حراك سياسي وعسكري تشهده دولة اليمن السعيد واصلاحات ينظر اليها البعض بزوايا مختلفة خاصة قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادى الأخيرة القاضية باعادة هيكلة الجيش اليمنى الذى تسيطر عليه روح القبلية والانتماءات بحسب مراقبين ارجعوا تدهور الأوضاع فى اليمن الى افتقار جيشها للمؤسسية والتنظيم والانضباط العسكرى. حيث أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قرارا باعادة هيكلة بعض وحدات الجيش، وذكرت وكالة الانباء اليمنية «سبأ» في تقرير لها ان الرئيس اليمني أصدر قرارين بنقل قيادة بعض وحدات الحرس الجمهوري الى قوة الحماية الرئاسية التي تشكلت حديثا تحت قيادته، وتم ايضاً نقل قيادة وحدات من الحرس الجمهوري الذي يقوده العميد أحمد علي عبد الله صالح «ابن الرئيس السابق» الى قيادة المناطق العسكرية التي تعمل بها هذه الوحدات، وقال بعض المراقبين ان هذه التنقلات استهدفت بصورة خاصة نجل الرئيس السابق بهدف الحد من سلطاته وبغرض اشاعة الاستقرار في البلاد وضمان عدم استخدامه لسلطاته وتأثيره على الجنود بتكوين مجموعات مناوئة للنظام الجديد واغلاق الطريق امام أية محاولة لاستعادة سلطات والده. وشملت القرارات الرئاسية بعض وحدات الجيش بقيادة اللواء علي محسن الاحمر الذي انشق على قوات صالح بعد بدء الاحتجاجات العام الماضي الى قوة الحماية الرئاسية او الى القيادات الاقليمية، ما يشير الى قرب اللواء الأحمر ابن عم الرئيس السابق علي عبدالله صالح والرجل المؤثر فى نجاح الثورة فى اليمن الى الرئيس عبد ربه لخلق نوع من التوازن القبلى، وان كان البعض يفسر الخطوة على انها بمثابة رد الجميل للواء الأحمر الذى دعم مجهودات الرئيس الحالى، ومايؤكد هذا المنحى ترحيب قائد المنطقة العسكرية الشمالية «قائد الفرقة الاولى مدرع» اللواء الأحمر بقراري الرئيس بضم عدد من الألوية العسكرية التابعة للفرقة الاولى والحرس الجمهوري الى قيادة الحماية الرئاسية وقيادة المنطقتين العسكريتين الوسطى والجنوبية، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» تأييد الأحمر لقرارات الرئيس عبد ربه ووصفها بالوطنية والشجاعة وقال انها تخدم الوطن وتعيد الوحدة الى القوات المسلحة وتحقق الانضباط. المحلل السياسى محمد نوري الأمين يصف اجراءات الرئيس اليمنى بالطبيعية والعادية، وقال ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس انه ليس من الصعب فى البلدان التى قامت فيها ثورات الربيع العربى اقتلاع اذيال الأنظمة الشمولية القابضة، واشار الى ان تحجيم وعزل الموالين للانظمة السابقة بات سمة غالبة لمخرجات الربيع العربى كأجراء طبيعى فى سبيل الاصلاح، وقال الامين ان هذه الاجراءات التى طالت الجيش بمثابة قطع للطريق امام جماعات داخل المنظومة العسكرية تحاول اعادة النظام القديم بصورة او بأخرى بالاعتماد على بعض القبائل المؤثرة ذات القوة والنفوذ ، مادعا الرئيس الى هذه الاجراءات لاعادة تنظيم الجيش من جديد، واضاف الامين : تحمل هذه الاصلاحات رسالة قوية لبعض الجهات التى تصف الرئيس عبد ربه بالضعيف ومفادها بانه قادر على الاصلاح بداية من المؤسسة العسكرية باعتبارها المؤسسة الأصعب والاكثر تعقيدا بالتوازنات القبلية. وفى ذات الاتجاه يمضى الخبير الدبلوماسى عبدالرحمن ابوخريس ويقول ان اصلاحات الرئيس اليمنى غير قاصرة على المؤسسة العسكرية وتشمل جوانب سياسية بتقريب اللواء علي بن الأحمر من باب الموازنات السياسية والقبلية لحفظ الاستقرار فى اليمن. وقال ابو خريس ل «الصحافة» عبر الهاتف امس يجب ان ننظر الى هذه الاجراءات التى طالت المؤسسة العسكرية من ناحية ايجابية ترمى الى غرس الاستقرار الامنى فى اليمن، بحسابات ان اعادة هيكلة الجيش دمج القوات واعادة انتشارها تساعد بصورة مباشرة على خلق روح القومية فى الجيش اليمنى الذى تسيطر عليه توازنات القبيلة، خاصة وان دولة اليمن تعانى من انتشار السلاح الكثيف فى ايدى الافراد والقبائل ، هذا الى جانب غياب المؤسسية فى الجيش النظامى، وقال ابوخريس ان هذه الخطوة تحسب لصالح حسم الصراع السياسى الذى تحركه دوافع مختلفة من بينها التمثيل القبلى. وتجدر الاشارة الى ان عبدر ربه والذي كان نائبا لصالح تسلم السلطة في فبراير الماضى بعد ان خاض الانتخابات الرئاسية كمرشح منفرد، وجاء انتخابه بموجب اتفاق توسط فيه جيران اليمن الخليجيون لانهاء الأزمة، وتعهد الرئيس بتوحيد الجيش الذي انقسم بين مؤيد لصالح ومعارض له، وفي ابريل الماضى أقال عبد ربه حوالى «20» من قيادات الجيش من بينهم أخ غير شقيق لصالح وأقارب آخرون له، اضافة الى ان اعادة هيكلة الجيش اليمنى كانت عنصرا رئيسيا في اتفاق نقل السلطة الذي وقع العام الماضي في السعودية التى ايدت بجانب الولاياتالمتحدة اتفاق انتقال السلطة لاسباب منها القلق بشأن توسع الجناح الاقليمي لتنظيم القاعدة في بلد يقع بجوار الممرات الملاحية الرئيسية للنفط.