أيام معدودة ويستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها عيد الفطر المبارك إعلاناً لنهاية شهر رمضان وإيذاناً بالفطر، لتشهد الاسواق هذه الايام حراكاً تجارياً واسعاً، فقد بدأت الاستعدادات لعيد الفطر المبارك وبدت الاسواق اكثر ازدحاما، فلم يستجم المواطنون قليلاً من رهق تكاليف وتجهيزات شهر رمضان إلا ووجدوا أنفسهم أمام معاناة جديدة ذات طابع اقتصادي بحت قوامها وأساسها مقابلة تكاليف العيد السعيد التي تمثل الكسوة عظمتها وكساء البيوت سداتها، فلأجل هذا يلحظ المتابع لأسواق العاصمة وربما كل الولايات أنها قد بدأت في إعداد عدتها وإعلان استعدادها لتلبية ما يحتاجه المستهلكون، الأمر الذي مكنها من استرداد بعض عافيتها التي افتقدتها في الفترة السابقة جراء حالة الركود والكساد التي خيمت عليها بسبب عزوف المواطنين عن ارتيادها بسبب قلة الكتلة النقدية في ايدهم، فكل من يمر بأسواق العاصمة يلحظ حالة الحراك الكبير الذي بدأ يدب في اوصالها هذه الايام، حيث ترى التجار في حركة دؤوبة في تجهيز متاجرهم وتزويدها بكل ما تحتاجه من مستلزمات. «الصحافة» التقت بعدد من التجار لمعرفة ما يدور حول ولوج الاجواء العيدية، وقال التاجر ابراهيم محمد الحسن صاحب احد محلات الملابس النسائية إن سوق الملابس النسائية شهد تحسناً واقبالاً من قبل المشترين، وانعكس الأمر بصورة ايجابية على التجار، وباتوا افضل حالاً من الايام الماضية التى اتسمت بركود مميت حد من حركة البيع والشراء، حتى صار التجار يقومون بالاستدانة لاجل تسديد الرسوم والجبايات التى تفرض عليهم. وتمنى ابراهيم ان تصبح جميع الايام اعيادا حتى تتوفر السيولة للجميع، وعن اسعار الملابس النسائية قال ابراهيم انها تتفاوت حسب الخامة والجودة والصناعة، فمن يطلب الرخيص يجده ومن يريد الباهظ الثمن يجده، بمعنى أن كل شخص يجد ما يناسبه على حسب ذوقه وامكاناته المادية. وفى ذات الصدد تحدثت الى حسن عبد الرحمن تاجر الاحذية الذي قال إن سوق الاحذية شهد رواجاً هذه الايام نسبة لاتجاه المواطنين لشراء مستلزمات العيد، علاوة على صرف المواطنين لرواتبهم، الأمر الذى قاد الى انتعاش سوق الاحذية بعد حالة السكون والخمول التى كانت سيدة الموقف. وشكر حسن الله لتحسن القوة الشرائية، داعيا إلى ألا ترجع ايام المعاناة التى كانت تلازمهم فى الفترة السابقة لعدم توفر السيولة التى بدونها لا يستطيع المرء عمل اى شيء. الهادى أحمد الذي يمتهن بيع ملابس الاطفال كان مشغولا بالبيع لاحدى السيدات التى تفاوضه لشراء لبسة لطفلتها وتتجادل معه من اجل تخفيض سعر اللبسة التى وصفتها السيدة انها باهظة الثمن وهو لا يستجيب.. سألت عبد الرحمن لماذا لا تفاوضها اجابنى مبتسما: «إن هذا هو موسم الانتعاش والانفراج بالنسبة للتجار، فكيف نبيع باسعار لا تتناسب معنا وقد طالت فترة انتظارنا لذلك، وعانينا كثيراً فى الايام السابقة من توقف حركة البيع والشراء». المواطنة إسراء السر ابدت استياءها من جشع التجار واستغلالهم للناس برفع أسعار مستلزمات العيد، لأن التجار يعلمون مدى حاجة المواطنين لهذه المستلزمات واضطرارهم للشراء بالمبلغ الذى يطلبه التاجر، متناسين ظروف المواطن التى لا تمكنه من مواجهة غلاء الاسعار، وكان على الدولة والجهات ذات الشأن عدم ترك الحبل على الغارب للذين يقومون برفع الاسعار كما يشاءون من غير رقيب. واضافت اسراء ان اسعار ملابس الاطفال غالية الثمن ولا يستطيع المواطن البسيط مجابهتها، لاسيما أن شريحة الأطفال لا تعرف ظروف الأسرة وتطلب الجديد فى العيد من ملابس ولعب وهدايا.