كما كان متوقعا فقد حظي التشكيل الجديد لحكومة ولاية النيل الابيض الذي اعلن مؤخرا بردود افعال متباينة مثلما حدث في حكومتي الشنبلي السابقتين ،ورسم غياب اللواء الطيب الجزار عن مراسم اداء القسم ،واستبعاد وزير الصحة الدكتور عبد الله عبد الكريم، واستمرارية محمد بابكر شنيبو علامات من الاستفهام والتعجب. وكانت حكومة الولاية قد قامت باعادة هيكلة الوزارات التي تقلصت من عشرة الي ست ،حيث تم دمج وزارتي التخطيط العمراني والمياه في وزارة واحدة، كما تم دمج وزارتي الزراعة والثروة الحيوانية، ودمج وزارات الإعلام والثقافة والشباب والرياضة في وزارة واحدة،وتم تعين حافظ عطا المنان وزيرا للمالية والاقتصاد والقوى العاملة ، الدكتورة الرضية محمد احمد وزيرة للتربية والتعليم والتوجية ، محمد بابكر شنيبو وزيرا للتخطيط العمرانى والمرافق العامة ، الدكتور عمر محمد توم الشامى وزيرا للزراعة والثروة الحيوانية والرى والغابات ، اللواء ( م ) الطيب محمد احمد الجزار وزيرا للشئون الاجتماعية والثقافية والرياضية،ولم تتم تسمية وزير الصحة. ويعتبر مراقبين ان التشكيل الوزاري الجديد لم يأت موفقا ولم يلب تطلعات مواطني الولاية ،ويشيرون الي ان غياب اللواء الطيب الجزار الذي تم تكليفه بوزارة الشؤن الاجتماعية والثقافية والرياضية عن اداء القسم يوضح ان هناك ثمة خلاف صاحب التشكيل ويوضح انه ليس راضيا من استبعاده من وزارة التخطيط، ويعتبرون ان ابعاد الجزار جاء متعمدا لجهة تضرر البعض من سياساته الصارمة والشفافة خاصة فيما يتعلق ببرنامج الارض مقابل التنمية والذي اجازته حكومة الولاية والمجلس التشريعي والذي يقوم علي توجيه الاموال التي تعود من ريع بيع الاراضي الي مشروعات الخدمات والبني التحتية ، ويشيرون الي ان الجزار كان يرفض توجيه هذه الاموال الي غير الغرض الذي بيعت من اجله الاراضي، ويعتقدون ان كشف الجزار لمواضع الخلل والفساد في التخطيط من الاسباب المباشرة التي ابعدته من الوزارة التي يؤكدون انه حقق فيها انجازات كبيرة، وحظي ايضا استبعاد وزير الصحة الدكتور عبد الله عبد الكريم باهتمام الشارع ببحر ابيض الذي يري ان مدير مستشفي الخرطوم الاسبق حقق نجاحات كبيرة اسهمت في احداث تحسن نسبي للوضع الصحي بالولاية، ولكن انباء غير مؤكدة تشير الي رفض وزير الصحة الاستمرارية، فيما تشير رواية اخري الي عدم رضاء الوالي عنه ليس بسبب اداءه ولكن لتواجده الدائم بالخرطوم او سفره الي ماليزيا، الا ان مصدر اشار الي ان الوزارة ستذهب الي احد الاحزاب المشاركة وينحصر التنافس علي المنصب بين القيادي بالاتحادي الاصل ومعتمد الجبلين الاسبق صالح محمد علي فضل ، ورئيس الاتحادي المسجل ومستشار الوالي الاسبق معتصم العطا ، فيما عبر مراقبين عن تعجبهم من استمرار وزير الثروة الحيوانية الاسبق والتخطيط الحالي خريج الاداب محمد بابكر شنيبو في حكومة الشنبلي ، ويرون ان شنيبو الذي ضرب الرقم القياسي في التنقل بين بالوزارت منذ عهد الوالي السابق نورالله لم ينجح في ترك بصمة وان هناك من هو اكثر تأهيلا وخبرة منه لتولي مهام وزارة التخطيط، وحظي وزير المالية حافظ عطا المنان باتفاق المؤيدين والمعارضين للتشكيل الوزاري الجديد حيث يعتبرونه قد فرض خلال الفترة الماضية ولاية وزارته علي المال العام. الا ان والى النيل الابيض يوسف الشنبلى يؤكد ان التشكيل الوزارى الجديد اقتضته متطلبات المرحلة التى تمر بها البلاد فى الناحية الاقتصادية وقال ان التدابير التى وضعت فى الجهاز التنفيذى قصد منها ترتيب الاولويات والخطط والبرامج وان تكون خدمات المواطن هى حجر الزاوية ودعا الوزراء من خلال حفل اداء القسم بالتحلى بالعزيمة والثبات لمواجهة التحديات والابتعاد عن المظاهر والصغائر التى لاتخدم المواطن فى شىء، ووجه بالعمل على زيادة الانتاج فى القطاعات الانتاجية وتوفير الخدمات للمواطنين فى كافة المجالات والعمل على تحقيق الاستقرار السياسى والاقتصادى الذى يسهم فى خدمة انسان الولاية . ويؤكد المحلل السياسي بابكر الجاك الا ان التشكيل الوزاري لحكومة النيل الابيض جاء عكس التوقعات ،مشيرا في حديث ل(الصحافة) الي انه اصاب الشارع بخيبة امل ،معتبرا ابعاد اللواء الطيب الجزار من وزارة التخطيط جاء نتيجة لسياسته الصارمة التي ترفض الفساد والتجاوزات ،مبينا ان رفض الجزار للاعفاءات التي يصادق عليها الوالي للبعض والشفافية الكبيرة الي يتعامل بها في ملف الاراضي لم ترض الكثيرين، ورجح الجاك ان تكون سببا في ابعاده عن التخطيط، وعبر المحلل السياسي عن استغرابه لاستمرار محمد بابكر شنيبو الذي وصفه بالخلافي، مشيرا الي ان الحكومة وفي فترة سابقة ارادت ابعاد شنيبو من الولاية بسبب خلافيته وقامت بتكليفه باحدي المناصب في مدينة دنقلا ، ويقول الجاك ان شنيبو اثار ايضا خلافات في الولاية الشمالية ، وقال"يبدو ان هناك ثمة امر خاف يجمع بين الوالي وشنيبو الذي ظل يتنقل من وزارة الي اخري في عهد الشنبلي ". ولكن هناك من يري ان التشكيل الجديد لحكومة الشنبلي تم بعد مشاورات واسعه داخل الحزب الحاكم ،ويعتقدون ان استمرار 90% من وزراء التشكيل السابق فرضته ضرورة المرحلة التي تتطلب الحفاظ علي الانسجام الذي كان من السمات البارزة للتشكيل السابق ،ويعتبر امين امانة الاعلام بالحزب الحاكم بالولاية الطيب النيل ان التنقلات التي شهدتها بعض الوزارت والتي طالت وزراء امر طبيعي ،مؤكدا في حديث ل(الصحافة) علي ان الاجراءات التي تمت حق مكفول للوالي والحزب ،نافيا وجود خلافات داخل الحزب حول التشكيل الاخير ،واعترف بنجاح اللواء الطيب الجزار في وزارة التخطيط ،الا انه اكد ان محمد بابكر شنيبو من الكفاءات التي تمتلك الخبرة التي تتيح لها العمل في كل الوزارت الا انه قال (ان القبول من عند الله )، نافيا ان تكون التخصصات العلمية سببا في اختيار الوزراء ، وزاد"الاخ الطيب الجزار لم يكن خريج هندسة "، ثم عاد ليشير الي ان هناك العديد من الوزارات يقف علي رأسها مختصين مثل التربية والزراعة،وقال ان وزير الصحة ستتم تسيته في الايام القادمة ،مطالبا بالصبر علي حكومة الولاية، مشيرا الي النجاحات التي تحققت خلال الفترة الماضية في محوري المياه والكهرباء ، واعدا بان تشهد المرحلة القادمة انجازات كبيرة بالولاية. ويعود المحلل السياسي بابكر الجاك للاشارة الي ان معظم الوجوة التي جاء بها التشكيل الجديد ظلت موجودة في سلطة الولاية منذ سنوات طوال دون ان تسجل نجاحات تذكر، ضاربا المثل بالشنبلي وشنيبو وعليان والرضية، وقال ان هذا يعني عدم وجود بارقة امل في ان يحقق التشكيل الجديد انجازات ترضي مواطن النيل الابيض.