في يوم الأحد 2012/7/7م، والدنيا عصر رحل زول سوداني ملاحمه مرسومة جواي وانسانيته قمة من الشفافية، وكان صوته في الحياة لا تسمعه لشدة تهذيبه وتأدبه رسم بالكاميرا اجمل اللوحات وكتب بالكاميرا اروع المقالات.. صاحبنا فات.. صاحبنا انكسرت كاميرته وتدفق حبر الكلام.. طارق محمد الأمين حمزة فريجون ودع هذه الدنيا الفانية وقد انفجرت عواطفي ولم استطع حبس دموعي وخنقتني العبرة على اخي وصديقي، شريط من الذكريات والرحلات في خلال عدد كبير من السنوات يمر في ثواني عن شخص احب الاخراج واحب مجائليه وزملاءه مر سريعا كالطيف وكأنه برق لا يومض في مكان واحد مرتين مواقف وتجليات شفافية واندياح طارق يا حلو المحيا يا عالما بالصبر جمعت اجمل اللقطات من حظيرة الدندر وانت تنتظر عند كل قرش حتى ترد الحيوانات الماء لترتوي وليرتوي التكوين عندك في كاميراتك كمعادل بصري للجمال وبالصبر والجمال صبرت حتى رحلت والصبر تبدى عليك برغم المعاناة ولم تشكُ وكتمت احزانك والألم في كبرياء كأنك شمس تضيء كما اضاءت سلسلة افلامك وأنت تبحث في الانغام والايقاعات والامثال السودانية التي تشربتها بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان وتخرجت فيها في بداية الثمانينيات لتلتصق بالتلفزيون مخرجا وتتجه نحو مسار البحث في الحياة السودانية في زراعتها وانت ترافق الراحل المقيم نور الدين سيد احمد مخرجا وباحثا في حقول السودان وخضرته برفقة المصور .. ابراهيم عبدالجليل اطال الله عمره فقد رويتم ارض السودان بالعرق ورسمتم سوداناً أخضرَ في برامجكم ووفاء لمسيرة خضراء تحدثت لنا عن مواقف وذكريات مع الراحل نور الدين كما انك قد اتجهت في مسيرة توثيقية للحياة السودانية وانت مخرج مع العالم الراحل الباحث الاستاذ الطيب محمد الطيب في صور شعبية، ذلك البرنامج التلفزيوني الشهير الذي غطى كثيراً من موضوعات الحياة السودانية والثقافة السودانية بثرائها العظيم. وقد سجلت ومنتجت وعرضت الصور والافلام وكتبت اجمل مقال في رحيل الطيب محمد الطيب ايها الطيب دوما اخي طارق فريجون كيف نتحمل رحيلك وصبرك هز الجبال رأسا ملامحنا ومعالمنا وشخوصنا وكأنني اخي طارق في مدينة السراب والحنين مع اديبنا معاوية محمد نور وانت يا طارق تحزم حقائب الذكريات وتسلمنا لها اذنا بالرحيل وجسدك مفجوع من الألم ولكن ظلت روحك صابرة وانت تبتسم لمدة ثمانية اشهر عندما يأتيك زائر من اخوتك وزملائك في التلفزيون وانت تشد الرحال لمصر مستشفيا وانت تعود لأسرتك يا ربي اجعل مرضك كفارة وصبرك ثواب عند رب العالمين.. لأنك سافرت بجسارة الصابرين ورغم مرارة الفراق والزلزال النفسي الذي اصابنا وخسارة الثقافة السودانية فيك الا اننا نحمد الله انك رحلت في شهر الفضائل شعبان وعند التشييع امطرت السماء ولعلها بشارة خير لأنك من العقد النضيد العامل بالتلفزيون، وقد تقاطروا جميعا عاملين وعاملات لوداعك والكل يعزي الآخر حتى آمنه جاءتك بعد زمان تبكيك وتعزي نفسها اخوتك الذين تركوا العمل للمعاش مدني محمد عمر وسيد محمود وعلي احمد امام وموسى محمد علي ومحمد شريف ابراهيم وابراهيم عبدالجليل كلهم كانوا حضورا في وداعك وهم يدعون لك بالمغفرة والرحمة. وقد كنت رحيما معهم وانت تسأل دائما عن الحال والاحوال خلال اكثر من ربع قرن في تلفزيون السودان من العطاء والتفرد في التعامل الانساني وانت تتجول في هذه الدنيا في برنامج دنيا مع دكتور خالد البلولة تأثرك مواقف انسانية وتنسرب الى مسام شخصيتك ابداعات واشراقات اهل بلادي وما بين ذلك تفتش لأبنائك جاسر وماجد.. مكانا في الحياة السودانية وانت ذاهب معهم للمدارس وملحقهم في العطلات المدرسية بورش الرسم الجماعي مع الفنان علاء الدين الجزولي.. لقد صارت رفقتك لي خلال اكثر من خمسة عشر عاما ونحن نتجه ناحية ابي سعد بعربتك او بالمواصلات او ترحيل التلفزيون رفقة حياة ومشاركة في هموم الحياة اليومية وانت ايها الطارق تفكر بصوت مسموع حتى كنا نعرف ما في جيبك من نقود وانت كذلك تعرف ذلك ايها المؤثر كأنك ظلنا تفارقنا وكأننا ظلك نفارقك ونرسم في داخلنا لك اطيافاً من الذكريات بين المخرجين مجدي يسوع ومجدي مكي شكر الله وعيساوي وقمش والشفيع ابراهيم وابراهيم عوض بين الموظفات انت يا طارق فريجون اخو البنات آمال مرجان وسامية عبدالله وماجدة عوض وبين اهل التلفزيون انت رحلة من الذكريات مع خالد عبدالمجيد.. وانت سادن للمعرفة مع الخواض في المكتبة المقروءة وانت شريط منتوج من شلال السبلوقة او من المواد المنتجة في شكل افلام قصيرة في برنامج بيتنا مع النور معني ان حضور في الاستديوهات في سهر الموردة مع الفنان مصطفى سيد احمد .. طارق فريجون ايها الراحل المقيم فينا ما حيينا انت حضور في مكتب التصوير البرامجي مع عباس سليمان - ومصدق حسن وموسى اندريا والفاتح مهدي حجوزات ومثاقفات لأنك كنت نسمة بين الناس وعند المطر وعند الرحيل كانوا مشيعين من الادارة العامة ومن الترحيلات ومن كل الاقسام كنت اخ لهم لأنك دائما كنت تتبع حركة التاريخ الاجتماعي فقد بنيت لك في داخلي بيتاً لانسان سوداني رائع لأنك بنيت مدخل بيتك باب سنط وفي ذلك اشارة لعزتك واعتزازك بالحياة السودانية وانت تنال دبلوماً من معهد الدراسات الافريقية والآسيوية وكنت مميزا حسب افادة بروفسير محمد المهدي بشرى وانت تدرس الفلكلور واهلنا بقولوا لو داير تعرف الزول اكثر سافر معاه وقد سافرنا معك في حضرة الملوك سهرة من الروصيرص وشندي ونيالا وكانت نعم الصحبة مع الاخت ماجدة عوض وكنت في ميناء المك شرق سنجة في حضرة المك يوسف حسن عدلان وابنه المانجل الفاتح وحضرة الملوك كانت - بحث في الحياة السودانية وجاء الخريف وجاء خور كركرة يحمل شدرالعرديب وكانت نيتك عندما يجيء الخريف ان تذهب مع الصديق بخيت محمد علي بخيت للحمادي بمحلية القوز لتتابع مسار بقارة فريق آل حمدوك وانت مفتن بسرير الدنقل ولكن جاءك الموت ورحلته وتركته تاريخ وفن وابداع ورسمته سماحتك في دواخلنا ونتضرع الى الله ان ينزلك مع الصديقين والشهداء ببركة هذا الشهر المبارك شهر رمضان .وان يلهم والدك وزوجتك سلمى اسماعيل حميدة الصبر وان يجعل البركة في ذريتك.. ولك الرحمة ونيابة عن مخرجي التلفزيون نعزي لك من يعرفك ومن ذكر حضورك من الاخوة بالتلفزيون بالاخبار والمركز الصحفي والهيئة النقابية ومدير القناة القومية محمد ابشر عوض السيد والرحمة والمغفرة لزملائنا الذين رحلوا في الايام الفائتة المذيعة منى بابكر واسماعيل دوكة وبكري مطر.. الرحمة تغشاكم أجمعين آمين.. dakhilala@ hotmail.com