لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 26 - 08 - 2012


الملابس المستعملة مقصد محدودي الدخل
الخرطوم: ولاء جعفر
حول الأسواق ومواقف المواصلات يتكرر ذات المشهد.. طاولة يلتف حولها مجموعة من الاشخاص من الجنسين، ومكبر الصوت يردد «علينا جاي البلوزة دي بى عشرة ايوه بي عشرة والطرحة بي سبعة ونص والاسكيرت بي سبعطاشر ونص تعال علينا جاي» لتنتشر فى الآونة الاخيرة المحال وطاولات بيع الملابس المستعملة او المخفضة كما يسميها التجار بمختلف مناطق العاصمة لما تعرضه من بضائع وملابس بأسعار تتوافق مع دخلهم الشهري في ظل ارتفاع اسعارها في محال الالبسة الجاهزة لتصبح محال وطاولات الملابس المستعملة قبلة كل الفئات والمستويات الاقتصادية هربا من لهيب غلاء الاسواق والمحلات التجارية، غير مهتمين بكل صيحات التحذير التي يطلقها اختصاصيو امراض الجلد من الأخطار التى تسببها هذه الملابس من حساسيات والتهابات.
«الصحافة» القت نظرة على محال وطاولات عرض الملابس المستعملة «المخفضة» لمعرفة ما يدور.
سماح صالح تقف قرب طاولات عرض الملابس المستعملة المصطفة حول موقف الاستاد، وهى تجتهد في البحث بين أكوام الملابس عما يناسب أطفالها، وتقول إن أسعار الملابس تشهد ارتفاعا بصورة تعجيزية، لافتة إلى أن أسعار الملابس الموجودة في محال «التخفيض » أقل كثيراً من مثيلاتها التي يتم بيعها في محال بيع الملابس الجديدة.
«إن هذه التجارة مربحة لأن تكاليفها قليلة جداً والإقبال عليها في تزايد خصوصاً في مواسم الاعياد ومع اقتراب فتح الجامعات»، هكذا ابتدر محمد المهدي أحد باعة الملابس المستعملة حديثه ماضياً إلى أن الباعة الصغار يحصلون على كميات كبيرة من الملابس التي يتم بيعها بالكم دون معرفة نوعها ولا جودتها، وذلك بأسعار مناسبة يتمكن الباعة من جني أرباح من ورائها عندما يبيعون الأثواب بشكل فردي. ومن جهتهم يجني الموردون لهذه البضاعة أرباحاً صافية جيدة، حيث يحصلون على الملابس مجاناً من الجمعيات الخيرية، كما أن معظم هذه الملابس قادمة من الخارج. وأشار مهدى في حديثه الى ان التجار الكبار لا يقومون بشحنها في رحلة خاصة وإنما يقوم اغلبهم بشحن الملابس مع بضاعة أخرى تكون هي تجارته الأصلية، وصمت فترة من الزمن ليبايع زبوناً ثم قال: نظراً لوجود هذه الأرباح ومع وجود بطالة خانقة، تزايد إقبال الشباب على تجارة الملابس المستعملة، حيث أصبحت المحلات الخاصة ببيعها منتشرة في كل أرجاء العاصمة تقريباً، كما أن بعض الباعة يكتفون بطاولات صغيرة يعرضون عليها الملابس للبيع في الاسواق ومواقف المواصلات، ويعمد آخرون إلى حمل الملابس والتنقل بهم في الشارع بحثاً عن مشترين.
أما موسى عبد الله وهو من كبار التجار بسوق الوحدة، فقد قال انه يعمل منذ فترة طويلة فى بيع الملابس المستعملة، حيث يقوم بجلبها من السعودية بحاويات كبير ة، ثم يأتى اليه التجار الذين يتعاملون معه ويأخذون الكميات التى يريدونها بالجملة ويقومون ببيعها بالقطعة، وعن مدى نظافتها قال موسى إنه عن نفسه يقوم بغسلها بعد شرائها، ويضيف ثمن الصابون إلى سعر القطعة الواحدة، أما بقية التجار فيقومون بجلبها وبيعها مباشرة لتسبب الحساسية والامراض الجلدية.
«هناك فرق كبير في الأسعار» هكذا بدأت مريم حديثها عند سؤالها عن سبب توجهها الى احد محال الملابس المخفضة، مشيرة الى ان الفارق كبير وليس بسيطاً، اذ أن بعض الملابس في المحال الجاهزة التي تتراوح أسعارها بين 59 80 جنيهاً نجدها في محال التصفية ب «20 17» جنيهاً، ولا تقل جودتها عن تلك المستوردة، وهذا الفرق يفرق معنا كعائلة كبيرة ودخلها محدود.
ويقول جاد السيد إن انتشار محال الملابس المستعملة يمثل عوناً للكثير من الأسر والعائلات، وذلك لأنها تساهم بحسب قوله في حل مشكلة الفقراء ومحدودي الدخل نظرا لانخفاض الأسعار، مشيرا إلى أنه يشترى احتياجاته هو وأسرته بأسعار مخفضة من هذه الأماكن.
فيما ينتقد بلال عبد الغنى من يشتري من هذه الطاولات، ويبرر ذلك بأن هذه الملابس تحمل العديد من الأمراض الجلدية المعدية، ويضيف قائلاً: «لقد سمعنا بأن العديد من الأشخاص قد أصيبوا بأمراض جلدية عديدة ومنها أمراض غير معروفة في مجتمعنا»، ماضياً الى نصح الشباب بالابتعاد عن الملابس المستعملة، وإذا اضطروا فعليهم أن يغسلوها ويعقموها جيداً قبل ارتدائها.
ولطاولة الملابس المستعملة اسمها الخاص الذى لا يخلو من طرافة، فالزبائن يطلقون على تلك الملابس عبارة «انفض واشتر» لتعبر بشكل دقيق عن كيفية تعاملهم مع هذه البضاعة الرخيصة، حيث يتم عرض أكوام الملابس كما تأتي من الخارج دون تنظيم أو كي، ليقف البائع قربها مراقباً الزبائن وهم يحفرون في تلك الأكوام ويقلبونها يمنة ويسرة بحثاً عما يناسبهم.
البصات السياحية ..صداقات جديدة
ولايات:الصحافة
يعتقد الكثيرون ان وسائل المواصلات الحديثة المتمثلة في البصات السياحية قد لعبت دورا كبيرا في التقليل من رهق التنقل بولايات البلاد المختلفة الذي كان في الماضي يمثل عبئا جسديا ونفسيا وذلك لوعورة الطرق وعدم توفر ظروف الراحة المطلوبة في وسائل النقل وقتها ،ولكن يرى آخرون ان للبصات السياحية فوائد اخرى خاصة في الرحلات الطويلة التي تستغرق معظم ساعات النهار وتتمثل في خلق صداقات وعلاقات بين الركاب تسهم في تبديد وحشة الطريق وتقصر من مسافته ،وتحكي الطالبة الجامعية سهى الطيب عن تفاصيل علاقة طيبة جمعتها بفتاة من كردفان عندما كانت في زيارة الى عمتها بارض التاكا ،وتشير الى ان الحكاية تعود الى ثلاث سنوات مضت ،وتضيف:كنت متوجهاً صوب كسلا لزيارة عمتي برفقة اخي الاصغر وشاءت الاقدار الا نجد مقعدين متجاورين انا وشقيقي وكان حظي ان جلست بالقرب من فتاة تبدو من ملامحها انها من غرب السودان ،ولم نتجاذب اطراف الحديث بعد تحرك البص الا بعد وصولنا مدينة جياد وذلك لأن الوقت كان صباحا وهو توقيت افضل قضائه في التأمل والصمت ،وبعد مرورنا بجياد بدأنا في التعارف وتبادل التحايا وبمرور الوقت اصبح الحديث شيقا وذلك لأنها كانت تدرس بجامعة الخرطوم وهي ذات الجامعة التي كنت ادرس فيها ،وطوال المشوار وحتى بلوغنا كسلا لم نتوقف عن تجاذب اطراف الحديث في موضوعات اجتماعية وسياسية ،وكانت هي الاخري في زيارة لشقيقها بعد فراغها من السنة الثالثة ،وبعد ان وصلنا كسلا اخذت رقم هاتفها وفعلت هي ايضا ،وتشير سهى الى ان العلاقة بينهما تطورت ووصلت مرحلة ان رافقتها في زيارة الى مدينة الابيض وفعلت الاخرى ذات الشئ عندما رافقت سهى الى عطبرة موطن رأسها،وترى سهى ان الشعب السوداني بطبعه شعب طيب ويحب انشاء علاقات اخاء وصداقة،اما حسن العبيد وهو من مواطني دنقلا فقد اكد على ان البصات السياحية اتاحت فرص خلق صداقات وعلاقات بين الركاب ،ويقول ان احد اصدقائه تعرف على فتاة باحد البصات السفرية التي كانت تتجه صوب بورتسودان ،وقال ان تلك العلاقة قادتهما الى الزواج ،ويرجع اسباب خلق علاقات صداقة بين ركاب البصات السياحية الى اجوائها الملائمة والمريحة التي تجعل الانسان في وضع نفسي جيد.
وايضا من الاسباب التي تقف وراء نشوء علاقات بين ركاب البصات السياحية توقفها في كافتريات تقع على الطرق السريعة ،وكثيرا مايصر راكب على دفع مقابل وجبة تناولها معها ركاب تعرف عليهم في البص السياحي ،ويقول سائق بص سياحي يعمل في احدى الشركات ان الركاب دائما يفضلون التعارف والحديث بعد تحرك الرحلة بعد ساعة ،ويقول السائق عثمان ان هناك رحلات عالقة بذاكرته بسبب طيب معشر الركاب الذين قام بنقلهم،ويقول ان فئة الشباب هي الاكثر ميولا لانشاء علاقات صداقة في السفريات الطويلة ،وقال ان الكثير من المواقف تلعب ايضا دورا في تقارب الركاب مثل الحوادث الخفيفة اوتعطل العربة او تعرض راكب لمرض مفاجئ يستدعي توقف العربة او التوجه الى اقرب مستشفى ،ويعتبر السائق عثمان ان الشعب السوداني طيب المعشر ولايتحفظ في انشاء صداقات في كل الظروف.
رحلتا العيد إلى كوستي
إحياء سنة وتواصل اجتماعي.. ومنافع اقتصادية
الخرطوم: عبد الوهاب جمعة
في كل عام يستعدون للقيام برحلتين للعودة الى مسقط الرأس واستعادة ذكريات الايام الخوالي لاوقات الطفولة والشباب، يتجشمون عناء رحلة تستنفد الوقت والمال والطاقة البدنية.. من اجل رؤية الاماكن التي علقت في الذاكرة وشكلت شخصياتهم، ليست الرحلتان لمجرد الاحتفال بعيدي الفطر والاضحية فقط وسط الاهل، بقدر ما كانت استعادة لرحلة حياتهم في الماضي والحاضر والمستقبل.. «الصحافة» تتبعت الاستعدادات لرحلة السفر الى الولايات، وابانت التضحيات من جانب عشقت ارواحهم موطن الآباء ومرتع الصبا.
تبدأ الاستعدادات للسفر الى الولايات بتجهيز حقائب السفر ، وحقائب السفر ليست فقط الحقائب الجلدية، وانما تعني كل ما يمكنه استيعاب الحمولات والمتاع الى الاهل بالولايات، والسفر الى الولايات يعني المنافع الاقتصادية الى الاهل بالاقاليم.. مواد استهلاكية وخبائز وكعك للعيد وهدايا للاطفال تتنوع ما بين الالعاب والملابس، وقد تصل الهدايا الى الاجهزة الكهربائية والمعدات الالكترونية.
يقول بشير عبد الله انه تعود على ان يسافر الى اهله بالجزيرة وهو محمل بكل الهدايا، مشيرا الى ان تلك الهدايا تمثل احد اشكال ارتباطه وهويته التي يعتز بها، واكد بشير ان الارتباط بموطن الاجداد حالة جماعية تحدد الى مدى بعيد قيمة الانسان، وابان أنهم رغم ما يتكبدونه من مشاق ووعثاء السفر التي تصل الى حد دفع اضعاف سعر تذكرة السفر والانتظار لعدة ساعات طويلة، فإن السعادة هى في قضاء اجمل الاوقات مع الاهل واستعادة ذكريات الايام التي مضت.
وغير بعيد من افادة بشير يقول فضل الله حمد الموظف بالمعاش إن السفر الى الولايات وقضاء العيد وسطهم حالة لا يمكن وصفها، مشيرا الى انه يجد الاحترام والتوقير وسط اهل بلدته بولاية النيل الابيض، مضيفاً «الكل يقف ويسلم عليك دون سابق معرفة»، ويكشف فضل الله ان الصداقات والمعارف التي يكونها عقب كل زيارة عيد تظل تتردد في ذاكرته طيلة العام الى أن تحين فرصة السفر في العام القادم.
بينما يقول الأمين علي من سكان مدينة كوستي إنهم يفرحون بمعاودة أهلهم لهم في عطلات العيد، مشيراً الى ان اعظم الفترات في حياتهم هي عند وصول الاقارب الى المدينة، مضيفاً «ننتظرهم بفارغ الصبر منذ تحركهم وحتى وصولهم سالمين»، ويكشف الامين ان الفترة التي يقضيها الأهل معهم ذات عوائد اقتصادية واجتماعية للجانبين، مؤكداً ان القادمين يجلبون معهم احدث ما وصلت اليه التقنيات في مجالات المعدات الكهربائية والالكترونية، بينما نمنحهم بعضاً مما تفيض به خيرات الولاية، ولفت الأمين إلى أنهم يحرصون على إرسال احتياجات رمضان لاقاربهم بالخرطوم، مبيناً أن ذلك يأتي في اطار توسيع التواصل الاجتماعي مع من اضطرتهم ظروف العمل الى السكن بعيداً عن أهلهم.
على ان احد الجوانب المخفية في قضاء العيد مع الاقارب في الولايات هو جانب اجتماعي يتعلق بربط اجيال العائلات مع بعضها، ففي كل زيارة تتوثق عرى التعارف بين الاجيال الجديدة لتلك العائلات، ويحرص بعض الآباء القاطنين في الخرطوم على زيادة فرص التعارف بين ابنائهم وأبناء اقاربهم بالولايات، وكثير من حالات الزواج نجحت نتيجة فرص التواصل السنوية.
ويقول أحد أثرياء الخرطوم الذي فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات عائلية تتعلق بأهله بالولايات، إنه وجد الاستقرار النفسي بعد زواج ابنته من احد اقاربه بالولايات، مشيراً الى ان ابناء الاقارب بالولايات يتحلون بالمسؤولية والالتزام العائلي القوي تجاه اسرهم، وبكلمات تحمل معاني العاطفة الجياشة يضيف: «يمكنني الآن ان اموت وقد ارتاحت نفسي بزواج ابنتي من رجل يعرف قدر المسؤولية».
وبغض النظر عن المنافع التي يجدها البعض من قضاء العيد وسط الاهل والتي تتراوح ما بين الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنها فوق ذاك تحقق جانباً دينياً باستدامة العلاقات بين طرفين تبعد بينهما مسافات، فطوبى للأقارب الذين يتجشمون عناء السفر من أجل تقديم أنموذج حي من أجل الآخرين، وإن بعدت عنهم صنعاء وانفقوا مبالغ إضافية من ميزانيات متقلصة أصلاً في عالم مادي يزداد جشعاً مع الأيام.
ناشدن والي الخرطوم التدخل
بائعات الشاي بالكلاكلة أجبرن على استئجار الكراسي والصناديق
الخرطوم :الصحافة
لم يكن امام بائعات الشاي بسوق الكلاكلة اللفة خيار سوى طرق ابواب «الصحافة» إثر فرض محلية جبل اولياء رسوماً مرتفعة لايجار الكراسي وصناديق الشاي، بعد ان تبددت آمالهن وهن يترددن جيئة وذهاباً بين مكاتب المحلية والمعتمد لحل مشاكلهن التى دفعت بهن الى صفوف العطالى ليذهب كل تعبهن سدى، مما دفعهن الى الاحتشاد امام «الصحافة» عسى ولعل يجدن من يصغي لهن ويعيرهن اهتماماً.
وتبتدر عرفة قسم الله الحديث نيابة عن زميلاتها قائلة بانهن فوجئن قبل عشرة ايام بقرار من محلية جبل اولياء وحدة الكلاكلة غرب الادارية يفيد بأنه يمنع منع باتاً استئجار الكراسي داخل سوق اللفة الا من احمد عساكر الذي رسا عليه العطاء أخيراً، وصمتت عرفة برهة وهى تستمع الى مداخلة زميلتها التى قالت: «منذ قرابة خمس عشرة سنة ونحن نقوم باستئجار عشرة كراسي وخمسة طرابيز بواقع ثلاثة جنيهات، وصندوق بجنيه وحفاظة الماء الفارغة بجنيه أيضاً من محمد صاحب الزريبة. وبين ليلة وضحاها تفاجأنا بقرار يلزمنا بعدم استئجار هذه الاشياء الا من شخص يدعى عساكر الذي رفع قيمة ايجار الكراسي والطرابيز من ثلاثة الى تسعة جنيهات، والصندوق من جنيه الى خمسة جنيهات، بالاضافة مضاعفة ايجار الدرداقة التى تقل الطرابيز والكراسي الى مواقع عملنا»، لتواصل الحديث قائلة: «إن تاجر الكراسى السابق كان أكثر رحمة من الحالى»، منبهة إلى ان السابق إذا كان السوق سيئ العائد بامكانه ان يصبر يوماً أو أكثر لانها عشرة عمر، مشيرة الى ان المحلية تأخذ منهم عشرة جنيهات رسوم نفايات وخمسة وخمسين جنيهاً رسوم تصديق دون اي مقابل يذكر، فالنفايات «أكوام أكوام»، مضيفة انهم يقومون بصف الكراتين والحجارة على مياه الامطار، وذلك ليتمكن الزبون من الحركة والوصول اليهم، وتتساءل أين المحلية من كل ذلك، لتقاطعها احداهن قائلة: «نحن نساء نعيش دخل اليوم باليوم، وليس لنا مورد دخل آخر فمن اين لنا بكل هذا المال»، مشيرة الى انهن قمن بجلب معداتهن وطرابيزهن من المنزل وتمت مصادرتها.. باي حق لا ندرى.
ونبهت سمية احدى بائعات الشاي الى انهن يدفعن رسوم النفايات والدكاكين، اضافة الى ذلك لديهن مسؤوليات أسرية والعام الدراسى على الابواب، ووصفت سمية ما تقوم به المحلية بالبلطجة المحمية، وأضافت أن هذا الاسلوب سيكون خصماً على عملنا فى السوق، وأشارت الى ارتفاع أسعار المواد والحاجيات الضرورية وانعكس ذلك سلباً على عملهن وأصبح العائد المادى ضعيفاً جداً، لا يكفى حتى قوت اليوم العادى، مما دفعها الى مشاركة زميلتها في ايجار الكراسي، اي ان تقوم هي بالايجار يوماً وتقوم الأخرى بالايجار اليوم التالى وهكذا.
وتشير عرفة إلى انهن قضين ما يقارب الاسبوع ما بين مبنى المحلية والمعتمد الذي احالهن الى الضابط التنفيذي للسوق لطرح مشكلتهن التى ادت الى توقف عملهن، الا انهن لم يجدن سوى الاهانة والطرد.
بائعات الشاي ناشدن والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر التدخل خاصة أنه عُرف بمواقفه الداعمة لشريحة العاملات في القطاع غير المنظم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.