علاقة متلازمة ومتواصلة تظل تربط بين المرأة والبحث عن الجمال والتزين ، حالة من التواصل لا تنقطع الا في النشاز ، لتظل الأنثى في حالة بحث متواصل لابراز حسنها ، ولما كانت الزينة مرتبطة بالمكونات المتاحة من طبيعة المكان والمنطقة الموجودة فيها استفادت غالبية النساء في السابق من صنع زينتهن بأيديهن عندما لجأن الى نظم عقود من الالوان المختلفة من السكسك لتنظمه باشكال تعتمد فيه على ابراز جماليات الالوان لتصنع منه السلاسل التي تتدلى من اعناقهن والعقود التي تلامس اجيادهن والاساور التي تحيط بالمعاصم ، كما نظمن جماليات من انواع الخواتم الرائعة التي تلبس على اصابع اليد ، وفي الوان متناسقة وتشكيلات مختلفة نجد ان بعض النساء برعن في نظم السكسك وذاع صيتهن الى درجة اصبحن فيها مقصد الباحثات عن الزينة . وفي حديث عن استخدامات المرأة في السابق للزينة كانت لنا جلسة مع الحاجة زينب بت حاج علي والتي قالت لي : في زمنا كنا نستخدم الزمام وهو حلقة دائرية نضعها في فتحة في الانف ، كما كنا نلبس الحجول في القدم ، والفدو المكونة من مجموعة من الأهلة المصنوعة من الذهب تلبس مثل الحلق في أذن العروس او الفتاة ، والرشمة المصنوعة من خيط الخرز الذي يصل بين الزمام والفدوة ، اما التيلة فتكون مثل العقد مكونة من أنصاف الجنيهات الذهبية وتفصل بينها خرزات سوداء وبيضاء ، ولان التيلة تعتبر من اغلى انواع الزينة وقتها كان يقال في احاديثنا ( الماعندو تيلة بسوي الحد حيلة ) كما كانت الفتاة تربط خيطا في يدها يسمى بالبلوم . وتقول لي فاطمة بت حميدان احد نساء المسيرية من قبائل غرب كردفان ان لنساء المسيرية حلى خاصة بها ففي الرأس تستخدم ما يعرف بالجدادة وتصنع من الفضة وهي ترتبط بالرقص، ونجد كذلك (الفِدَو)، بكسر الفاء وفتح الدال ، وهي قطعة هلالية من الذهب تعلق على الأذن ، كما تلبس النساء (الزمام والرشمة والشبال) لتزيين الشعر، وفي العنق يلبسن الخناق وهو قلادة تحيط بالرقبة والساجورة والتيلة والشف والمطارق والفرج الله تلبس على الصدر، وفي الأيادي الأساور والخواتم، وعلى الأرجل الحجول والحجل في العادة تكون مصنوعة من سن الفيل وتضعه الفتاة في الرجل كنوع من الزينة . وما بين الامس واليوم تظل زينة النساء متجددة ومتطورة لترضي تجدد الاذواق وعجلة الزمن فاختلفت بعض المسميات وتغيرت بعض اشكال الزينة فقد برز من جديد الزمام الذي تستخدمه الكثير من الفتيات ولكن بدون ان تضطر الفتاة الى استحداث ثقب في انفها بعد ان اصبح يوضع عن طريق اللذق على الانف وبالوان مختلفة يتم اختيارها مع لون اللبسة ، كما عادت من جديد موضة الحجول على اقدام الفتيات . وفي الفترة الاخيرة اعتمدت الكثير من الفتيات على الذهب المقلداو ( الذهب الصيني ) ، والذي يكون على اشكال مقاربة الى الذهب الاصل ويلبس على اطقم كاملة وقطع مختلفة ، وتعج ساحات الاسواق وباحاتها بالاشكال المختلفة والالوان العديدة من الزينة التي تسعى الفتيات الى اقتنائها والتزين بها بانواع مختلفة مع الملبوسات ، ومع كل هذا تظل لكن مناسبة زينتها التي قد لا تستخدم الا في مثيلاتها فقط.