انتهى الأسبوع الأول من سباق ليالى ابداعات محليات ولاية الخرطوم الثقافية والتى أفلحت فى كسر حالة الجمود التى تهيمن على المشهد الثقافى والفنى فى الولاية التى يجب ان تكون فى حالة حراك ثقافى ممنهج ومدروس باعتباره قلب السودان، والحدث الذى نتابعه عن قرب يفرز كل ليلة جملة من الاشارات المهمة والملاحظات التى تستوجب الانتباه ابرز تلك الاشارات التى تمثل اشراقة مفعمة بالآمال، وعلى رأس وزارة الثقافة والاعلام بالولاية رجل مثقف من الطرازالاول مثل الدكتور محمد يوسف الدقير يؤمن باهمية الثقافة ودورها فى انارة الحياة ويعى اهمية سلاح الاعلام فى تشكيل الرأى العام وقيادة المجتمع باعتباره الواجهة التى تطل عبرها كل اشكال الفنون والثقافة وهوصاحب نظرية مهمة ان الركض خلف تأمين المعايش لايجب ان يلهى الناس عن الانتباه الى الثقافة والفنون، فبدونهما لن تتطور البلاد وارجو وان لاتخذله الموارد المالية وتقصقص اجنحة أحلامه وتطلعاته المشروعة فى جعل الثقافة تقود الحياة، وبالطبع فإن ذلك لن يحدث اذا انتهجنا اسلوب المواسم والفعاليات التى تومض خطفا فى سماء المدينة ثم يعود الظلام ويسود السكون .علينا الابقاء على خشبات مسارح الخرطوم مضيئة كل ليلة بمختلف العروض وخاصة مسارح الدولة التى تم تشييدها فى اطراف الولاية، نعم هى جميلة لكنها تفتقر الى ديمومة النشاط والتى بدونها لن تعود الثقافة الى اجندة المواطن اليومية لابد من ادارة فاعلة لتلك المسارح وتوظيف لطاقات المبدعين بالمحليات وربطهم بالمسرح بالتعاون بين المحليات والوزارة وان تخصص المحليات بعض المال من ايراداتها لانتاج اعمال مسرحية وفنية وتنظيم مناشط مختلفة وليس بالخبز وحده يحيى الانسان. الجمهور الذى نشاهده فى ليالى ابداعات المحليات لا يتناسب وقامة الاعمال الابداعية الرائعة والمتميزة التي تعرض والسبب هوضعف الترويج الاعلانى للفعاليات على مستوى المحليات. لم اشاهد بوستراً واحداً ولا عربة اعلام متحركة تجوب الشوارع والتجمعات لتنبيه الناس بالحدث. هل هناك درجات من قبل لجنة التحكيم لافضل ترويج واكبر حشد وافضل تنظيم ؟ من الاشارات الايجابية ان المنافسة افرزت العديد من المواهب الحقيقية فى كل ضروب الابداع وهى تستحق الرصد والرعاية وايضا نلاحظ غياب مشاركة ورعاية القطاع الخاص للحدث؟ . فوتوغرافيا ملونة حالة من التفاؤل المفعم بالامل سادت عقب توقيع الاتفاق بين السودان ودولة جنوب السودان ووزع البعض الحلوى ابتهاجاً بسلام قادم ، نأمل ان تسود روح الوئام ويضخ الاقتصاد العافية فى اوردة وشرايين الثقافة والفنون فى البلدين. [email protected]