بلغت استعدادات حاضرة ولاية جنوب كردفان ذروتها لاستقبال النائب الاول لرئيس الجمهورية الأستاذ على عثمان محمد طه اليوم ،ويقول والي جنوب كردفان أحمد محمد هارون ان الزيارة لمؤازرة الولاية فى مصابها الجلل «شهداء الوطن » رئيس مجلسها التشريعى ابراهيم بلندية ورفاقه ، ولافتتاح بعض المشروعات التنموية والخدمية والمجتمعية وعلى رأسها مسجد كادوقلي العتيق ويقول انه يجسد رمزية مهمة للتعافى من الحرب خاصة ما تعرض له هذا المسجد فى السابق اقترن ببداية الحرب ،ثم بنك السودان المركزى ويقول الوالي انه مهم لزيادة عدد فروع البنوك التجارية المحلية بما يتناسب مع حاجة الولاية الفعلية له لدعم جملة من المشروعات التنموية سيما فى المجالات الزراعية والثروة الحيوانية وبما تتميز به جنوب كردفان من ميزة تفضيلية فى هذين المجالين فضلا عن التعدين وكافة المشروعات الأخرى ،وكذلك تشتمل الزيارة على مشروع تأهيل اعادة اذاعة كادوقلي بعد تقوية أثيرها من «15» كيلو الى «50» كيلو ومضاعفة ساعات البث من ساعتين الى «15» ساعة يوميا مع تغيير نظام البث كاملا من الريل الى النظام الحديث ،ثم المقر الجديد لمحلية كادوقلي وتدشين بعض الطرق الداخلية ومشروعات أخرى خدمية وتنموية ومجتمعية ،ويخاطب النائب الاول المصلين بمسجد كادوقلي العتيق عن الاوضاع السياسية والمستقبلية بالسودان عامة وقضايا الحرب بالولاية خاصة . وتبدو الأجواء هنا فى حاضرة ولاية جنوب كردفان قبل وصول النائب الاول خريفية ممطرة حال بقية محليات الولاية المختلفة ، فالخضرة تكسو كل مكان وتبدو ظاهرة للعيان منذ دخول الطائرة أجواء الولاية . فيما تأتى زيارة النائب الاول والولاية قد كففت جراحها اثر الفاجعة الدخيلة على مجتمعها والتى أصابتها فى قمة جهازها التشريعى باغتيال رئيس مجلسها التشريعى الشهيد ابراهيم محمد بلندية ومهندس تخطيط الولاية الاستراتيجى فيصل بشير ونفر أعزاء من أبنائها فى مجالات مختلفة ، ويقول ل«الصحافة» مستشار الوالي انها فاجعة دخيلة على الولاية أدخلتها الحركة الشعبية باستهدافها لانسان الولاية ،ويوضح شيخ الدين ان بلندية رفيق له منذ مجاهداتهم معا فى شباب الكمولو 1972مرورا بالحركة الشعبية عام 1984 ثم فى الحزب القومى السودانى ابان الديمقراطية الثالثة حتى افترقا سياسيا فذهب بلندية للمؤتمر الوطنى. ويؤكد شيخ الدين ان الاستهداف لم يكن لبلندية نفسه انما المقصود هو قيادات وأبناء الولاية من قبل الحركة الشعبية والمطلوب تفتيت النسيج الاجتماعى وتفتيت الجبهة الداخلية القوية ،الا انه يؤكد تماسك الجبهة الداخلية للولاية وعدم وجود مشكلة قبلية بين المكونات المختلفة،مشيرا الى ان ما أصاب الولاية لم يزدها الا قوة ومنعة ،ويؤكد كذلك شيخ الدين ان السلطات الأمنية قد وضعت أياديها على كافة ما يتعلق بقتلة بلندية ورفاقه ، ويقول ان كل ذلك ستكشف عنه حكومة الولاية فى الوقت المناسب. ويؤكد مستشار الوالي تورط الحركة الشعبية تخطيطا وتنفيذا لجريمة الاغتيال البشعة التى يستنكرها كل أهل الولاية ، فيما أكد نائب والي الولاية اللواء أحمد خميس ان الزيارة كان مقررا لها ان تشمل افتتاح طريق الدبيبات ولكن تم تأجيله لأسباب تتعلق ببرنامج النائب الاول ،ويؤكد اكتمال كافة الاستعدادات سيما الأمنية وقد باشرت القوات الأمنية خطة تم تنفيذها على واقع الأرض لتأمين كافة مايتعلق بالزيارة وكل دائرة كادوقلي جوا وبرا ، وشدد على ان القوات متحسبة لاي طارئ ،الا انه يؤكد مجددا ان كافة القوات تقوم بواجبها على أكمل وجه وان الاوضاع الأمنية مستقرة وليس هنالك ما يقلق ، وزاد ان حادثة اغتيال رئيس مجلس الولاية التشريعى ورفاقه لن تؤثر على استقرار الاوضاع ، فالقوات تتابع كافة التحركات وليس هنالك مايقلق على واقع الأرض . من جهته عبر معتمد محلية كادوقلي أبوالبشر عبد القادر حسين عن جاهزية أهل كادوقلي لاستقبال النائب الاول لرئيس الجمهورية والوفد المرافق له اليوم ،وقال ابوالبشر ل«الصحافة» ان الترتيبات قد بلغت أقصى درجاتها رغم ظروف الخريف وتواصل سقوط الأمطار ، ويبين المعتمد ان البرنامج يشتمل على استقبال رسمى بمطار كادوقلي وافتتاح مبانى المحلية الجديدة، ويقول أبوالبشر انها تضاهى المحليات الاخرى بالسودان وقد تأخر افتتاحها كثيرا بسبب اندلاع الحرب التى حالت دون اكتمال مبانيها، الا ان حكومة الولاية تعتبرها تحديا لاكمال كافة المشروعات التنموية بالمنطقة لاحداث نقلة نوعية فيها ،ويبدو ذلك من خلال الميناء البرى ومجمع الوزارات والخدمات والتدريب المهنى واستاد كادوقلي والكثير من المشروعات الأخرى التى حالت الحرب دون اكمالها ،ويضيف المعتمد ان البرنامج سيتواصل ليشمل افتتاح مقر بنك السودان المركزى لاول مرة بالولاية واستديوهات الاذاعة عقب تحديثها وتوسيع نطاق بثها وافتتاح مسجد كادوقلي العتيق الذى يسع «2500» من المصلين فى مساحة «4500» متر مربع بتكلفة «4» ملايين جنيه فضلا عن الحاقه بمكتبة عامة ، ويشتمل البرنامج كذلك على تدشين توزيع حاجيات رمضان ل«2 » ألف أسرة عبر ديوان الزكاة ضمن برنامج الرعاية والتنمية الاجتماعية بالولاية لاحياء شعيرة شهر رمضان المعظم كضربة البداية لتليها محليات الولاية المختلفة ،ويؤكد معتمد كادوقلي ان المحلية بذلت جهودا كبيرة جدا فى سبيل تأمين قوت المواطنين حتى نهاية موسم الأمطار ومنها الآن «4500» جوال ذرة بسعر «165» جنيها للجوال وللعاملين عبر «ثلاثة» أقساط،مؤكدا ان مشاركة المواطنين التلقائية أطفالا ونساء ورجالا فى موكب تشييع شهداء الوطن بلندية ورفاقه لأكبر دليل على تكاتف أهل كادوقلي الذين لم تزدهم حادثة الغدر والخيانة الا مزيدا من التوحد، وقال ان كادوقلي تجاوزت تلك المرحلة بالايمان بقضاء الله وقدره ، مناشدا كافة أهل كادوقلي للقيام بذات العزيمة وبذات القوة باستقبال ضيوف الولاية . الا ان السؤال المطروح يدور حول ماذا ينتظر أهل جنوب كردفان من زيارة النائب الاول وما الذي يرغبون في ان تحققه لهم وهم ينتظرونها بفارغ الصبر؟، تذهب اغلب الحوارات الدائرة هنا الى ان اهل المدينة يتعشمون ان تحقق لهم دفعا قويا لانهاء الحرب واشاعة السلام والاستقرار،وتبنى ودفع جهود حوار أهل المصلحة واعادة رتق النسيج الاجتماعى وتقوية مؤسسات الولاية السياسية سيما دعم وتقوية ودفع جهود القوى السياسية بالولاية فى اطار جهودها الوطنية بالولاية ،واعادة مادمرته الحرب وتكملة مشروعات التنمية والخدمات بالولاية ومشروعات أخرى جديدة وتعويض المواطن ويلات الحرب ، هذا فضلا عن اعادة هيئة تنمية جبال النوبة الزراعية وتبسيط العمليات الاجرائية فى مجال الزراعة واستثناء انسان الولايات من بعض القيود والتشريعات والضمانات اللازمة وتبسيط الاجراءات فى مجال دعم مشروعات مكافحة الفقر ورفع المقدرات الانتاجية ودعم جهود المرأة فى مجال بناء القدرات وكافة قضايا المرأة وتبنى دعم مشروعات الطلاب والشباب فى مجال تقوية وتنمية النسيج الاجتماعى .