تعقد اليوم جلسة صباحية بين الوفد الحكومى والآلية الأفريقية للرد على بعض الإستفسارات ،لازالت الخطوط متباعدة وليس هنالك ما يشير لأى تقارب بين و»فدى الحكومة» و»قطاع الشمال» الذى وصل صباح السبت إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ويضم « مالك عقار ،عبد العزيز الحلو،ياسر عرمان ،نيرون فيليب ،سايمون كالو ،وليد حامد ، زايد عيسى زايد ،عباس كارا فضلا عن آخرين بينهم عنصر نسائى بالإضافة إلى أحمد عبد الرحمن الموجود بأديس أبابا منذ أيام « إلا ان مصادر خاصة ب(الصحافة) كشفت أن وفد الشمال إلتقى الآلية الأفريقية ظهر الأحد لمدة ساعتين وقدم رؤيته حول ورقة الحكومة طالبا بعض التفسيرات التى رد عليها وفد الحكومة عبر الآلية ذاتها . وبالنظر لوفد قطاع الشمال من خلاله تكوينه أعلاه هل يعقل بأن تكون سقوفه التفاوضية المنطقتين ؟ إذ ان جوهر التفاوض كما قدمه وفد الحكومة فى ورقته «قضايا المنطقتين» هو استكمال ما تبقى من مطلوبات عالقة من اتفاق نيفاشا ضمن بروتوكولى جنوب كردفان والنيل الأزرق «المشورة الشعبية والترتيبات الامنية» ، وكما تقول مصادر فإن الآلية الأفريقية تفهمت بعمق تحفظات الوفد الحكومي لمفاوضات أديس أبابا رسميا حول المنطقتين بشأن تسمية «قطاع الشمال» إلا أن سياسيين يقولون «التحفظات الحكومية» فى مكانها الصحيح ولها ما بعدها من تأثيرات على مجريات التفاوض ، بمجرد تسمية «قطاع الشمال» يعنى التبعية لأصل آخر وتلك هى «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التى تتبع لدولة الجنوب والأخيرة أيضا مكان رفض ومثار جدل ونقاش من قبل الوفد الحكومى المفاوض فضلا عن الحكومة ومنسوبي حزبها وكثير من أهل السودان ، وهذا مادفع الوفد الحكومى للمطالبة صراحة ب»فك الإرتباط» السياسى بين القطاع ودولة الجنوب لأكثر من مرة . الدكتور فرح العقار يقول ل(الصحافة) إن أهل النيل الأزرق قابلوا خطوة الجلوس للتفاوض بأديس أبابا لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى «2046» بالرضا والقبول، مؤكدا أن مجرد الجلوس للتفاوض خطوة عملية لتنفيذ القرار أعلاه ،ووصفها بأنها «الخطوة العملية» لإيقاف الحرب فى «المنطقتين» فى سبيل تحقيق العدالة الإجتماعية والإستقرار السياسى لأبناء السودان ،وشبه العقار ماجرى من تنازع وإحتراب بجنوب كردفان والنيل الأزرق ب»سحابة صيف» قائلا أن الأصل هو الوصول لسلام وإشاعة روح الإخاء والمودة وقبول البعض والشعور بحق الإنتماء للدولة وللوطن الواحد السودان ، إذا ماهى المرجعيات التفاوضية ؟ أمنت ورقة الحكومة على اتفاقية نيفاشا 2005 وبروتوكول المنطقتين ،خارطة طريق الآلية الثلاثية وقرار مجلس الأمن 2046،اتفاقية 1997 واتفاقية سويسرا 2002 كمرجعيات للتفاوض، وقف إطلاق النار، تنفيذ إتفاق المسار الإنسانى ، تحديد آلية مشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار الشامل ، الترتيبات الأمنية والعسكرية . فيما تنزلت تصريحات الحزب الحاكم الأخيرة عبر القطاع السياسى والتى أعلن فيها «موقف السودان الثابت من اعتماد الحوار مع دولة الجنوب للتوصل لتفاهمات سلمية تحسم القضايا موضوع التفاوض» فضلا عن «الحوار حول المنطقتين « تنزلت كلها فى مصلحة التفاوض ، وتؤكد تماما أن التصريحات القوية والداوية والجريئة التى أطلقها والى جنوب كردفان لم تعبر عن رأيه الشخصى إنما هي تعبير عن رأى مؤسسة الحزب والدولة ولكنها كانت بمثابة «الصدمة لبعض الناس « لعدم التمهيد القبلى فالمثل المصري يقول «العيار اللي ما يصبش يدوش» إلا أن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هل يمثل قطاع الشمال فعلا أبناء المنطقتين الذين يحملون السلاح ؟ فيما برزت أصوات لبعض أبناء المنطقتين بالخارج تؤكد أن «الحركة الشعبية - قطاع الشمال» هي الممثل الشرعى والوحيد ل»قضية جبال النوبة والنيل الأزرق» إلا أن هنالك أصواتا أخرى تؤكد بأن «قطاع الشمال» له أجندته الخاصة به على حساب شعبى المنطقتين وتنفصل قضيته تماما عن قضايا المنطقتين ،وفئة ثالثة من حملة السلاح «الجناح السياسى» ترفض أن يمثل الوفد بشكله الحالى أبناء المنطقتين ، ولكن فوق هذا وذاك هل ستقبل جميع هذه الأطراف بإتفاق يعود بالمنطقتين لتنفيذ ماتبقى من إتفاق السلام الشامل ؟، أم أن «تقرير المصير» الذى يلوح به آخرون يصبح بعدا آخر يساعد على تعقيد المشكلة وتأزيمها .