي سادت هذه الجولة من المفاوضات، وقال ان بلاده ملتزمة بتحسين العلاقات مع الخرطوم. واعلن أموم أن الجانبين سيناقشان كل المسائل الامنية والاقتصادية والتي تتضمن التجارة والنفط وان بلاده عازمة على العمل بكل جدية لحل الخلاف الحدودي. وقال أموم إن منطقة أبيي المختلف عليها سيجري بحثها وان كل من الجانبين اتفقا على فتح الحدود لتشجيع التجارة الثنائية، كما أشار الى أن الجنوب وجه الدعوة الى الرئيس عمر البشير لحضور الاحتفالات بعيد الاستقلال بعد غد الاثنين في جوبا لكن الخرطوم لم تؤكد فيما اذا كان البشير سيلبي الدعوة. الي ذلك أشاد رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوي الرئيس أمبيكي بالتزام الجانبين بالسلام، معبرا عن اعتقاده بأن النهج الذي يتبعه الجانبان يضع أساسا قويا لايجاد حل بوتيرة أكثر سرعة لكل المسائل المهمة العالقة،لكنه اكد ان الآلية مقيدة بالموعد الذي حدده مجلس الامن في قراره بالثاني من اغسطس المقبل. وفي الخرطوم، كشف وزير الدفاع عن احراز تقدم ايجابي في المفاوضات مع دولة جنوب السودان بتوافق طرفي التفاوض علي منهج استراتيجي جديد يستند علي عدم اللجوء اطلاقا لمبدأ القوة في تسوية اي خلاف ووقف العدائيات والتنسيق الامني والسياسي والدبلوماسي بين السودان وجنوب السودان . وقال حسين في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم عقب وصول وفد الحكومة من أديس أبابا مساء امس، ان وفدي التفاوض اتفقا علي مبادئ عامة لمعالجة القضايا العالقة اشتملت علي 7 محاور ابرزها تعزيز الارادة السياسية التي توفرت حاليا، والالتزام في سبيل تحقيقها بالشفافية والوضوح، وابداء حسن النية، والتزام الطرفين بعدم اللجوء للقوة في تسوية اي خلاف، ووقف العدائيات ،بجانب تأكيد مبدأ سيادة كل دولة، واحترام عدم تدخل اي دولة في شؤون الاخري، وترقية العلاقات بما يؤدي للهدف المشترك، وتأكيد مبدأ المساعدة المتبادلة في معالجة القضايا الامنية، والعمل علي تقديم المبادرات السياسية لتعزيز المناخ الايجابي من خلال تبادل الزيارات والتنسيق السياسي والامني والدبلوماسي، واتخاذ كافة الترتيبات والاجراءات التي تعيد الثقة وتعزز العلاقات بين البلدين. وقال حسين ان قيادات البلدين امنوا علي المنهج الاستراتيجي الجديد، مشيرا الي ان جولة المفاوضات رفعت بمناسبة العيد الوطني لدولة الجنوب، توطئة لاستئئافها في ال11 من يوليو الحالي، وابدي تفاؤله في ان يقود الاطار الاستراتيجي الي اختراق حقيقي وتجاوز القضايا مثار الخلاف لاسيما مع الروح الايجابية التي عمت المفاوضات. ولم يستبعد حسين عقد لقاء قمة بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت علي هامش قمة الاتحاد الافريقي المقررة بالعاصمة الاثيوبية في يوليو الجاري برغم تأكيده علي انه الي الان لايوجد ترتيب مسبق لذلك، لكنه لفت الي ان «خطواتنا تمضي الي ان نصل هذه المرحلة». واعتبر وزير الدفاع ان اتفاق الطرفين في جولة 11 يوليو القادم يجعل من قرار مجلس الامن رقم 2046 تحصيل حاصل علي اعتبار ان البلدين بلغا مضمون القرار عبر طريق اخر، لجهة ان القرار يهدف في الاصل لازالة شبح الحرب. وادان وزير الدفاع بشدة اغتيال رئيس المجلس التشريعي لولاية جنوب كردفان ابراهيم بلندية ووصف الحادثة بالجريمة البشعة ،وقال ان السياسة السودانية ظلت علي الدوام بعيدة عن لغة التصفيات الجسدية.