اختتمت جولات المفاوضات الأمنية بين السودان وجنوب السودان وقد اختلفت هذه الجولة كثيراً عن الجولات السابقة فقد عمت الروح الايجابية الطرفين ولاقتناعهم انه لاسبيل سوي التفاوض لحل القضايا العالقة للتفرغ للشئوون الخاصة بدولهم، وقد اثمرت هذه الجولة باختراق كبير في الملفات الأمنية مع عزم الدولتين على وقف جميع الاعمال العدائية بينهما واتخاذ كافة الترتيبات والاجراءات التي تعيد الثقة وتعزز العلاقات بين البلدين. من جانب دولة السودان فى الجانب السوداني اكد رئيس اللجنة العسكرية السياسية المشتركة وزير الدفاع الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين في ختام جولة المباحثات الثالثة عن احراز تقدم ايجابي في المفاوضات مع دولة جنوب السودان بتوافق طرفي التفاوض علي منهج استراتيجي جديد يستند علي 7 محاور ابرزها تعزيز الارادة السياسية التي توفرت حاليا، والالتزام في سبيل تحقيقها بالشفافية والوضوح، وابداء حسن النية، والتزام الطرفين بعدم اللجوء للقوة في تسوية اي خلاف، ووقف العدائيات ،بجانب تأكيد مبدأ سيادة كل دولة، واحترام عدم تدخل اي دولة في شؤون الاخري، وترقية العلاقات بما يؤدي للهدف المشترك، وتأكيد مبدأ المساعدة المتبادلة في معالجة القضايا الامنية، والعمل علي تقديم المبادرات السياسية لتعزيز المناخ الايجابي من خلال تبادل الزيارات والتنسيق السياسي والامني والدبلوماسي، واتخاذ كافة الترتيبات والاجراءات التي تعيد الثقة وتعزز العلاقات بين البلدين. وأضاف حسين ان قيادات البلدين امنوا علي المنهج الاستراتيجي الجديد، وان «كل هذه المباحثات تهدف الى الوصول الى ما يسمى بالحدود المرنة بين البلدين بما يحقق التواصل المستمر وتعزيز التجارة بين الشعبين» ، معبرا عن أمله في انجاز خطوات كبيرة في جولة المباحثات المقبلة في هذا الاتجاه، وقال ان كل الدلائل تشير الى تحقيق تقدم فى جولات التفاوض والتي رفعت بمناسبة العيد الوطني لدولة الجنوب، توطئة لاستئئافها في ال11 من يوليو الحالي، وابدي تفاؤله في ان يقود الاطار الاستراتيجي الي اختراق حقيقي وتجاوز القضايا مثار الخلاف لاسيما مع الروح الايجابية التي عمت المفاوضات. من جانب دولة جنوب السودان من جانبه عبر كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم عن شعوره بالارتياح ازاء الروح الجديدة التي سادت هذه الجولة من المفاوضات وقال إن بلاده ملتزمة بتحسين العلاقات مع الخرطوم. وقال ان بلاده ملتزمة بتحسين العلاقات مع الخرطوم. واعلن أموم أن الجانبين سيناقشان كل المسائل الامنية والاقتصادية والتي تتضمن التجارة والنفط وان بلاده عازمة على العمل بكل جدية لحل الخلاف الحدودي. واضاف أموم ان كلا الجانبين اتفقا على فتح الحدود لتشجيع التجارة الثنائية. اتفاق الطرفان يجعل من قرار مجلس الامن رقم 2046 تحصيل حاصل وبينما اعتبر وزير الدفاع الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين ان البلدان بلغا مضمون القرار عن طريق المفاوضات، لجهة ان القرار يهدف في الاصل لازالة شبح الحرب، وقال حسين ان الخرطوم تحترم المهلة الزمنية التي حددها قرار الاتحاد الافريقي والذي تبنته الاممالمتحدة ،مشيرا الى ان هناك قضايا كثيرة شملها هذا القرار وتم بحثها وحلها بالفعل ، وأن بعضها الآخر سيتم التطرق اليه في الفترة المقبلة ،وان اتفاق الطرفين في جولة 11 يوليو القادم يجعل من قرار مجلس الامن رقم 2046 تحصيل حاصل . أشادة أمبيكي وفى ذات الاطار اشاد رئيس رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوي ثابو أمبيكي بالتزام الجانبين بالسلام، معبرا عن اعتقاده بأن النهج الذي يتبعه الجانبان يضع أساساً قوياً لايجاد حل بوتيرة أكثر سرعة لكل المسائل المهمة العالقة،لكنه اكد ان الآلية مقيدة بالموعد الذي حدده مجلس الامن في قراره بالثاني من اغسطس المقبل. قمة مرتقبة بين البشير وسلفاكير بعد اتفاق الجانين على الاطار الاستراتيجي، والذى بني على قرار مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي، اكد امبيكي على ضرورة لقا الرئيس البشيروسلفاكير لان هنالك بعض نقاط التفاوض تحتاج الى ان يجلس الرئيسان لبحثها بجانب دراسة القضايا التي تقف عقبة أمام المفاوضين،بينمالم يستبعد وزير الدفاع عبد الرحيم محمدحسين عقد لقاء قمة بين رئيسي البلدين علي هامش قمة الاتحاد الافريقي المقررة بالعاصمة الاثيوبية في يوليو الجاري مع تأكيده علي انه لايوجد ترتيب مسبق لذلك. لجنة أبيي تتوصل لاتفاق بتكوين المؤسسات المدنية بالمنطقة وبنفس الروح الطيبة التى سادت المفاوضات الأمنية توصلت لجنة الإشراف المشتركة لمنطقة أبيي لاتفاق على تكوين المؤسسات المدنية بالمنطقة وإجازة تقرير قائد القوات الأممية وإجازة مسودة لجنة عمل المراقبة العسكرية، كما أجازت اللجنة مقترح مؤتمرات التعايش السلمي. وقال الخير الفهيم المكي الرئيس المشترك للجنة في تصريح ل(smc) أنه تم تكوين لجنة مشتركة تمثل دولتي السودان وجنوب السودان وممثل الاتحاد الأفريقي للإشراف على قيام مؤتمرات للتعايش السلمي بين قبائل المنطقة مبيناً أن الاجتماع ناقش تكوين المؤسسات المدنية بما فيها الإدارية والمجلس التشريعي وقررت اللجنة رفع الأمر إلى الرئيسين عمر البشير رئيس الجمهورية ورئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت للبت فيها، مضيفاً ان الاجتماعات السابقة لم تصل إلى اتفاق حول تكوين المؤسسات المدنية في أبيي وأبان أن الجانب السوداني تقدم بمسودة عمل حول الأوضاع الإنسانية بالمنطقة وجدت القبول من الطرف الآخر، وأوضح الفهيم ان الأطراف لم تتوصل إلى اتفاق حول تشكيل الشرطة المشتركة بالمنطقة مشيراً إلى أن اللجنة رفعت الأمر إلى الجهات المختصة من قبل الطرفين وذلك لتقديم تصور متكامل حول عدد القوى والدعم اللوجستي والمادي وطالب الفهيم بضرورة عقد مؤتمرات التعايش السلمي خلال الفترة المقبلة للإسهام في استقرار المواطنين وممارسة حياتهم العادية مؤكداً ان اللجنة ستستمر في الانعقاد شهرياً للتوصل إلى حلول حول القضايا العالقة بأبيي وفق اتفاق أديس أبابا الموقع في 20 يونيو 2011 مما تقدم يتأكد حدوث اختراق كبير فى الملفات الأمنية بجانب الاتفاق على تكوين المؤساسات المدنية بابيي وتقارب كبير فى وجهات النظر بين دولة السودان وجنوب السودان مما يجعل الدولتين بعيدأ عن تهديدات القرار الأممي (2046) خصوصا مع قرب انتهاء المدة التى حددها مجلس الأمن فى الثاني من اغسطس، مع استئناف جولة المفاوضات القادمة بمدينة «بحر دار» علي بعد 700 كلم غرب العاصمة الاثيوبية يوم الأربعاء 11يوليو الجاري بسبب انعقاد القمة الافريقية والعيد الوطني لدولة جنوب السودان على امل انجاز خطوات كبيرة في جولة المفاوضات المقبلة، والوصول لحل القضايا العالقة بين الدولتين لتحقيق الأمن والأستقرار والسلام. ويربط عدداً من المراقبين تكليل التفاوض بالنجاح بمدى ما يمكن أن تبديه جوبا من مرونة خاصة وأن تمسكها بمواقفها لم يؤدي إلى نتائج على صعيد حسم القضايا العالقة في الجولات الماضية.