٭ قبيل رمضان، رأى مصعب (معد الطعام بالصحيفة)، أن ينقل مطبخه الى الطابق الأرضي، جوار غرفة الخفير، لكن محرري الصحيفة وقفوا (ألفاً أحمر)، وقالوا: لا... نريده عند السطوح في الأعالي. ٭ وهذا (الألف الأحمر)، في موقف صحفيي (الصحافة)، كان تمثلاً لموقف سيد الكرم (حاتم الطائي)، الذي اشترط على زوجته، ألا تستر الطعام عند طبخه، وتجعل القدر واضحة في (المكان العالي)، حتى يراها الناس، وأن يكون حطب النار (جزلاً)، ذاك الذي يشتعل وتتأجج ناره، لا بالحطب الضرام الضعيف. ٭ قال حاتم: لا تستري قدري اذا ما طبختها علىَّ إذن ما تطبخين حرام ولكن بهذاك اليفاع فأوقدي بجزل إذا أوقدت لا بضرام ٭ وعليه، طلب محررو (الصحافة)، من مصعب، أن يبحث عن غازٍ تشتعل شرارته، كتلك التي تتلألأ في مصفاة البترول، في قري أو الجيلي (لا أدري أيهما بالتحديد)، شعلة تنادي الغاشي والداني: يلا علينا جاي!! ٭ وحقيقة درجت صحيفة (الصحافة)، أن تفتح صالة الطعام بلا عدد، للأقربين والأبعدين. ٭ ودرج صحفيو (الصحافة) على اصطحاب أصدقائهم ومعارفهم، الأقربين والأبعدين إلى صالة الطعام، في رمضان وفي غير رمضان. ٭ صحفيو (الصحافة)، فيهم من هو صنو (عروة بن الورد): يُقسِّم (ماهيته)، على الأقربين والأبعدين و(ستات الشاي)، ومن لف لفهّن، ويقعد (ساكت)! ٭ كان عروة بن الورد يقسِّم قوته، بين الناس، ومعه الماء الدافئ، ولا يبقى لنفسه إلا الماء البارد، في عز الشتاء. قال عروة: أُقسِّم جسمي في جسوم كثيرة وأحسو قراح الماء، والماء بارد ٭ أبناء (الصحافة).. لم ولن تخمد لهم نار دون طارق.. ليسوا فقط صنو عروة، بل أكثر (هم السعاة إذا العشيرة أفظعت، وهم فوارسها وحكامها، وهم ربيع للمجاور فيهم، والمرملات إذا تطاول عامها). ٭ وبناتها كذلك.. (لو جنت نساء من الإحسان جنن). ما أجمل بنات الصحافة!! ٭ والكرم الذي يمتاز به أبناء وبنات (الصحافة)، ليس (مقطوعاً من شجرة)، فهم أبناء وبنات سودانيين وسودانيات، وعُرف السودانيون والسودانيات ، بالكرم. ٭ ورمضان، شهر من فضائله، أن تبرز صفة الكرم للعيان، جهاراً نهاراً، و(عينك ما تشوف إلا النور). ٭ أرجو ألا يحصر القارئ نفسه في أحياء المعمورة والرياض والعمارات والمنشية، فعلى امتداد السودان، كانت (البروش مفروشة): في الديوم وأركويت وأحياء أم درمان وبحري... يتبارى الموسرون منهم، في شتى الأماكن، في اعانة الفقراء وعابري السبيل، الى الدرجة التي أحدثت في احدى (الرماضانات)، حادث سير مؤسف راح ضحيته شباب. ً٭ رأيتهم في أتبرا، بعينيّ اللتين سيأكلهما الدود، يفطرون ويتعشون ويتسحرون في الشارع. ٭ أتبرا.. ذات حنين دائم إلى (العدالة الاجتماعية)، وأهل أتبرا يقتسمون حبة القمح، قال لي خالي عثمان المك: إن الشق الفاصل في حبة القمح، يعني: أن نصفاً لك ونصفاً لأخيك. ٭ النقاش في أتبرا يدور ويضطرم بين الاشتراكيين والإسلاميين حول الكفاية وحد الكفاية!! ٭ والأوقع عندي تمام الكفاية. في الإسلام، من تمام الكفاية: حق العمل المشروع من زراعة أو صناعة أواحتراف حرفة، بل من تمام الكفاية زوجة لمن لا زوجة له. ٭ ومن حسن حظ أتبرا، أن أهلها متسامحون (أتبرا ذات صدر واسع ونهدين بارزين) في النقاش! ٭ ومن حسن حظ (الصحافة): إن الذي سمك السماء بنى لها بيتاً دعائمه أعز وأطول. (نشكر مُلاّكها ومجلس إدارتها على حسن صنيعهم). ٭ ف (الصحافة)، مبنى متعدد الطوابق، له عال وأسفل، وغرف ومساحات، وسلالم: وسلالم (الصحافة) تربط ما بينها كما يربط الحبل الدلو. الحبل المتين ، الحبل المبرم، لا الحبل السحيل. ٭ ويبدو، ولهذا السبب، و(فقط)، احتلت (الصحافة)، موقع أعلى الصحف (صرفاً في الكهرباء)، على وزن أعلى الصحف توزيعاً. فمكيفات الفيريون، والتي تربو على العشرة، بجانب مكيفات الماء، والمصابيح، تعمل آناء الليل وساعات النهار، وأجهزة الحاسوب، واللاب توبات والانترنت، لا ينقطع إرسالها، واستقبالها، والتجول في جنباتها، واللعب في صفحاتها، فتيار الكهرباء في (الصحافة)، على قفا من يشيل، سعد بذلك المهندس أسامة عبد الله، أو لم يسعد، زاد تعريفة الصرف التجاري أو أبقى عليها، فكله عند بعضنا صابون. ٭ سلّمكم الله وحياكم.. وكل عام وأنتم بخير