التكنوقراطية، كلمة أصلها يوناني تتكون من كلمات Tecne «فني أو تقني» و Cratos «السلطة»، وباعتبارها شكلاً من أشكال الحكومة، تعني حرفياً حكومة الفنيين. والتكنوقراطيَّة Technocracy حركة بدأت عام 1932 في الولاياتالمتحدة، وكان التكنوقراطيون يتكونون من المهندسين والمعماريين والاقتصاديين المشتغلين بالعلوم، ودعوا إلى قياس الظواهر الاجتماعية ثم استخلاص قوانين يمكن استخدامها للحكم على هذه الظواهر، وإلى أن اقتصاديات النظام الاجتماعي هي من التعقيد بحيث لا يمكن أن يفهمها ويسيطر عليها رجال السياسة، ويجب أن تخضع إدارة الشؤون الاقتصادية للعلماء والمهندسين، وكانت هذه الدعوة نتيجة طبيعية لتقدم التكنولوجيا. والتكنوقراط هم النخب المثقفة الأكثر علماً وتخصصاً في مجال المهام المنوطة بهم، وهم غالباً غير منتمين للأحزاب. والتكنوقراط كلمة مشتقة من كلمتين يونانيتين التكنولوجيا: وتعني المعرفة أو العلم، وقراط وهي كلمة إغريقية معناها الحكم، وبذلك يكون معنى تكنوقراط حكم الطبقة العلمية الفنية المتخصصة المثقفة. والحكومة التكنوقراطية هي الحكومة المتخصصة غير الحزبية التي تتجنب الانحياز لموقف أي حزب كان، وتستخدم مثل هذه الحكومة في حالة الخلافات السياسية، مثال دكتور متخصص في العلوم السياسية يسند له منصب رئاسة الحكومة، طبيب معروف وخبير في الطب ينال وزارة الصحة، ودكتور متخصص في الاقتصاد يتولى وزارة الاقتصاد، وآخر متخصص في التكنولوجيا لوزارة الاتصالات وهكذا. والتعريف السابق مأخوذ عن «ويكيبيديا»، الموسوعة الحرة الشهيرة على شبكة المعلومات العنكبوتية لإماطة اللثام عن مصطلح التكنوقراط، حيث تعظم الحاجة إلى حكومة تكنوقراط تكون مقبولة من الجميع في ظل الانقسام السائد بين القوى الحاكمة والمعارضة والجو المشحون بعدم الثقة والشك، مع وجود استحقاقات وطنية مهمة تحدد مصير البلاد في أهم المراحل المفصلية من تاريخ السودان الحديث. وأمام المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فرصة لتمتين الشراكة والبعد عن المشاكسات التي اتسمت بها المرحلة الماضية، وذلك من خلال تقديم وجوه جديدة تتوفر فيها الكفاءة المهنية وحكمة رجال الدولة في القدرة العالية على تجاوز الاحتكاك والمشاغبة والسير نحو تقديم إنجازات ملموسة على نحو أفضل مما قدمه بعض السياسيين، لاسيما الذين يستهويهم اللعب مع فريق الحكم والتشجيع بمدرجات المعارضة في آن واحد..!! وفي ظل المشاركة الواسعة للمستقلين في الانتخابات، قد تُحظى كتلة النواب المستقلين والتكنوقراط بقدر أوسع من المشاركة في المناصب التنفيذية، خاصة بعد أن شكل رموز المستقلين من مرشحي الرئاسة حضوراً مميزاً في مرحلة الحملات الانتخابية، حيث أبلوا بلاءً حسناً في تقديم برامج واقعية جديرة بأن تأخذ حظها من التطبيق.