أكد المبعوث الرئاسي الاميركي الى السودان وجنوب السودان برينستون ليمان ،أن الولاياتالمتحدة تسعى الى اصلاح وتحسين علاقاتها بالسودان، شريطة قيام الخرطوم بتبني الديمقراطية واحترام حقوق الانسان في البلاد. وقال ليمان في حديث له في المجلس الأطلسي -وهو مركز أبحاث يعنى بالسياسة الخارجية ومقره في واشنطن- ان الولاياتالمتحدة ترغب في أن يكون لها علاقات طبيعية، بل وتكون منتجة مع السودان. وأعرب ليمان عما وصفها بمشاعر الحزن ازاء توتر علاقات بلاده مع السودان، مضيفا أنه كي تعود المياه الى مجاريها، فلا بد للخرطوم من أن تتخذ أولا من الديمقراطية منهجا وأن تتعهد بضمان حقوق الانسان في البلاد،وقال: «كانت هناك خارطة طريق لتطبيع العلاقات مع الحكومة السودانية، وان الرئيس باراك أوباما أكد للمسؤولين في الخرطوم اذا التزمتم باقامة الاستفتاء في موعده واعترفتم بنتائجه سوف نقوم برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وصولاً الى رفع العقوبات الاقتصادية ومخاطبة البنك الدولي لاعفاء الدين السوداني، وبعد اقامة الخرطوم للاستفتاء في موعده والاعتراف به، وجه الرئيس أوباما الجهات المختصة للمضي قدما في اجراءات رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب في خلال ستة أشهر وابلاغ الكونغرس بهذه الخطوة للرد عليها في خلال خمسة وأربعين يوماً»،و تابع: «خلال هذه الفترة، حدث تطوران مهمان، كانا اندلاع القتال في جنوب كردفان في يونيو 2011، وانتقل في وقت لاحق الى النيل الأزرق بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية-قطاع الشمال»،وأضاف: «المسؤولون السودانيون يقولون انهم كلما اقتربوا من الوصول الى المرمي نقوم نحن بتغييره، لكن هذا غير صحيح، هم الذين لا يلتزمون بقواعد اللعبة». وأضاف انه يتوجب على السودان أن يوقف القصف الجوي وأن يرحب بالعروض الدولية الساعية لتقديم المساعدات الانسانية للمدنيين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والذين حاصرتهم نيران المعارك الدائرة بين القوات السودانية والمتمردين. كما دعا ليمان السودان الى ضرورة ايجاد حلول مجدية للقضايا العالقة مع جنوب السودان، يكون من شأنها استئناف التجارة بين البلدين الجارين، مشيرا الى أن الولاياتالمتحدة تسعى لوقف الاقتتال في جنوب السودان والى تشجيع دولة جنوب السودان على تطبيع علاقاتها مع الحكومة في الخرطوم. وذكر ليمان ان بلاده تدعم أيضا دور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة، مضيفا أن تحسين العلاقات الأميركية مع الخرطوم يعني التبادل بين الكليات والمدارس العسكرية بين البلدين. ورأى أنه بتحسن العلاقات الأميركية السودانية، فانه سيكون هناك دور للجيش السوداني ضمن عمليات قوات حفظ السلام الدولية، بل وتنشأ علاقات اقتصادية بين البلدين، وتصبح الخرطوم داعمة في الحرب ضد «الارهاب». وشدد السفير ليمان على استحالة مخاطبة قضايا اليوم بنفس طرائق الأمس، مبيناً أن السودان يحتاج الى «تجديد نفسه» واتخاذ مسار آخر غير المسار الحالي، وأضاف: «على الحكومة أن تظهر نفسها على أنها حكومة مسؤولة، تلتزم بالديمقراطية، واحترام حقوق الانسان، وأنه سيتم الانتقال الى اضفاء الطابع المؤسسي على هذه القضايا من خلال عملية دستورية تستند الى حد كبير على مشاركة ورضا جميع الناس في البلاد، و اذا كانت نوايا الحكومة واضحة وذات مصداقية للشعب السوداني، ستكون ذات مصداقية للمجتمع الدولي.