برر مسؤول الاعلام بلجنة مبادرة حزب الامة القومي للسلام في السودان، د. حسن الامام، اقدام القيادية مريم الصادق مؤخرا على توقيع مذكرة تفاهم مع حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي بكمبالا بالسعى للاسراع بقيام مبادرة السلام التي يطرحها حزبه، ورجح د. حسن الامام في حديثه امس «للصحافة» تكوين اللجنة القومية للمبادرة خلال الايام القادمة، مشيرا الى انها ستضطلع بعملية التحضير للمؤتمر الذي اعلن عنه في مايو الماضي مع سقف زمني لا يتجاوز الشهر لانطلاق المؤتمر والمبادرة. وقال الامام ان حزب الامة طرح المبادرة كحل استباقي لتجنيب البلاد العنف الذي يمكن ان تجره سياسات المؤتمر الوطني، موضحا ان لجنة المبادرة التحضيرية قد ارسلت وفداً بقيادة د. مريم الصادق الي كمبالا للقاء الحركات المسلحة السودانية المتواجدة هناك من اجل التبشير بالمبادرة وكان ان تم توقيع مذكرة تفاهم ما بين حزب الامة وحركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي. لكن المبادرة التي يدعو لها حزب الامة و يطالب بسرعة الاستجابة لها من كل القوى السياسية المعارضة، تواجه تعقيدات تشبه الواقع السياسي في البلاد تماما ، فالحزب الحاكم لم يعلن حتى الان موافقته عليها، وهى الموافقة التي تعد حجر الرحي في نجاح مساعي الامة او فشلها، كما ان مسؤول الاعلام في لجنة المبادرة اشار الى عدم اكتمال عمليات الاتصال بالقوى السياسية والحركات حتى الان، مما يبعد من توقيت انزال المبادرة على ارض الساحة السياسية، غير ان هذا لا يفل ايضا من عزم الحزب الكبير، فمسؤول الاعلام د. حسن الامام يقول ل» الصحافة»: لن نتوقف عن مساعينا وجهودنا لانجاح المبادرة وذلك ايمانا بضرورتها ووضوح اهدافها. وهو ما سعت الى تأكيده ايضا رئيس المكتب السياسي لحزب الامة سارة نقد الله، فقد قالت عبر الهاتف «للصحافة» بان حزبها يعمل عبر لجنته المعنية بالامر بتسريع الاتصالات اللازمة من اجل قيام « مؤتمر مبادرة السلام» والتي ستجنب البلاد سيناريوهات ماحدث في سوريا وليبيا، علي حد تعبيرها. الا ان القيادي بحزب المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي قال انهم لايمانعون من وجود مبادرات تستهدف اقرار السلام في البلاد مشترطا في الوقت نفسه ان يكون لهذه المبادرات التي تطرح اهدافا معروفة ترقى لمستوي التطبيق وبعيدة عن الدعاية السياسية. وقال الدكتور ربيع ل»الصحافة» لابد من تعزيز الوثائق الموقعة خاصة وثيقة الدوحة، بدلا عن خلق مسارات اخري وخلق خطوط متوازية يمكن ان تفقدنا المصداقية في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة». ويحلل استاذ العلاقات الدولية بجامعة امدرمان الاسلامية البرفيسور صلاح الدومة اهداف كلا من حزب الامة وحركة مناوي في توقيع تلك المذكرة ، فيشير الى انها يمكن ان تدعم موقف الحركة في الداخل ،اما على صعيد حزب الامة فيضيف « الحزب معروف باجادة اللعب على الحبلين، وعندما تأتي الفرصة المناسبة فانه يقفز علي الكرسي»، وتابع المحلل: لقد ظل حزب الامة طيلة مفاوضاته مع المؤتمر الوطني يتعامل بعقلية انتهازية، وكذلك مع كل تحالفاته مع الاحزاب الاخري، ثم يمضي الدومة ليلفت الى ان الحزب يظهر من خلال هذه المبادرة درجة من المرونة خاصة فيما يتعلق بحل قضية دارفور، رغم انه يخشى ،في ذات الوقت، حل الأزمة في الاقليم لانه يؤذن بزوال العقبة الاساسية في البلاد وحل قضية السودان، على ان المحلل السياسي عاد ليقول « اعتقد جازما بان المبادرة لن تحدث اية اختراق على صعيد معالجة قضايا البلاد نظرا لان النظام الحاكم معروف بنقض العهود والمواثيق». وما يواجه مبادرة حزب الامة من تحفظات لدى بعض القوى السياسية انها طرحت في توقيت يتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الجماهيرية بسبب رفع الدعم عن المحروقات والغلاء الفاحش، وقد كان مسجد السيد عبدالرحمن المهدي مركزا لاغلبها، وهو الامر الذي جعل مراقبين يصفون الامة با زدواجية المعايير، فتارة يغازل المؤتمر الوطني وتارة القوي السياسية التي يتحالف معها في منظومة تحالف قوي الاجماع الوطني ، وتارة اخرى يبحث عن حلول لأزمات البلاد منفرداً.