يطل كبير المصورين بتلفزيون السودان عوض نعيم عبر الشاشة البلورية ثاني ايام عيد الفطر المبارك في فترة معايدة مفتوحة بعنوان «حاضر بيننا» ويقف عوض النعيم هذه المره امام الكاميرا بعد سنوات طويلة من الوقوف خلفها بعيدا عن الاضواء ويقدم عصارة تجربته الحافلة بالعطاء للاجيال الجديدة من المصورين . وقال معد سيناريو اللقاء عثمان الجندي ان فريق العمل زار رائد التصوير بالتلفزيون عوض النعيم بمنزله بام درمان الثورة الحارة العاشرة وتعرف على مساهمته العظيمة في انتاج برامج وسهرات واخبار التلفزيون الذي يستعد للاحتفال باليوبيل الذهبي واكمال خمسين عاما ، وقال كان للمصور عوض نعيم دور كبير في وصول التلفزيون الي العالمية وانه ظل يجد احتراما وتقديرا من الجميع بسبب طيبته وحسن اخلاقه ، وقال الجندي ان برنامج حاضر بيننا يهتم بمعايدة نجوم التلفزيون الذين وصلوا الي سن المعاش وتوقفوا عن العمل وانه سيزور ايضا ثاني ايام العيد مقدمة برنامج الاطفال ماما امينة بمنزلها في ابي روف ويتناول بدايات برامج الاطفال بالتلفزيون وابرز المواقف واللطائف التي عاشتها مع عالم الطفل، ويزور السينارست ومحرر الاخبار المحلية والعالمية عوض الوراق بمنزله بالمنارة شمال ام درمان ، ويزور المخرج بدر الدين حسني بمنزله بالهاشماب، ويزور فني الاضاءة مصطفى عبده بمنزله بالكلالكلة ويزور مدير الترحيلات السابق محمد بن عوف بمنزله بالدروشاب . واوضح مخرج البرنامج كردش ان فترة حاضر بيننا تعتمد على التلقائية والاريحية في التناول وان لقاء المصور عوض نعيم سيكون مثل معايدة السودانيين على بعضهم البعض في العيد وسيدخل فريق العمل الذي يضم المذيعة ميادة هباش والمصور مصطفى بنجوز ومصمم الاضاءة أسامة عباس في حوار سوداني خالص ونقاش حول الماضي والحاضر والمستقبل وان المعايدة تدعو الي تبادل الاجيال والحوار المباشر بين الرواد الاوائل والجدد . وكشف المصور عوض نعيم عن عشق كبير للعمل الاعلامي مبينا انه ظل في حالة حب دائم للتلفزيون حتي بعد احالته للمعاش بوصوله السن القانونية وابت نفسه الا ان يقدم تجربته وخبرته للمصورين الجدد ويقوم بتدريب عملي للشباب في ادارة الاخبار والشؤون السياسية. وقال المصور عوض النعيم «للصحافة» انه دخل حوش التلفزيون عام 1968 فى وظيفة محاسب وتدرب على التصوير واجاده وتم تعيينه مصورا وبعدها نقلت عدسته الالكترونية كل الاحداث السياسية الكبيرة فى تاريخ السودان الحديث من داخل وخارج الاستديوهات وذكر لنا منها على سبيل المثال نقله لوقائع وصول الرئيس جعفر نميرى والرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير للقصر الجمهورى . عوض النعيم نشأ وترعرع في حي المسالمة ام درمان ودخل التلفزيون القومي من باب المال والحسابات وعمل في الادارة المالية في الفترة الصباحية وبدا يتدرب على التصوير في الفترة المسائية على يد سيد محمود واحيمر ومحمد خالد عبد الماجد وفؤاد موهوب واستطاع بسرعة الدخول في الكادر وعرف اسرار المهنة ولم تمر سوي ايام قليلة حتي غلب الحوار شيوخ التصوير الكبار وصار من المتميزين من اول لقطة وبعد تعيينه صال وجال في كل ولايات السودان والتقط مشاهد وصور جميلة . ولحسن او سوء حظ عوض النعيم فقد كان شاهد عيان في كل الانقلابات العسكرية وتزامنت ورديته مع الموسيقي والمارشات العسكرية وتلاوة البيان الاول وكان حاضرا في لحظات بدايات ثورة مايو وبيانات الرئيس جعفر نميري وكان بالتلفزيون لحظات انقلاب هاشم العطا وفشل الانقلاب وعودة نميري للحكم من جديد وقال انه كان ينظر من وراء سور الي الرئيس نميري وهو يركب في دبابة وحوله الاطفال يهتفون القائد عائد . وقال عوض النعيم في لقاء مع الزميل محمد عكاشة انه كان يعمل بالتلفزيون ايام تم احتلاله بواسطة المرتزقة عام 1976 وهروب عدد كبير من العاملين من التلفزيون ، موضحا انه كان يستعد للسفر في مأمورية الى مدينة مدني التي سبقه اليها المهندس حسن أحمد عبد الرحمن ولكن قبل ان يسافر هجم المرتزقة على التلفزيون ولم يستطع مغادرته الا بعد ان اذن له احد المشاركين في العملية وسافر الي مدني وعاد بعد ان اعلن النميري نهاية المرتزقة ورجع بصحبة الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم وشاهد وقتها صور الجثث التى انتشرت فى الطرقات وقام بتصويرها حتى وصلت مبانى التلفزيون. ووثقت كاميرا عوض النعيم لاحداث عام 1985 وبعض تفاصيل الانتفاضة وسجلت بيان المشير سوار الدهب وشهد وهو في التلفزيون قيام ثورة الانقاذ الوطني وبيان عمر حسن أحمد البشير في 30 يونيو 1989 وسجل مع خلف الله حامد نشيد الفنان كمال ترباس هبت ثورة الانقاذ وتزامن وجوده بالتلفزيون ايضا مع الهجوم الذي قادة خليل ابراهيم على ام درمان في مايو 2008 ونقل الاحداث بالكاميرا. عوض النعيم قال انه سعد بلقاء ابناء الدفعة فى اجتماع رواد العمل الاعلامى بالبلاد والذى اقامه التلفزيون القومى للتشاور حول الاحتفال باليوبيل الذهبى وانه سعيد بلقاء المشاهدين داخل وخارج السودان عبر الفضائية السودانية وقال انه كان سعيدا بالعمل الي جوار حمدي بدر الدين في «فرسان في الميدان» ومع حمدي بولاد «تحت الاضواء» والبصيري في «ربوع السودان » ومع جحا والسنينة والجد شعبان في «جنة الاطفال » ومحمد سليمان في «دنيا دبنقا» وحسن عبد الوهاب في «قوافل الزمان » و الطيب محمد الطيب «صورشعبية » ويحتفظ اضافة بطرائف وغرائب كثيرة من نتائج مباريات القمة بين الهلال والمريخ التي نقلها من استادات العرضة شمال والعرضة جنوب والخرطوم.
