*وإن كان أولأد أم درمان يفاخرون بانتمائهم لهذه المدينة التاريخية والتى يطلق عليها البعض العاصمة الوطنية التلقيدية التاريخية القديمة فإن الخرطوميين يتباهون بأنهم ( الساس والأساس وأهل الجلد والرأس وأسيادها وهم الأصل والباقين تقليد ) ويرى أولاد العاصمة فى أنفسهم وفى مدينتهم أنهم الأوائل وعادة مايسعون لتأكيد إعتقادهم هذا عبر التواصل وروح المودة الموجودة بينهم والروابط العميقة لتى تربط بين مجتمعاتهم بمختلف تنوعها وأشكالها *الخرطومالمدينة تتميز بالعديد من المزايا ولها من الخصوصيات ما لايتوفر فى أية مدينة أخرى فى السودان فهى برغم إمتدادها و كثرة أحيائها إلا أنها تمثل كتلة واحدة وجسماً متحداً ومترامى الأطراف يتمدد من مقرن النيلين غربا وحتى كبرى (المنشية - الجريف) شرقا ومن مدينة توتى العريقة شمالا وحتى حدود ولاية الجزيرة جنوبا، وفى قلبها يحكى التاريخ عن عراقتها وعزتها وشموخها التى تتمثل فى أحيائها القديمة والحديثة ومنها الخرطوم غرب وشرق من حدود النيل الأبيض وحتى شواطئ النيل الأزرق مرورا بالبرارى كلها وفى الوسط تتوهط أحياء الخرطوم الثلاثة ( واحد وإثنين وثلاثة) والسجانة والحلة الجديدة والقوز ثم أبوحمامة والإمتداد والصحافات ومن قبلها العمارات والديوم بمسمياتها المتعددة وشرقا الرياض والطائف وأركويت والمنشية *الخرطوم هى العاصمة السيادية والتاريخية وهذا ما تنطق به وتؤكده ملامح مرافقها التاريخية ( سانت جيمس - بابا كوستا - ميدان عبدالمنعم - الجامع الكبير وأبوجنزير ) وفيها الشوارع الرئيسية الفسيحة التى تتحدث أسماؤها عن مجد وتاريخ سيظل باقيا ما بقيت الحياة ( شارع البرلمان - الطيار مراد - الجمهورية والبرلمان - الحرية - المك نمر - الزبير باشا - السيد عبدالرحمن - على دينار - على عبداللطيف - عبدالمنعم - واحد وعشرين أكتوبر - القصر - أفريقيا - الغابة - الجامعة - النيل ) فكل شارع من هذه له تاريخه وحكايته ويمثل كل منها عنواناً ومنهجاً ويحكى عن زمن جميل وتاريخ عتيق وذكريات لا تموت - أما عن سيادية الخرطوم فهى تتجسد فى إحتضانها ( للقصر الجمهورى والقيادة العامة ومطار السودان الأول وجامعة الخرطوم والسودان وجامعة القاهرة فرع الخرطوم -النيلين حاليا وأفريقيا العالمية - إستاد الخرطوم الفخيم والعريق - وكل السفارات الأجنبية وكافة الوزارات السيادية الكبيرة الخارجية والداخلية والمالية التربية والتعليم العالى وبقية الوزارات الخدمية وبالخرطوم كل الرئاسات ( الجمهورية - جهاز الأمن والمخابرات - الشرطة - القيادة العامة للجيش ) وبها أفخم وأرقى وأعظم المرافق والفنادق وأعلى البنايات ( برج الإتصالات وشركاتها سودانى وزين وأم تى أن - سلام روتانا - الهيلتون سابقا كورال الآن - واحة الخرطوم المريديان - حياة ريجنسى الآن- برج الفاتح - وفى الخرطوم مكان إقامة الرئيس وكل الوزراء - أما عن المرافق الصحية الضخمة فجميعها وأكبرها وأعرقها يقطن فى الخرطوم ) (مستشفيات الخرطوم بمختلف مسمياتها - رويال كير - الأطباء - الزيتونة - ساهرون ) وعن رموزها التاريخيين فمن الصعب بل الإستحالة حصرهم ونرى فى ذكر أى منهم قد يشكل تجاوزاً لآخرين ولهذا رأينا أن نتحاشى الحديث عن أى إسم تجنبا وتحسبا أن ننسى إسما له رنين ولكن التاريخ يقول إن حقيقة وحقيبة السودان نبعت من صدور رجال الخرطوم وأكتفى. *ما دعانى للسرد أعلاه هو تأكيد لعزة الخرطوم وإستراتيجيتها وإعتزاز أولادها ومباهاتهم بها أما المناسبة فهى اللمسة العظيمة والنواة الطيبة والمبادرة العظيمة والخطوة غير المسبوقة التى أقدم عليها كبار وعناوين ورموز الرياضةبالخرطوم والتى تمثلت فى إنشائهم لجمعية خيرية تجمع بينهم وتقوى الترابط الموجود وترعى شئون الأفراد وتبقى سندا لكل رياضى ومفخرة له وعنوانا - مجموعة من الرجال الميامين الخلصاء قرروا توحيد مجتمع الخرطومالرياضى والذى يعتبر نموذجا ومثلا يحتذى به . فما يجمع بين أهل الرياضة فى الخرطوم والمهتمين بها يفوق حد الوصف وقد لا يقل عن الإخوة فى الرحم والدم والرضاعة . * فالمجتمع الرياضىالخرطومى يجسد التلاحم والترابط بكل معانيه فهو كالجسد الواحد قوامه رجال تتعدى العلاقة بينهم الرياضة وتنفذ للبيوت والأسر حيث تسود المعرفة والحب وينتشر الإحترام والتقدير والوئام والأدب والتهذيب فهنا فى الخرطوم ( الكبير كبير ) ولكل وضعه وإسمه والمقامات محفوظة وليس هناك من يتعدى أو يتطاول أو يستصغر ويطبقون مبدأ ( كلنا إخوة ) . فما أن تحل مناسبة لأى منهم يتدافع الجميع نحوه ويجد من حوله رجال مواقف وأهل حارة . العلاقة هنا مستمرة وقوية ومتينة قوامها التقدير الزائد فما أن يلتقى أى إثنين إلا ويحدث العناق كناية على الأشواق الجارفة ووجود الإحترام وهذا ما دعا كبار ورموز الرياضةبالخرطوم على إنشاء مؤسسة أو منظمة أو هيئة أو ماعون يجمع بينهم ويغطى المسافات ويختصر الزمن ويضع الكل فى بوتقة واحدة تسع الجميع وتدعم الكل وتضاعف من حجم الإحساس الساكن فى الدواخل وتقوى الرباط الوجدانى بين أهل الجسم الرياضى *وأخيرا ليس أمامنا سوى أن نتقدم بكل معانى الشكر والعرفان للذين إبتكروا فكرة الجمعية الخيرية للرياضيين بالخرطوم وإجتهدوا فى تحويلها إلى واقع معاش على رأسهم العمالقة ( يحى مرسى - الحاج الأمين الطيب بقادى - عوض أحمد طه بلال عنبر - الدولى الطاهر محمد عثمان - على يوسف هاشم - بابكر مصطفى الصادق - حسن نورالدين - بابكر حسب الجابو - محمد مختار - محمود عثمان - أحمد فضيل - فاروق عبدالهادى ) وبقية الأعزاء ونتمنى من الله أن يوفق القائمين على أمر هذه الجمعية حتى تكون سندا ومرجعية لكل رياضى بالخرطوم .