كنا في القسم الثقافي بصحيفة «الصحافة» قد بدأنا استطلاعا حول مستقبل الكتاب الورقي في السودان، ومهددات هذا الكتاب، والمنافسة التي يجدها من الوسائط الالكترونية، واغلاق المكتبات او تحويلها الى اغراض اخرى لا تبدأ بالادوات المكتبية ولا تنتهي بمحلات بيع الأطعمة. وفي هذه الحلقة نلتقي بالأستاذ نور الهدى محمد نور الهدى صاحب ومدير دار عزة للنشر والتوزيع، وقبل ذلك عمل في دار النشر بجامعة الخرطوم، واكتسب خبرة في هذا المجال. ومن أولى المعوقات في هذا المجال أن هناك رسوماً وجبايات تجعل من الكتاب سلعة عالية الثمن، ضرائب لا حدود لها، ورسوم جمارك على الكتاب المستورد، والكتاب الذي نطبعه خارج السودان تُدفع عليه جمارك، وحيثما نشترك به في المعارض خارج السودان نصدره وعليه رسوم، واذا كان هناك مرتجع فتقرر عليه رسوم.. فتأمل!! والكتاب وسيلة معرفة سواء أكان ورقياً ام الكترونياً، ولهذا ففي ظل وجود الفضاءات المفتوحة والكتاب الالكتروني، تبقى مسألة الرقابة على الكتاب غير ذات جدوى، ولهذا فإن الحرية هنا تصبح مطلباً عادلاً، والرقابة التي لا تنحصر في شكل واحد هي رقابة ليست ذات معنى. والكتاب الالكتروني وجوده لا يتناقض مع الكتاب الورقي، بل هو مكمل له ويؤدي ذات الوظيفة في توصيل الوعي والمعرفة. وأمامي الآن قائمة بالمكتبات العريقة والممتازة التي أفنت دهرا في خدمة الكتاب، بعضها تقلص دوره، وبعضها الآخر أُغلق نهائياً، منها سودان بوكشب، مروي بوكشب، وآفاق جديدة التي نعاها د. حيدر ابراهيم على صفحات الصحف.. وأيضاً هناك مكتبات في ولايات السودان اصابها ذات المصير، وكانت أيضاً منارات وعي واشعاع ثقافي. ونتساءل نحن عن مفهوم الثقافة، وهل انحصر النشاط الثقافي في دائرة الغناء؟ وهل انحصرت مهمة المؤسسة الرسمية في إقامة معرض للكتاب تنتظره من عام الى عام؟ وهناك حديث كثير عن الكتاب الجامعي والكتاب المدرسي، فقد انحصر عمل الأساتذة في إعداد ملخصات لا تسمن ولا تغني من جوع، وتشوبها نواقص كثيرة، وتشكل خطراً على مستقبل البحث العلمي في هذا الوطن.. وهناك تضارب بين كثير من الأجهزة حول الكتاب، فهناك أكثر من جهة للتصدي للرقابة ومنع الكتب. فنحن في حاجة إلى سياسات واضحة ترفع عن كاهل الكتاب والمؤلفين والناشرين هذه الاعباء والقيود التي تباعد بين القارئ والكتاب، اضف الى ذلك ضعف القوة الشرائية لدى المواطن الذي يهتم بالكتاب ويشعر أن هذا الكتاب ضرورة من ضرورات الحياة. وقد أشار الأستاذ نور الهدى إلى غياب معرض الكتاب السوداني في مهرجاناتنا الثقافية.. وضرب مثلاً بملتقى النيل للشعراء العرب، وليالي السودان التي قدمت في قاعة الصداقة وخلت من أي عرض للكتاب السوداني. وخلاصة القول إن الكتاب لم تعد له ذات القيمة، وأضحى مثل اليتيم في مآدب اللئام.. ويحتاج منا إلى وقفة جادة تبدأ بإزالة المعيقات عن طريقه، وإعادة المكتبة المدرسية، وإنشاء المزيد من المكتبات العامة، وإزالة الرسوم والجبايات الكثيرة التي تعرقل انسياب الكتاب الى القراء المتلهفين لمعانقته، ونظرة واحدة الى الجمهور الذي يرتاد معارض الكتب في داخل السودان وخارجه، توضح أن القارئ السوداني مازال حريصاً رغم كل شيء على ديمومة علاقته بالكتاب. سناء ابوالقاسم ابوقصيصة / دار مدارات للنشر لا شك أن الغزو التكنولوجي، بقدر ما كان له أثره الإيجابي في الوصول السريع لمصادر المعلومات والاطلاع بصفة عامة، بقدر ما كانت له تداعياته السلبية على الإنسان ? سواء كان ذلك الأثر على المستوى الصحي أو على المستوى الوجداني. فكم كانت الكتب أثيرة، وكم هو سهل التعامل مع الكتاب واتخاذه أنيساً وجليساً، فهو يرقد تحت وسادتك إن داهمتك «غفوة» عابرة، ثم تصحو، فإذا هو لم يبرح مكانه بجانبك.. يحمل بصماتك وعطرك المفضل، وتوقيع عزيز أهداك إياه، والكثير من الذكريات التي تظل مرتبطة به.. إن الكتاب الإلكتروني هو داء العصر، ومثلما اطلعت عليه وأنت تلهث وراء صفحاته لتعود سريعاً لنافذة حوار افتتحته مع أحد الأصدقاء أو زملاء الدراسة أو العمل على أحد مواقع الدردشة، لتعود فتطلع على بريد وارد أو تكمل رسالة صادرة، يغادرك وأنت تخوض في ذات «المعارك الإلكترونية». وسط كل هذا الزخم، تتأثر المحصلة الحقيقية للفائدة الممكنة من الكتاب الإلكتروني. كل ما يأتي سريعاً.. يذهب سريعاً على ما يبدو.. وتتلاشى الصور ونوافذ التصفح وينقطع التيار الكهربائي ويصيب الشاشة شيء من «الجمود freezing»، أحياناً و»تثقل» الصفحة أحياناً أخرى، ويضرب جهازك «فيروس» ما وأنت تتصفح كتابك الإلكتروني، أحياناً.. وما بين كل هذا وذلك.. تتضارب الأحاسيس وتنقطع في معظم الأحيان ?أو تتلاشى- الرغبة في معاودة القراءة.. ومن الأضرار الصحية التي لا يختلف عليها اثنان هو تأثر «النظر» المباشر بدوام استخدام أجهزة الحاسوب والشاشات الرقمية، رغم استخدام ما يسمى بالشاشات الواقية أو غيرها.. فهنالك ثمة ضوء، وهنالك دموع تنزل من عينيك رغماً عنك أحياناً -رغم الأخذ بأسباب الحيطة- فتحس عيونك وكأن بها نعاس «عتيق».. كل هذا من أثر الاطلاع على النصوص الرقمية.. فرغم ما قد يصاحب الاطلاع من موسيقى تختارها لتداعب أذنيك عبر سماعة دقيقة الصنع، إلا أن كل ذلك قد يعمل على تشتيت تركيزك، وبالتالي تقل الفائدة المرجوة.. أنا من أنصار المكتبة التقليدية، رغم أن المكتبة الألكترونية قد تكون هي الأجدى في حالة الاستفادة من بعض النصوص أو الفقرات بكاملها لغرض بحث أو دراسة أخرى، فيتم النسخ «copy» واللصق «paste» إلكترونياً دون الحاجة لإعادة الطباعة «retyping». هنالك علاقة حميمة ما بين الكتاب المحسوس والملموس وما بين الكتاب الذي يمر بك «طيفاً» لا تلبث ذكراه أن تتلاشى في ضوضاء الحياة وروتينها الغريب. ويظل الكتاب هو خير أنيس وجليس، إن أحسنت اختيار الثمين من بين الغث الذي أصبح يملأ أرفف المكتبات مما «تتقيأه» دور النشر المختلفة. فاطمة الامام عبدالرحيم / قاصة ومترجمة النشر الإلكتروني Electronic Publishing أو ePublishing هو نشر إلكتروني فيه نصوص وصور، ينتج وينشر ويقرأ على الحواسب أو أجهزة إلكترونية أخرى، و بالرغم من سهولة التحميل والتخزين؛ و كذلك متاحة للقراء أينما كانوا عن طريق أجهزة الهواتف المحمولة، كما يمكن لقارئ الكتب الإلكترونية حفظ آلاف الكتب، الحد الوحيد هو حجم الذاكرة. و كذلك يمكَن القارئ الإلكتروني المستخدم القراءة في الإضائة المنخفضة أو حتى في الظلام. العديد من القارئات الإلكترونية الحديثة بها إمكانية تكبير وتغيير خط الكتاب، وقراءة الكتاب بصوت، والبحث عن كلمات، وإيجاد التعريفات، ووضع علامات، و قد يكون الكتاب الإلكتروني هو مقابلٌ لكتاب مطبوع، وقد يكون الكتاب قد أُلّف بصورة إلكترونية من البداية، وقد لا يكون هناك كتاب مطبوع مناظر له. من ميزات الكتاب الالكترونى: الكتب الإلكترونية أسهل وأسرع في النشر , و التوزيع من الكتاب المطبوع او التقليدى بينما النشر التقليدي او النشر الورقي يتم من خلال طباعة الكتب وتوفيرها للقراء، من خلال المكتبات و الدور المخصصة لذلك، يظل الكتاب المطبوع قابلاً للاستخدام لعقود طويلة، كذلك المطبوعة أكثر تحملاً للأضرار (كالسقوط مثلاً) من جهازالقارئ ، والذي قد يعطب أو يفقد بعض البيانات للمعلومات كذلك الكتاب الورقى يعطي عمق المعرفة والتأمل، في حين أن الكتاب الالكتروني أو النشر الالكتروني فيعطي فكرة عن الموضوع ولا يمكن للقارئ التعمق في دراسة الكتاب لصعوبة الجلوس على شاشة الكمبيوتر من ناحية صحية لوقت طويل،? الجدل يطول حول النشر التقليدى و النشر الالكترونى.