القت الحرب التي اندلعت في الفاتح من سبتمبر الماضي بولاية النيل الازرق بظلالها السالبة علي الموسم الزراعي ،لتحول بين المزارعين وحصاد 60% من المساحة التي كانت تبلغ قرابة الاثنين مليون فدان،وتضرر 1226 مزارعا والذين قدرت خسائرهم ب18 مليون جنيه ، ويتساءل البعض هل سيتأثر الموسم الحالي بما حدث في الماضي ،وهل تم تعويض المزارعين المتضررين حسب توجيهات النائب الاول لرئيس الجمهورية ،وكيف جرت التحضيرات للموسم الحالي الذي يشهد هطول معدلات امطار عالية هذه الايام،وللتعرف علي كل مايتعلق بالموسم الزراعي جلست «الصحافة» الي رئيس اتحاد مزارعي ولاية النيل الازرق باكاشا طلحة ابراهيم واجرت معه هذا الحوار فالي مضابطه : *هناك تخوفات من فشل الموسم الزراعي الحالي ،فنرجو ان توضح لنا طبيعة التحضيرات التي تمت في هذا الصدد لتلافي تكرار فشل الموسم الماضي؟ *ماحدث في الموسم الماضي كان نتيجة لاسباب خارجة عن ارادة المزارعين والدولة ،ولكن وبفضل العزيمة وقوة الارادة التي توفرت لدي الجهات الحكومية في المركز والولايات وكذلك مزارعي الولاية تم تجاوز مربع الماضي ،وجاء التحضير لهذا الموسم جيدا بكل المقاييس حيث توفرت كل مدخلات الانتاج قبل وقت كاف وكذلك التمويل،واستطيع التأكيد علي ان الموسم الزراعي الحالي سيكون واحدا من انجح المواسم التي تشهدها الولاية في الفترة الاخيرة،واعتقد ان تكوين لجنة عمليات حكومية لانجاح الموسم الزراعي بالولاية تضم عددا من الجهات يؤكد ان حكومة الولاية تسعي جاهدة لانجاح الموسم. *ولكن المزارعين يشكون من أزمة وقود وصعوبات في التمويل ؟ *قبل الاجابة علي تساؤلكم لابد من الاشارة الي ان المساحة المستهدف زراعتها في هذا الموسم تبلغ 2 مليون فدان ،مليون منها تزرع بمحصول الذرة ،و500 ألف فدان سمسم والمتبقي يستغل في زراعة القطن المطري وزهرة الشمس ومحصولات اخري ،وهذه المساحة المقدرة تؤكد جدية حكومة الولاية ممثلة في وزارة الزراعة ومن خلفها وزارة الزراعة الاتحادية واتحاد المزارعين ،اما فيما يتعلق بالتقاوي فقد استطعنا توفيرها من وزارة الزراعة بما يقدر باثنين مليار جنيه ،وكذلك تبرع ديوان الزكاة بتقاوي بمبلغ وقدره مائة مليون ،والمزارعون تسلموا التقاوي في وقت مبكر من الموسم،اما الوقود فقد تم توفيره بعد التنسيق مع وزارة الطاقة ولاتوجد مشكلة بخصوصه. *ولكن فشلتم في توفير الجرارات في توقيتها المطلوب؟ *قد يكون هناك تأخير قد حدث في الجرارات المتعلقة بشركة جياد التي طلبها عدد من المزارعين وسبب التأخير يعود الي توفير الضمانات وهذه المعضلة نعمل جادين لحلها،ولكن لاتوجد مشكلة في الجرارات فقد وصلت كمية مقدرة الي فرع البنك الزراعي بالدمازين وستوزع علي المزارعين ،كما اننا نجحنا في ارسال جرارات لعدد من المزارعين يوم الثلاثاء ،وبصفة عامة الموقف يبدو جيدا فيما يتعلق بالجرارات. *البنوك رفضت تمويل عدد كبير من المزارعين بالولاية؟ *نعم هناك عدد من المزارعين لم يتم تمويلهم لعدم توفيق بعضهم اوضاعهم مع البنوك التي اكدت توفر المال اللازم لتمويل الموسم الزراعي،ونتمني ان تراعي البنوك ظروف الذين تضرروا من الحرب وتعمل علي تمويلهم،ولكن ارجو الا يكون التمويل سببا لعزوف مزارعين عن دخول الموسم ،ونصيحتي للاخوة المزارعين الذين لم يجدوا تمويلا ان يتجهوا لزراعة المساحات الصغيرة علي حسب استطاعتهم وبالتأكيد من يجود فلاحته حتي ولو كانت المساحة محدودة يستطيع ان يحصد محصولا وافرا. *علي ذكر المزارعين المتضررين من الموسم السابق لماذا لم يتم تعويضهم حتي الان؟ * فيما يلي الاتحاد قام حصر المتضررين وفق طريقة منظمة ودقيقة وشفافة وبلغ عددهم 1126 مزارعا وتقدر خسائرهم ب18 مليارا وبلغت المساحات التي وقع عليها الضرر 268 ألف فدان ،والكشوفات الان جاهزة ،ولكن الاتحاد لم يحظ بعد بفرصة مقابلة الاخ النائب الاول لرئيس الجمهورية والذي نثق تماما في تفاعله مع القضية وتوجيهه بتوفير المبلغ للاخوة المتضررين وذلك لأنه والاخ رئيس الجهورية ظلا يقفان ويدعمان الزراعة والمزارعين بالولاية. *اتحادكم يعاني من الخلافات والبعض توقع ان يلقي ذلك بظلاله علي الموسم الزراعي ؟ *لا اود الخوض كثيرا في هذا الامر وذلك لأننا نركز جل جهدنا لتذليل كافة العقبات التي تعتري الموسم الزراعي والمساهمة مع الاخوة في حكومة الولاية لانجاحه ،ولكن بكل صدق ماحدث اثر كثيرا في تعطيل عمل وفد الاتحاد بالخرطوم ،فالتعدي علي شرعية رئيس الاتحاد في هذا التوقيت الحساس من الموسم الزراعي كان خطأ كبيرا،وهو الامر الذي جعلنا علي يقين بان من قام بهذا العمل او من يقف خلفه يهدف لافشال الموسم الزراعي وصرف انظار المزارعين وشغلهم بقضايا انصرافية لاطائل من ورائها،وكما اكد لك الاخ نائب الامين العام ان اتحادنا كان مضرب مثل في الاستقرار والتجانس وان شرعية الرئيس ليس حولها خلاف ،عموما نشكر كل الذين اظهروا تعاطفا وتضامنا مع الاتحاد ورئيسه خاصة الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي واللجنة المركزية وشكر خاص للاخوين الامين العام للاتحاد والعضو علي جحا اللذين اتصلا علي شخصي واكدا علي شرعيتي،واؤكد ان ماحدث لن يؤثر علي الموسم الزراعي الذي يأتي والبلاد في امس الحاجة لجهد الجميع خاصة المزارعين وسنهدي الاخ رئيس الجمهورية ونائبه الاول وحكومة الولاية والشعب السوداني انتاجية وافرة في هذا الموسم .
