وصلت المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال،بشأن ايصال المساعدات الانسانية لولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان الى طريق مسدود،بعد تمسك وفد الحكومة بحل القضايا الامنية قبل البدء في ايصال المساعدات. وعلمت»الصحافة» ان الوساطة الافريقية تدخلت لانقاذ المحادثات من الانهيار،ودعت الطرفين،الحكومة وقطاع الشمال لمواصلة المفاوضات. وقال عضو في الوفد الحكومي ل»الصحافة»، ان الوفد اخطر الوساطة ضرورة التوصل الى اتفاق حول القضايا الامنية أولاً،مشيراً الى ان ادخال المساعدات للمنطقتين قد لا تصل لمستحقيها وتذهب للمتمردين. وبينما رشحت انباء عن بدء الطرفين اليوم الجمعة المحادثات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال في المسار السياسي تحت رعاية الآلية الأفريقية للوساطة برئاسة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو أمبيكي ،اشارت المصادر الى ان الوساطة رأت ضرورة تجاوز المسائل الانسانية واكمال ما تم خلال الايام الماضية. من ناحيتها، اعلنت الحركة الشعبية قطاع الشمال أمس إنها لا تنوي الدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة في الوقت الراهن، وأن حضورهم إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا جاء بدعوة من الوساطة الأفريقية. وقال الأمين العام للحركة ياسر عرمان في تصريحات صحفية إن حضورنا بدعوة من الآلية رفيعة المستوى لمناقشة الشأن السياسي وإيقاف الحرب في الولايتين. وأكد عرمان الذي وصل للعاصمة الأثيوبية أديس أبابا برفقة اثنين من قيادات الحركة السياسيين أن الخرطوم الآن تتمسك ،ومن المنتظر ان يصل وفد الخرطوم المفاوض في المسار السياسي مع الحركة برئاسة كمال عبيد اليوم. وفي الخرطوم أعلن المؤتمر الوطني ، موافقته على «موجهات اجراء حوار شامل مع جميع الفعاليات والقوى السياسية» لتحقيق السلام في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان اللتين شهدتا مواجهات عسكرية مع قوات الحركة الشعبية- قطاع الشمال. وكان المؤتمر الوطني رفض في وقت سابق أي حوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة كل من مالك عقار وعبدالعزيز الحلو وياسر عرمان. وأجاز المكتب القيادي للحزب في اجتماعه الذي انتهى في ساعات متأخرة من صباح أمس، عدداً من الموجهات التي اعدها القيادي بالحزب كمال عبيد بتكليف من المكتب القيادي. وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني، الدكتور نافع علي نافع، في تصريحات صحفية عقب الاجتماع، ان المكتب القيادي للحزب أكد ضرورة الوصول لحل سياسي في المنطقتين عبر الحوار باعتبار أن الحل السياسي هو الذي يفضي لتحقيق الاستقرار الشامل في المنطقتين،وكشف عن أن عبيد رفع عدداً من المقترحات والموجهات في هذا الصدد، بعد ان أجرى اتصالات واسعة لتصبح «هادية» لحوار شامل ومع جميع الفعاليات والقوى السياسية. من جانبه، أوضح كمال عبيد، أن المكتب أجاز الموجهات التي رفعها بخصوص اجراء حوار شامل لتحقيق السلام بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأوضح أن الحوار سيكون عبر مسار منفصل عن الحوار مع حكومة الجنوب وذلك باعلان واضح بفك الارتباط السياسي والعسكري بين المنطقتين ودولة الجنوب باعطاء قضية وقف اطلاق النار والترتيبات الأمنية أولوية في أي حوار. وذكر عبيد أن الاتصالات التي تمت أكدت على هذه المعاني التي أمَّن عليها المكتب القيادي واعتمدها، منوهاً الى أن التقارير ستتواصل للمكتب بعد كل لقاء للنظر في وفود التفاوض.