دخل مشروع حصاد المياه بمحلية الدويم الذى جاء بمبادرة من كلية الزراعة والموارد الطبيعية «جامعة بخت الرضا» وباستشارة من مكتب الإرشاد ونقل التقانة وبتمويل من منظمة بلان «وحدة الدويم والعلقة» دخل مرحلة التطبيق، وذلك مع بداية موسم الخريف، خاصة أن المشروع يستهدف الزراعة المطرية بالمحلية، وعلى وجه التحديد منطقة العرشكول، ويعول المزارعون على التجربة كثيراً بعد توفيق لله فى زيادة إنتاج الفدان من محصول الذرة. «الصحافة» التقت الدكتورة نهى أحمد محمد طه من قسم الإرشاد بالجامعة، وهى المستشار الفنى لمشروع حصاد المياه، والتى أبانت أن المشروع جاء نتيجة دراسة استمرت أربع سنوات بالمنطقة المذكورة، نالت على إثرها درجة الدكتوراة، وقالت إنها أخذت التجربة من منطقة القردود «ريفى الأبيض»، مشيرة إلى أنها حققت نجاحاً كبيراً بارتفاع إنتاجية الفدان من الذرة من خمسة إلى خمسة عشر جوالا، وقالت إن ما دفعها لاختيارالعرشكول هو المعاناة التى ظل يعيشها مزارعوها طيلة السنوات الماضية، بسبب فشل المواسم المطرية لعدم تمكنهم من توظيف مياه الأمطار بالصورة التى تؤدى إلى نجاح المحصول، وكذلك لتناسب تضاريسها مع فكرة المشروع، وأضافت أنها عرضت الأمر على عميد الكلية دكتور المعتز بالله بكرى، وأنه أيدها بشدة، وقالت إنها تقدمت للمنظمة بمقترح للمشروع، وتمت مناقشته ودراسة جدواه، ومن ثم تمت الموافقة على تمويله ومتابعته حتى يحقق أهدافه، وأوضحت أن المشروع يستهدف فى المقام الأول محصول الذرة دون غيره من المحاصيل لتناسبه مع الفكرة وباعتباره المحصول الغذائي الرئيس لأهل المنطقة. وذكرت أن المشروع يعتمد على نظام التروس لحفظ المياه حتى نضج المحصول، مبينة أنه وفى شهر أغسطس عادة ما تشهد المنطقة سيولاً تتلف المحصول. وفى سبتمبر تقل الأمطار مما يؤدى لعطش المحصول وهلاكه، وقالت إنه يتبع خمس معاملات حسب تضاريس المنطقة التى تقع فيها الحواشة، حيث أوضحت أن المنطقة التى تقع فى مواجهة السيول تكون التروس فيها من الحجارة، وتكون شديدة الانحدار فى شكل «سراويس»، وذات الانحدار المتوسط يواجه تروساً فى شكل أقواس، أما التى لها انحدار خفيف فتكون تروسها فى شكل الحرف الإنجليزى (L)، وبالنسبة لتلك التى يكون سطحها شبه مستوى فتحرث بمحراث الإزميل، وقالت إنه تم تبصير المزارعين عبر دورة تدريبية حاضر فيها خبراء من كلية الزراعة ومكتب الإرشاد ونقل تقانة المعلومات، وقد أكسبتهم الدورة الكثير من المعلومات والخبرات المهمة. وحول مراحل تنفيذ المشروع أوضحت الدكتورة نهى أنه مر بخمس مراحل بدءاً بمرحلة تنوير المزارعين فى أبريل الماضى، ثم مرحلة وضع حيازات المزارعين لتحديد إحداثياتها، ثم مرحلة التنفيذ بعمل تروس على المزارع، ومرحلة بيانات الإرصاد الجوى لقياس معدل هطول الأمطار بالمنطقة، وأخيراً مرحلة تثبيت المعلومات وتركيز الفكرة، وأبانت أن هنالك خمسين مزارعا بدأوا منذ أيام تنفيذ الفكرة وأنه تمت حراثة فدانين مجاناً لكل مزارع حتى يتيقنوا من جدية الفكرة، وقالت إن ذلك دفع بعضهم لحراثة عدد كبير من الأفدنة وبالسعرالتجارى. وأكدت نهى فى ختام حديثها ل «الصحافة» أن مشروع حصاد المياه بالعرشكول يتوقع أن يزيد من إنتاجية محصول الذرة بصورة كبيرة، مشيرة إلى أن أهم عوامل نجاحه قد توفرت وعلى رأسها قناعة المزارع بفوائده. من ناحيته فقد أشاد الأستاذ أحمد آدم منسق المشروع بمنظمة بلان بالدويم بالمشروع، وقال إن به تقنية جديدة فى الزراعة المطرية ومهارات، وأن هنالك تعاوناً كبيراً من المنظمة وكلية الزراعة ومكتب الإرشاد بالدويم والمجتمع المحلى، وأبان أن المشروع يستغل موارد المياه بصورة مثلى، وينتج عنه توفير المياه الكافية لمحصول الذرة، وقال إن ذلك سيزيد من الإنتاج وبالتالي زيادة دخل المزارعين، وسينعكس ذلك إيجابا على وضعهم المعيشى، خاصة بالنسبة للأطفال محور اهتمام المنظمة، وأكد أن التجربة التف حولها الكثير من الجهات، مشيرا إلى أن هنالك قناعة كبيرة بفوائدها، وأبان أن ذلك دفع بعض المزارعين غير المنضوين تحت لواء المشروع للمطالبة بتطبيق التجربة وعلى حسابهم الخاص، وقال إن المشروع الآن يحتاج للمتابعة ويجب ن تتضافر الجهود من الجميع فى المرحلة المقبلة. الكثير من الجهات والمزارعين ينتظرون النتائج بعد انتهاء الموسم المطرى، حتى يتم نقل الفكرة إلى مناطق شبيهة ويستفيد منها أكبر عدد من المزارعين.