اللاءات التى أطلقها الدكتور كمال عبيد رئيس الوفد الحكومي للتفاوض حول المنطقتين فى أديس أبابا ، أججت شكوك وهواجس يبدو أنها كانت كامنة فى دواخل أبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق، رغم ما ذهب إليه مراقبون أن لاءات عبيد بمثابة إجراءات إحترازية لتقوية الموقف التفاوضى، فالتصريحات الأخيرة التى أطلقها كل من كمال عبيد ووالي النيل الأزرق الهادي بشرى وجدت استنكارا ورفضا من قبل أهل النيل الأزرق فى ذات الوقت كان متوقعا وصول وفد التفاوض صباح السبت لتنوير قيادات وفعاليات الولاية بمجريات التفاوض ولكنه لم يحدث، ويقول قيادى بالمؤتمر الوطني بالنيل الأزرق فضل حجب اسمه ل «الصحافة» ان والي النيل الأزرق أجل حضور الوفد لأجل غير مسمى بحجة عدم جاهزية الولاية لاستقبال الوفد، إلا أن عبد الجليل محجوب السيد الأمين السياسي لاتحاد عام جنوب وشمال الفونج القومي قال صراحة (وفد كمال عبيد غير مرحب به في الولاية لأن تصريحاته في نظرنا لا تحل مشكلة الولاية نحن من يطئ الجمرة وأهلنا هم من إكتووا بنار الحرب)، وزاد (نحن مع الحوار الذي يفضي للسلام) وشاركه الرأي كل من الدكتور فرح العقار والأمير حمد النيل الفكى أمير قبيلة الوطاويط وأنور حكيم علي من حزب الحركة للسلام والتنمية، وأكد السيد ان الحوار مع قطاع الشمال جاء ضمن قرار مجلس الأمن 2046 وقد قبلت به الحكومة، ولكن ما يهمنا ونقولها بكل صراحة ان مالك عقار هو رئيس قطاع الشمال كما هو أحد أبناء الولاية ويمثل أبناء الولاية الذين يحملون السلاح فلابد من التفاوض معه ، فكمال عبيد كما يقول السيد لا يمثلنا كما أن أبناء الولاية أعضاء وفده لا يمثلون أهل الولاية ولم يتم اختيارهم من قبل فعاليات المجتمع المدنى بها. فيما قال الدكتور فرح العقار ان تصريحات كمال عبيد غير موفقة وقال انها تعقد العملية التفاوضية وتؤكد عدم أهليته ومقدرته على رئاسة الوفد الذى يفترض بأن يتحلى بالحكمة والتوازن، فيما أكدت قيادات من النيل الأزرق أن أهل الولاية أنفسهم محتاجون لإدارة حوار داخلى فيما بينهم قبل الحوار من قبل الحكومة مع من يحملون السلاح ، كما انتقدوا المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية وقالوا أنهما لا يمثلان معا أكثر من 25% من عضوية الولاية وقد أدخلوا أهلها فى مأزق الحرب، وقالوا أن تصريحات الوالي إحدى معيقات السلام . هذا عن النيل الازرق فماذا عن الوضع فى جنوب كردفان؟ أصبح رأي أهل جنوب كردفان أكثر وضوحا وهم ينادون صراحة بالحوار مع أبناء الولاية الذين يحملون السلاح ، إلا أنهم شككوا فى خطوات المركز لحل قضية جنوب كردفان، ويطالبون بأن يتولى أحد أبناء الولاية رئاسة وفد التفاوض، وانتقدوا بشدة اتفاق المسار الإنسانى وقالوا ان العملية تمت دون علم أو دور لوفد عبيد الذى كان يفترض بأن تتم مشاورتهم فى العملية قبل التوقيع عليها حسب ما تم الاتفاق عليه ، ويقول ل«الصحافة» القيادى بالمؤتمر الوطنى ياسر كباشى انه يجب أن يتفاوض أصحاب المصلحة الحقيقيون حول قضيتهم ،ويؤكد بأن الكثير من أبناء الولاية أكفاء لقيادة الوفد للحوار مع أبناء الولاية الذين يحملون السلاح ويستشهد بالمثل (أبو القدح بيعرف محل يعضي أخوه)، إلا أن قيادات أخرى اعتبرت أن وفد عبيد خزل أهل الولاية فى الوثيقة التى تعاهدت وتواثقت عليها القوى السياسية بأن تمضى المسارات الثلاثة معا السياسى والإنسانى والأمنى معتبرين اتفاق المسار الإنسانى سيطيل أمد الحرب .