وشكراً لوزارة الإعلام على دورها في إنجاح المعرض احتضن مركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض ليلة أمس الأول، معرض الفنان العالمي التشكيلي السوداني د. راشد دياب، بحضور أركان السفارة السودانية، ولفيف من المثقفين والمهتمين. ومن الجانب السعودي شارك عدد من المعنيين بالأمر، بينهم وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية أ. د. أبو بكر باقادر. وقال سفير جمهورية السودان لدى المملكة العربية السعودية عبد الحافظ إبراهيم محمد، إن العلاقة بين السعودية والسودان قديمة، وهي ضاربة في الجذور كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهذه الشجرة متعددة الفروع، مورقة الأغصان، مخضرة الأوراق، زاهرة الثمار في شتى جوانب الحياة وضروبها، اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية، وما الجانب الثقافي إلا تجسيد لمعاني هذه العلاقة العضوية بين البلدين والقيادتين والشعبين، لأن الثقافة هي الوعاء الجامع لكل منتج بشري في المجتمع، والتعبير الثقافي أبلغ لأنه يمثل ضمير الشعوب، وهو أحسن تعبير عن ذلك الضمير لعفويته وصدقه وعظم انتشاره. وأكد خلال افتتاحه يوم أمس الأول بالعاصمة الرياض معرض الفنان العالمي التشكيلي د. راشد دياب بالمتحف الوطني، أن الفن التشكيلي خير ما يرمز للثقافة، وخير ما يرمز إلى التواصل، ليس بين أبناء الحضارة الواحدة، وإنما بين الحضارات المتعددة إذ يصور التعددية في إطار الوحدة، وحدة منبثقة من قيم المجتمع، وهي في حالنا هذا قيم إسلامية عربية إفريقية أصيلة. ويصور في مجال الحضارات تفاعلها مع القيم الإنسانية المشتركة. وأكد حرص سفارة السودان بالرياض على إنماء مساهمات الفن التشكيلي للسودانيين المقيمين في المملكة، فرعت لهم معرضين في مناسبتين عظيمتين، الأولى بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م، والثانية في إطار احتفالات السودان بالذكرى السابعة والأربعين للاستقلال، مؤكدا انه انطلاقا من هذا الاهتمام بالفن التشكيلي ومعانيه ورموزه ودلالاته، رحبت السفارة ورحبت المملكة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام بتنظيم معرض لأحد الفنانين التشكيليين السودانيين العالميين، وهو الأستاذ راشد دياب. وأضاف السفير محمد: «راشد دياب سوداني في فنه، أفريقي في منبته، عربي في ثقافته، إسلامي في توجهه، وهذه كلها تمثل القيم التي جسدها فنه، فوحد ما يظنّ بأنه متعارض في عمل فني إبداعي، منفتحاً على الفن التشكيلي العالمي عامة، والاسباني خاصة، وتتجلي مواهبه الفنية المصقولة في قدرته على صياغة كل هذا الخليط في مركب فني خالص يمثل شخصية راشد، ويمثل أمته وشعبه، ويجسد انتماءه لحضارات عريقة وثقافات متنوعة شكلت إبداعه المتجدد». وأوضح أن هذا المعرض جاء وصلاً لما بدأناه مع التشكيليين السودانيين في المهجر، تثميناً لهذا الفن في داخل السودان الذي يمثل راشد دياب أحد أبرز رموزه، لتميزه وإبداعه وتفرده. وحسبُ المرء أن يستصحب تميزه وتدرجه الأكاديمي، وتعدد المعارض الفردية والجماعية وتنوعها، محلياً وإقليمياً ودولياً، حتى أنك لتحسبه ابن بطوطة الفن التشكيلي من سياحته في الآفاق، ومن عظم اندياح دوائر عرضه. وأخيراً بلور كل تجربته في تأسيس مركز لهذا الفن في الخرطوم يحمل اسمه.. فهو خليق بأن يُرحب به في عاصمة العرب. وقال: «يشرفني أن أنوِّه إلى ما ظلت تقدمه وزارة الثقافة والإعلام من عون وتشجيع دائمين لترقية وتعزيز التعاون الثقافي والإعلامي بين البلدين الشقيقين، ويسرني أن أشكر الذين أسهموا في إنجاز هذا العمل الرائع، وأخص منهم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة لما وجدناه من تشجيع وعون ونصح ورعاية ليرى هذا العمل النور، والشيء من معدنه لا يُستغرب وهو الشاعر المطبوع والمفكر الموهوب والمثقف الموسوعي». وأضاف: «إن مناسبة افتتاح المعرض الثالث للفن التشكيلي السوداني مناسبة لها أشباه ونظائر كثيرة، لا تحصي ولا تعد، يجدر فيها أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو نائبه الثاني أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان، لما يقدمونه من رعاية للسودانيين المقيمين في المملكة». ومن جهته رحب باقادر بإقامة المناسبات الثقافية بين الرياضوالخرطوم، في إطار العلاقات المتميزة بين السعودية والسودان، مشيداً بإبداعات د. راشد دياب عبر لوحاته المتميزة. إلى ذلك قال د. دياب: «لا أحب أن أتحدث عن لوحاتي فهي دائماً تتحدث عن نفسها بلغة تصل إلى الجميع»، مؤكداً أنه يعمل على ترسيخ مفاهيم السلام والتعايش والحب. يُشار إلى أن فعاليات المعرض سوف تتواصل حتى يوم «27» أبريل بإقامة سلسلة من الندوات والمحاضرات الثقافية .
