٭ في شهر رمضان، يقبل الناس على تناول الكنافة والقطائف، وقد عرفت الكنافة والقطائف، منذ زمن بعيد، قيل إنها قدمت أول ما قدمت لسليمان بن عبد الملك، ليتسحر بها، وكان ذلك في أول المائة الثانية من الهجرة، وقد صنعها له طهاة حلب. ٭ قال ابن فضل الله في المسالك، كان معاوية رضى الله عنه، يجوع في رمضان جوعاً شديداً، فشكا ذلك إلى محمد بن أتال الطبيب، فاتخذ له الكنافة، فكان يأكلها في السحور، فهو أول من اتخذها. ٭ وكانت الكنافة والقطائف، من أنواع الحلوى التي قلما تخلو منها موائد الصائمين في شهر رمضان أيام الفاطميين. ٭ واحتفى الشعراء بالكنافة والقطائف، ويحتوى ديوان العرب على قصائد، قيلت خصيصاً في القطائف والكنافة. ٭ ولعل الشاعر أبو الحسين يحيى الجزار، أشهر شعراء الكنافة، اشتهر بها واشتهرت به: حتى قيل: قيس ولبنى، وجميل وبثينة، وابن زيدون وولادة، وأبو الحسين والكنافة. ٭ فالكنافة كانت بالنسبة إلى أبي الحسين، فتاة أحلامه، وهي المعشوقة التي تتأبى عليه وترميه بالغدر، وهو المعذب الحائر الذي يتعجب كيف تتهمه بذلك، وهو الحافظ للود، الأمين على العهد، فهي الحبيبة التي ملكت مشاعره، يقول أبو الحسين: عجبت لها في هجرها كيف اظهرت على جفاء صد عني جنانها ترى اتهمتني بالقطائف فاغترت تصد اعتقاداً ان قلبي خانها ٭ وأبو الحسين يرى في الكنافة والقطائف، لذة أعذب وأحلى من لثم المراشف: تا الله ما لثم المراشف كلا ولا شم المعاطف بألذ وقعا في حشاي من الكنافة والقطائف