٭ نواصل ما بدأناه في هذه الزاوية عن ملايين الفقراء في بلادي في ارض الفرص السودان.. ٭ قابلت فقراء كثر وهؤلاء من شد ما اطال بينهم الشقاء حتى اظن انه وصل مرحلة اصبحت بالنسبة لهم معاشرة البؤس والشقاء والحرمان شيئا تطمئن اليه قلوبهم كما تطمئن النفس للصحة والعافية.. ولا يلتفت منهم اليه احد لأن الانسان لا يلتفت الى الهواء الذي يتنفسه والنور الذي يهتدي به، هكذا حال البؤس بينهم، من غير ان يتحرك احد اليهم او من غير ان يوجد بينهم ابن متعلم يلفت اليهم انظار الحكومة ويرفع تظلماتهم لأعلى مستوى وبذلك طال بينهم البؤس والشقاء.. وما زلت اقول ان هؤلاء ملأوا السودان نعمة وخيرا عبر الزراعة وغيرها من المهن ولكن للأسف ملأ السودان حياتهم بؤسا وشقاء.. اما آن لهؤلاء ان يرتاحوا قليلا من هذا الشقاء والحرمان..؟!! ٭ إنني اوثر ان اتحدث الى قلب الحكومة وما يضرب فيه من عاطفة وما يشيع فيه من شعور وألفتها الى هؤلاء البؤساء الذين انتشروا في ارض السودان حتى وصلوا درجة اسرفوا في الوجود.. حتى اعتقدنا او كدنا نعتقد بأن في السودان لا يوجد غيرهم الا المئات من البشر.. ٭ واقول بكل وضوح ان في حياة كل واحد منا نحن كثرة السودانيين شيئا من البؤس والحرمان لأننا لم نحدد صورة محددة للبؤس والشقاء والحرمان.. ٭ واعتقد ان القاريء العزيز يعرف ان هناك بؤسا لم يأتِ من الفقر الذي يستتبعه الجوع الذي يمزق البطون والعدم الذي يمزق الثياب ويظهر من ثناياها الصدور والظهور والاكتاف، وهناك عزيزي القاريء ما هو شر من الجوع والعدم، هناك امراض تتصل بالنفوس والقلوب ومثل هذه تضاعف آلام البؤس.. ٭ في السودان أناس تمتليء ايديهم بالمال ويعظم حظهم من الثراء حتى يضيقوا به ولكنهم لا يساعدون به الفقراء انه البخل وعدم المروءة.. إنني اناشد مجتمع الاغنياء ليساعد الفقراء في بلادي بالدعم والمؤازرة وفي ذلك خير وفير لهم وبما ان الشيء بالشيء يذكر اذكر انني شاهدت في احدى القرى ان رجلا ميسورا كفل يتيما يدعى يوسف ناداه وكساه أجمل الثياب اذكر ان يوسف ذلك الطفل اليتيم خرج بثوبه الجديد مسرورا محبورا تكاد ساقاه تسبقان الريح عدواً ويكاد صوته المرتفع بالغناء يسكت الطير التي كانت ترقص علي اغصان الشجر .. فرجل افرح يتيما لهذه الدرجة حتماً سيفرحه الله يوم الفزع الاكبر، ولعل هذا ما يسعى له كل اصحاب القلوب الرحيمة والعقول الكبيرة ربي اجعلني وأحبتي منهم.. ٭ اذا تكافل المجتمع وتراحم فلن يكون هناك فقير معدم، وبغير ذلك يكون الغنى عند الاثرياء البخلاء محنة ومصيبة مثلما يكون الفقر والحرمان فتنة.. ٭ انني ادعو جميع الاغنياء للأخذ بيد الفقراء لأنهم جميعا فقراء وأغنياء سينتهون الى مكان لا يكون فيه ثراء ولا حرمان،لا يكون فيه فقر ولا غنى لا يكون فيه يسر ولا عسر، يوم تحقق فيه المساواة بين الناس جميعا، يوم يصيرون الى التراب كما خلقوا من التراب.. ٭ ومن المصادفات العجيبة وأنا اضع آخر نقطة في هذا العمود الذي يتحدث عن حالة البؤساء فإذا به يرن الهاتف معلنا عن وصول رسالة تعلن عن حالة مريضة بائسة فقيرة لا تستطيع توفير ثمن علاجها، واليكم نص الرسالة: مناشدة لأهل الخير.. مريضة مصابة بالتهاب الكبد الوبائي لا تملك رسوم الفحوصات والعلاج ولا حول ولا قوة لها.. تطلب مديد العون من اهل الخير. للاتصال على سستر إيمان 0910746866 اخي الشكري في عمودك لو سمحت.. هكذا جاء مضمون الرسالة لتعكس صورة من صور المعاناة .. فمن يا ترى سيظفر بأجر هذه المريضة.. ؟!! إنها مريضة تتطلع الى الواجدين لعلهم يحسون نحوها بالعطف الذي يجب أن ينتشر.. وللحديث بقية... ٭ خارج النص:- فقدت قناة العربية قيمتها وهي تروج للكذب وتضليل الناس للنيل من الاستاذ علي عثمان محمد طه.. مثلما ظلت منافستها الجزيرة تقوم بمحاولات يائسة لخلق ربيع في السودان.. وما هكذا يصنع الإعلام الحقيقي.. إن هذه القنوات فقدت مصداقيتها وبالتالي سقطت في نظر الشعوب..!