فى صبيحة يوم من ايام عام 1991 -وقف الأذَّان فى سكينة وطهر ينادى للصلاة ---ولم يدرِ ان هناك غدر وخيانة يحيط به وبسكان القرية التى تسمى بالدخن --فقد هاجمت كتيبة من المتمردين وهى بكامل عتادها هذه القرية الصغيرة بمساعدة بعض ضعاف النفوس من ابناء الجبال الذين باعوا قضيتهم ورهنوا ارادتهم للجنوبيين - لماذا هوجمت هذه القرية الصغيرة والتى لم يتعدَّ سكانها فى ذلك اليوم 70 شخصا؟ نعم لقد تم مهاجمتهم لانهم رفضوا السياسة ورفضوا ما يسمى بالتمرد ، فسكان جبل الفرسان بصفة عامة لم يحظوا بالتعليم سوى القلة الذين ساعدهم الحظ فى مواصلة تعليمهم فى تلك الفترة . والتاريخ يشهد لهذه المنطقة بمجاهداتها والتصدى للعدوان السافر والدفاع بشراسة عن هذه البقعة حتى كتب الله لهم النصر (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة، ان الله مع الصابرين) فقد صبرالاهالى وثبت فرسان (قرية الدخن) حتى طلوع الشمس وحينها كانت القرية قد اصبحت رمادا والدخان يغطى عنان السماء -والذخيرة تنهال وابلا حتى بلغت الساعة العاشرة - حينها ادرك الغزاة بان الامور ليست فى صالحهم - فولوا الادبار وتركوا قتلاهم وقد فاقوا ال 118 - وكنا قد فقدنا 21 شهيدا رجالا ونساء - ومن ثم لحق الفزع من كل قرى الفرسان والكاركو والكاشا ومن هذا الموقف النبيل اتت تسمية المنطقة بجبل الفرسان - وهذا السرد للذين لا يعرفون من اين اتت التسمية ومنذ عام 1991 حتى تاريخ اليوم تعرضت هذه المنطقة لعدة هجمات من قبل الحركة الشعبية - لا لشىء سوى ان سكان هذه المنطقة مسلمون من الدرجة الاولى وان نهجهم هو القرآن والسنة النبوية - وقد ساعدهم ذلك فى خلق علاقات طيبة على الصعيد المحلى وعلى المستوى الاتحادى - فالشيخ عمر اسماعيل خير مثال -وهو الحائز على عدة جوائز على المستوى الاتحادى فى التلاوة والحفظ - والآن يعمل استاذا بجامعة ابو زبد -وعلى الصعيد الخارجى فان العلاقة ممتدة بالمملكة العربية السعودية -فالصرح الوحيد الموجود بجبل الفرسان هو المجمع الاسلامى - وهو هدية المملكة لجبل الفرسان - مواطنو جبل الفرسان بسطاء فى تعاملهم - ولا يفقهون شيئا فى السياسة -فهم مزارعون ورعاة -ويهمهم فى المقام الاول حماية ارضهم وعرضهم واموالهم - ولم يسبق ان اعتدى احد من الفرسان على شخص دون حق ايا كان الاعتداء . اهل الفرسان كانوا صمام الامان لكل سكان الجوار من العرب او النوبة ونتيجة لهذه الميزات الجميلة ومكارم الاخلاق - حاول بعض المنسوبين للحركة الشعبية النيل من سكان هذه المنطقة - ولكن هيهات فإن الله ناصر عبده مادام العبد فى طاعة ربه. شعب بهذه المواصفات يندروجوده فى زماننا هذا ومن هذا المنبر اسمحوا لى ان اتقدم بهذا النداء لحكومة جنوب كردفان -ماذا قدمت لهذا الشعب (شعب جبل الفرسان) وكما اشرت من قبل فان اهل الفرسان يختشون من مد اليد طلبا لمعونة ولو من اقرب جار مهما كان هول المصيبة نعم انهم شعب صابر ويتحمل كل الصعاب ويشهد لهم الاهل فى جنوب كردفان - وفى شمال كردفان واخص محلية ابوزبد ونداءآخر للحكومة الاتحادية وحكومة الولاية بان ابسط ما يمكن تقديمه لهؤلاء الفرسان 4 كبارى صغيرة حتى لا تنقطع بهم السبل فى الخريف كما يحدث كل عام وهم يرتادون مدينة ابو زبد. اقل ما يمكن تقديمه لاهالى هذه المنطقة التصديق لهم بوحدة صحية مع توفير الادوية المنقذة للحياة اسوة باخوتهم فى كل ربوع السودان الفرسان مزارعون من الطراز الاول - ويعتمدون على الزراعة التقليدية - فهل لنا ان نعشم من حكومة الولاية والمركز فى توفير آليات زراعية وملحقاتها كمكافأة بسيطة يستحقها هذا الشعب النبيل ؟ اما التعليم فحدث ولا حرج رغم نبوغ ابناء هذه المنطقة وبالرغم ان البيئة غير جاذبة ويعانى فيها المعلمون الصعوبات فمن الصعوبة بمكان ان يرتضى المعلمون العيش فى ظل هذه الظروف سالفة الذكر هذه اضاءات بسيطة لشعب وهب كل حياته من اجل الكرامة والحفاظ على تراث الاسلاف الذين حافظوا على ارض الوطن وتوارثوه ابا عن جد حتى تاريخ اليوم . نتمنى ان يسمع صوتنا - صوت الغلابة - صوت المجاهدين - صوت الفرسان - الذين لم يتزحزحوا يوما من اجل حماية ارضهم وعرضهم ان التاريخ قد اغفل بعض الحقائق عن هذه المنطقة وهى جديرة بالاهتمام - وهو معارضة العمدة مهدى للانجليز وسكب كوب الشاى فى وجة المستعمر .