مثلما فعلت جوبا مطلع هذا الاسبوع بورقة تفصيلية وسمتها باتفاق الحل الشامل للقضايا تركزت ابرز نقاطها في الجانب الاقتصادي، عرضت الخرطوم امس حزمة من النقاط تخاطب الملف الامني الشائك بين الدولتين، لكن مابين مقترح جوبا وورقة الخرطوم تبقي مسافة الوصول الي نقاط مشتركة هي الامر الاصعب في ما تبقي من زمن. مقترحات الدولتين المطروحة الان تفصلها ستة ايام عن انقضاء مهلة مجلس الامن المحددة بالثاني من اغسطس القادم، وتأتي بعد اربع جولات تفاوضية عنوانها الابرز كان الفشل في الوصول الي نقطة صفر تمكن الجميع من تحديد المناطق العازلة المنزوعة السلاح بين الدولتين، وهو خلاف لازال ماثلا حتي الان وان قللت الخرطوم من عمقه ، فالسفير مطرف صديق عضو وفد التفاوض يقول ان الخارطة الاممية التي قدمتها الوساطة مقبولة للسودان بنسبة 95% ، واضاف هناك خلاف طفيف تحديدا بمنطقة 14 ميل، بيد ان جوبا وعبر وزير رئاسة مجلس الوزراء دينق الور اعتبرت امس ان القضايا الامنية بين الجانبين عقبتها تتمثل في موقف الخرطوم الرافض لخارطة الوساطة الافريقية التي تحدد المناطق العازلة، وتابع سيكون اي حديث عن حلول غير مجدي مالم نتفق علي منطقة صفر، وقال دينق الذي تحدث ل»الصحافة» «قدمنا للخرطوم حلا اخر وهو ادارة المناطق الخمس الخلافية بطريقة مشتركة بعد نزع السلاح لكنهم يرفضون بسبب منطقة 14 ميل جنوب بحر العرب». لكن علي ظل ما قدمه طرفا التفاوض خلال الايام الثلاثة الماضية يري مراقبون ان الدولتين عبر تحركاتهما تبحثان عن داعمين، ويقول المحلل السياسي الدكتور أحمد محمد الحاج ل «لصحافة» امس ان الطرفين يرسلان عبر مقترحاتهما برسائل للمجتمع الدولي بغرض كسب داعمين حال انتهاء المهلة دون احراز تقدم او اتفاق، عن امكانية توصلهما الي حل، يضيف الحاج مسارات التفاوض الحالية لا تشير الي امكانية تحقيق اتفاق مستقبلي، وزاد الان الثقة بين الجانبين منعدمة وهو ما يجعل ارضية الاتفاق قابلة للانهيار. الطرفان حتى الآن لم يخرجا بمواقف معلنة للرأي العام حول المهلة المقتربة من نهايتها ، فجوبا لاتري ضرورة للتمديد في وقت قالت فيه الخرطوم اكثر من مرة بان المهلة غير نهائية، الا ان المحلل السياسي والكاتب الدكتور الطيب زين العابدين في حديثه مع «الصحافة» يقول ان التمديد للمهلة ليس امرا مستحيلا باعتبار ان تحديد السقف الزمني ليس سوي ضغط للطرفين لانهاء النزاع، واضاف لكن الامر يتوقف علي تقرير الريس امبيكي، وهو من المقرر ان يكون عشية اليوم لكن تسريبات من مسؤولين بالآلية الرفيعة نقلوا ل»الصحافة» بعض المحاولات لتأجيل التقرير حتي مطلع الشهر حتي يشمل كل التطورات حتي اخر لحظة، فهنا بمقر التفاوض كل الاحتمالات الان ممكنة، حتي المسافة بين الطرفين يعتبرها زين العابدين ليست ببعيدة باعتبار ان هناك إرثا كبيرا من الاتفاقات في كافة القضايا يمكن المضي بها الي الامام وتحقيق سلام بين الجانبين. وبالعودة لمقترحات وفد الحكومة السودانية المقدمة للوسيط الافريقي ووفد دولة جنوب السودان اعتبرها مطرف صديق في مؤتمر صحفي نهار امس مقدمة لحسم القضايا المعلقة بين الطرفين حول الملف الامنى وتركزت نقاطه بدعوة الى الانسحاب الفورى للجيشين ونزع سلاح الحركات والمجموعات المسلحة والمتمردة ضد الدولتين وابعادها الى مسافة لاتقل عن خمسين كيلو من المنطقة المنزوعة السلاح ، وقف الدعم لمقاتلى ولايتى جنوب كردفان والنيل الازرق، ودعا الوفد السودانى حكومة الجنوب الى عدم تجنيد ابناء السودان فى الجيش الشعبى بما فى ذلك الذين تم منحهم الجنسية الجنوبية بجانب الالتزام بضمان حرية حركة وسلامة المواطنين والرعاة، وان يلتزم الطرفان بعدم استخدام القوة لحل النزاعات حول الحدود، وطالب المقترح بانسحاب الجيش الشعبى من اربع مناطق سودانية يقوم باحتلالها، غير ان الور شدد علي ان الحديث عن دعم حركات وتبادل الاتهامات لن يأتي بالسلام للجانبين، قاطعا بفك ارتباطهم بالحركة الشعبية شمال السودان. بشروق شمس اليوم تكون فقط الايام الفاصلة هي 5 ايام، هناك من يتحدثون عن تمديد لكنه مشروط بينما تقول جداول التفاوض لما تبقي من ايام ان الخرطوموجوبا اليوم وجها لوجه امام تفاصيل النفط وخطوطه الممتدة، بيد ان زين العابدين يشدد علي ان أبيي يمكن ان تأتي بالحلول الكاملة.