غزوة كمبالا.. ماخفي أعظم..!! تقرير: خالد احمد هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته مسك العصا من النصف لعبة أصبح حزب الأمة القومي وزعيمه الإمام الصادق المهدي يحبها لدرجة الغرام ويبدو أنه بدأ يحس أن الحالة السودانية تحتاج للمواقف "الرمادية" خاصة في ظل تمايز الصفوف في المشهد السياسي حيث يتمترس المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وعدد من أحزاب المعارضة وراء شعارهم الداعي لزوال هذا النظام ويقف المؤتمر الوطني وبقية الأحزاب المتحالفة معه موقف القوي المتحدي ولفترات قريبة كان يمثل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة مولانا محمد عثمان الميرغني المنطقة الثالثة بين الحكومة والمعارضة إلا أن مشاركته في الحكومة الحالية جعلته في خانة النظام وهو الذي كان يزاحم حزب الأمة في المواقف "المتحركة" وبعد خلو الساحة للأمة سارع لملئها حيث توزع بين الحكومة والمعارضة فتجد في الصباح الإمام الصادق يحذر من إسقاط النظام بالقوة ويدعو للإصلاح لا الإسقاط ومنتصف النهار تفاجئك د.مريم الصادق بتوقيع اتفاق مع حركة مناوي المسلحة ينص على إعادة بناء السودان على أسس جديدة وليلاً يدهشك مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبد الرحمن الصادق يرافق نائب رئيس الجمهورية يتفقد بعض المواطنين ضمن برنامج الراعي والرعية لتكتمل أضلاع المثلث الذي يلعب فيه حزب الأمة وهو يقوم على الوجود في الحكومة والمعارضة ومنطقة ثالثة ممكن أن يكون عليها مجازاً بتعبير سوداني "كراع بره وكراع جوه" كما قال ذلك بلغة أخرى نائب رئيس حزب الأمة السابق د.آدم موسى مادبو في حوار نشرته (السوداني) الجمعة الماضية. غزوة كمبالا تحت غطاء مؤتمر السلام الذي يروج له حزب الأمة بررت د.مريم الصادق أمس خلال مؤتمر صحفي عقدته بدار الحزب زيارتها ليوغندا ولقائها بقادة الحركة المسلحة والجبهة الثورية حيث بدأت "غزوة كمبالا" من 27 يوليو وحتى 6 أغسطس أجرى خلالها الوفد الذي تكون من د.مريم الصادق، ورئيس لجنة الاتصالات إسماعيل كتر لقاءات ومشاورات مع القوى الوطنية المسلحة المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية والقوى الوطنية التي خارجها، وبعض منظمات المجتمع المدني المهتمة بالشأن السوداني، كما التقت العديد من التجار والطلاب والمواطنين السودانيين الموجودين في كمبالا، وعضوية الحزب على رأسهم مكتب الحزب بكمبالا. وبعد أن راجت الأخبار بأن قادة الجبهة الثورية رفضوا مقابلة مريم بصفة منفصلة دون قوى الإجماع الوطني قالت مريم في هذا إنهم ذهبوا في مبادرة من حزب الأمة وهي لاتتعارض مع موقف قوى الإجماع الوطني معتبرة أن التواصل مع الحركات المسلحة مهم لإحداث استقرار حقيقي بجانب أن مؤتمر السلام من المفترض أن تشارك فيه الحركات المسلحة وهي بطبيعة الحال لا تستطيع أن تحضر للسودان لذلك يجري التشاور في هذا الأمر مع تلك الحركات. وقالت مريم أيضاً بأنها أجرت لقاءات مطولة مع قادة الجبهة الثورية خاصة مع رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم حول الأوضاع وسبل إيجاد حل سياسي إلا أن اللقاء الأعظم كان مع حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم تتحدث عن فترة انتقالية وتغيير جذري لنظام الحكم في السودان والعديد من القضايا العمومية التي يستحيل تطبيقها في ظل الأوضاع الحالية وهو اتفاق قد يكون من ورائه شيء لأن ما وقع لايختلف عليه أحد. المنطقة الرمادية البعض يحلل حتى "غزوة كمبالا" التي قامت بها المنصورة مريم ويقول إنها تأتي في إطار توزيع الأدوار وذهب البعض إلى أن الزيارة أعطيت الضوء الأخضر من المؤتمر الوطني وهذا يفسره عدم اعتقال د.مريم فور وصولها خاصة بعد توقيعها اتفاق مع حركة مناوي التي تحمل السلاح ووصولها لتفاهمات مع حركة العدل والمساواة عاقدين المقارنة ببعض قيادات المؤتمر الشعبي التي التقت قيادات حركات مسلحة تم القبض عليهم فور رجوعهم للبلاد إلا أن البعض اعتبر كلفة اعتقال مريم في هذا التوقيع باهظة خاصة وأن الوطني مايزال يعشم حصول المزيد من التفاهمات مع حزب الأمة وتخوفاً من إفشال خطة الاحتواء التي أتت بنجل الصادق للقصر الجمهوري إلا أن د.مريم خلال المؤتمر الصحفي قالت إن رؤية حزبها لمؤتمر السلام الذي يجري الإعداد له لم تعجب المؤتمر الوطني ووصفت رؤية المؤتمر "بالتفكيكية" لحزبه إلا أنه عبر (المؤتمر الوطني) في ذات الوقت عن رغبته في الجلوس مع حزب الأمة بشكل منفرد بعيداً عن القوى السياسية المعارضة إلا أن مريم عبرت عن هذا الأمر بانتقاد الوطني في رؤيته التي تقول إن أزمة البلاد ليس بالحجم الذي يصوره البعض وردت بالقول "ستكشف الأيام حجم الأزمة التي تمر بها البلاد وقالت إن حزبها ماضٍ في الترتيب لمؤتمر السلام إن حضر المؤتمر الوطني أو لم يحضر". جوبا تو منذ فترة ويروج حزب الأمة القومي لمؤتمر للسلام يطرح من خلاله رؤية لحل أزمة البلاد بشكل سلمي يجنب البلاد تجربة التغيير العسكري إلى تحول ديمقراطي كامل و وجوب التغيير الشامل في نهج الحكم والسياسات وهياكل الدولة لتتحقق مشاركة كل بني السودان في كرامة وحرية وعيش كريم إلا أن تلك الرؤية تصطدم بالعديد من العقبات منها رفض المؤتمر الوطني لهذا المؤتمر في الأساس بجانب تحفظ حتى قوى المعارضة على التسوية مع النظام وتريد فقط إسقاطه والتخوف الأكبر من أن يقوم المؤتمر بدون صاحب السلطة ليتحول لمؤتمر (جوبا تو) ليتم التوقيع فيه على أوراق لاتجد القوة لتنفيذها على أرض الواقع.