دمج وزارة الثقافة فى الاعلام فرضته ظروف موضوعية فى اطار التقشف، ووجود الثقافة والاعلام فى وزارة واحدة ليس بالامر الجديد، لكن ابرز الاشكالات التى يمكن ان تنجم عن الدمج ان تميل الوزارة، بمعنى ان ينصب الاهتمام على جانب دون آخر. واخشى ان يفرض الاعلام سطوته على القادم الجديد «الثقافة» ويضيع المثقفون والمبدعون من جديد، والسموءل الذى ترجل عن مقعد المسؤولية صاحب وزارة شعبية فى مجال الثقافة قبل وبعد الوزارة «ومطر العافية اينما وقع نفع»، والذى انجزه الرجل خلال الفترة القصيرة من عمر الوزارة لا ينكره احد، والشاهد على ذلك سلسلة المهرجانات والمعارض والقوافل والبرامج التى نفذت، وقبل ذلك اسلوبه الديمقراطى فى إشراك اهل الشأن والمعنيين فى ادارة وتنفيذ كل الفعاليات التى أطلت على الناس من بوابة الثقافة، وقبل ذلك نجح السموءل فى ادارة حوار بناء ومسؤول مع مختلف الوان الطيف الثقافى، وكان ثمرة ذلك تبلور خطة عمل محكمة استجابت لكل اشواق المبدعين والكيانات الفاعلة فى مجال الفنون والمسرح والشعر والتشكيل، ونأمل ألا يغيب الدمج تلك الخطة التى تعتبر خريطة طريق واضحة المعالم وتقود الى شعار الثقافة تقود الحياة. لقد نفض السموءل الغبار عن مقاعد المسارح وصالات العرض، واعاد الثقافة الى واقع الناس بعد سنوات من الركود والجمود الذى اصاب المشهد الثقافى، وبث روح الامل فى نفوس المبدعين والمثقفين. ونخشى تعود الثقافة الى بياتها الشتوى، وان تظل مجرد مقطع اول فى لافتة الوزارة الجديدة، والامر مرهون برؤية الوزير الدكتور احمد بلال واسلوب ادارته للوزارة والملفات الاعلامية والثقافية بتوازن، والثقافة والاعلام فى النهاية وجهان لعملة واحدة هى التنوير والمعرفة والحياة، وبالطبع فإن سياسة التقشف سوف تؤدى الى تجميد الكثير من الانشطة الاعلامية والثقافية. والسموءل الذى تحرر من قيود الوظيفة سيعود اكثر ألقاً الى وزارته الشعبية وقيادة مؤسسة اروقة، ويستطيع من خلالها ان يفعل الكثير استناداً الى تجاربه التراكمية وسيرته الحافلة بالعطاء التى تستحق أوسمة العرفان. وسيذكر التاريخ أنه اجتهد وأن الثقافة فى عهده كانت وزارة. [email protected]