أفلحت وساطة الادارة الاهلية لقبيلة الميدوب في نزع فتيل الازمة التي اندلعت مؤخرا بين قبيلتي «البرتي» و»الزيادية» بمحلية مليط والتي راح ضحيتها عدد من السكان بين قتيل وجريح من كلا القبيلتين المتعايشتين في مدينة مليط ردحا من الزمن،وقال ملك عموم قبيلة البرتي في السودان الملك ياسر حسين حمداي ل(الصحافة) امس بان قبيلتي البرتي والزيادية استجابت بشكل فوري للمبادرة التي طرحها الميدوب وتم على اثرها توقيع وثيقة عهد وميثاق ضمت سبعة بنود و تدعو الى الوقف الفوري لكل مظاهر العدائيات وعودة التواصل الاجتماعي ، كما تلزم كل قبيلة بالسيطرة على جميع افرادها في البوادي والمزارع ذلك مع التعاون مع لجنة التحقيق في الاحداث التي كونتها الحكومة الولائية على ان تعمل كل قبيلة على صون العلاقات الازلية والتاريخية التي كانت قائمه بين القبيلتين. واكد ملك البرتي على تعهد القبيلتين بالمشاركة في مؤتمر المصالحة العامة الذي سينعقد في مدينة «الكومة» حاضرة محلية الزيادية. ووصف ياسر حسين حمداي مبادرة الميدوب المطروحة بالجريئة والصريحة وقال انها قد خاطبت كل مسببات الازمة التي حدثت مؤخرا في المنطقة والزمت كل الاطراف بتنفيذها، ولفت الى ان قبيلتي البرتي والزيادية لم يتنازعا من قبل ولم تجرِ بينهما طوال تاريخ تعايشهم احداث دامية كاحداث السابع والعشرين من رمضان الماضي، وطالب ملك البرتي من جهته الحكومة الاتحادية بعدم تجييش السكان على اساس قبلي في تلك المنطقة ، ومؤكدا على ان لقبيلتي البرتي والزيادية من العلاقات الاجتماعية والازلية ما يحتم على كل الاطراف احترامها ورعايتها وعدم التفريط فيها ليعبث بها من دعاهم ب»الصبية الذين غررت بهم بنادق الحكومة «، مبينا ان لا مشكلة اطلاقا بين الادارات الاهلية للقبيلتين وان القيادات في البرتي والزيادية يمتلكون من الوسائل ما يحافظ على تلك العلاقات الطيبة الموروثة، واضاف «ونحن كادارات اهلية في القبيلتين التزمنا بتنفيذ وثيقة العهد والميثاق التي وقعناها بمشاركة معتمدي محليتي مليط والكومة. معتمد محلية الكومة محمد سلمان رابح رحب من جانبه بالاتفاق بين البرتي والزيادية و قال في حديث عبر الهاتف ل(الصحافة) ان حكومة الولاية ترحب بالاتفاق وتثمن المبادرة الكريمة من قبيلة الميدوب بخاصة وان الاخيرة تمثل المكون الثالث لسكان المنطقة الشمالية الشرقية لولاية شمال دارفور،مطالبا الميدوب بالمضى قدما في متابعة تلك المبادرة حتى يجني ثمارها اهل ولاية شمال دارفور، وذلك عبر دفع كل الاطراف للحضور الى مؤتمر الصلح الذي سيعقد في منتصف شهر اكتوبر المقبل. واكد رابح حرص محليته على تنفيذ بنود وثيقة الاصلاح التي وقعت عليها قبيلتا الزيادية والبرتي ، واضاف « بعد تنفيذ المبادرة بالكامل فإن الشيطان لن يجد مدخلاً مرة اخرى لاختلاق مشكلة قبلية في شمال دارفور مهما كانت الاسباب». واوضح معتمد الكومة بان وثيقة العهد والميثاق قد عالجت اصل المشكلة واعتبرت بان كل من يتورط في افتعال اية حادثة مسئول مسئولية شخصية عن ذلك امام الدولة،مؤكدا على ان الدولة لن تتساهل وتتوانى في محاسبة كل من تسول له نفسه ضرب العلاقات التاريخية بين القبيلتين. اما معتمد محلية مليط محمد عثمان إبراهيم فقد كشف في اتصال هاتفي مع (الصحافة) عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة على خلفية الاحداث وهذا فضلا عن إحتراق متجر واحد للوقود ، وحالة كسر واحدة لأحد المتاجر بالسوق، نافيا وقوع اية خسائر مادية كبيرة سواء بسوق المدينة أو فى الممتلكات الأخرى. وقال المعتمد إن الاشتباكات نتجت عن إتهامات متبادلة بين قبيلتي البرتي والزيادية بالمسئولية عن قتل مواطنين اثنين في ظروف مختلفة،مشيرا الى ان الاشتباكات بين المتفلتين كادت أن تتحول إلى صراع قبلي بين البرتي والزيادية لولا تدخل القوات النظامية والسيطرة على الموقف من جانبها. ويرى مراقبون ان ما حدث في مليط جزء من حالة فلتان امني عام في ولاية شمال دارفور تبدى في مناطق اخرى مثل محلية كتم التي تلت احداثها مقتل معتمد الواحة وتداعيات اعتقال وزراء السلطة الاقليمية بمقار وزاراتهم ، هذا بالاضافة الى اختطاف جنديين أردنيين من قوات بعثة اليوناميد بمحلية كبكابية، وهو ما يستوجب ان تقوم الحكومة الولائية والاتحادية بمعالجة مشكلة المتفلتين وجمع كل الاسلحة المنتشرة على اساس قبلي.