كشفت تقارير ان حجم الاموال المنهوبة من ثروة الشعب المصري الشقيق والتي تم تحويلها الى المصارف الخارجية بواسطة رموز نظام محمد حسني مبارك تفوق المائة وثمانية وثلاثين مليار دولار هذا غير الاموال المجمدة على هيئة عقارات في العواصم العربية والغربية ، ويجئ هذا الكشف عقب ورود انباء من اوربا بأن حجم الاموال المودعة بواسطة الرئيس الليبي القتيل معمر القذافي تتجاوز الثلاثمائة مليار دولار ولعل هذا هو السبب الرئيس بحسب المراقبين في قبول وتبرع قيادة وقوات حلف الناتو في مشاركة الثوار الليبيين العمل العسكري من اجل انهاء حكم القذافي بل يقال ان فكرة تصفية القذافي وقتله دون القبض عليه وتعريضه للمحاكم هي فكرة قيادة الناتو ليسهل بعد ذلك ابتلاع مليارات الشعب الليبي وتغييب الحقائق مع جسد الزعيم الليبي المضرج بالدماء . بيد ان الاخبار الواردة عن مليارات الشعب المصري المنهوبة تشير الى ان هنالك خشية من تأخر تسلم الشعب المصري لامواله الى عقد من الزمان وكأن الجهات التي ارادت نشر الخبر ارادت معه نشر التخذيل لهمة الثوار المصريين وحكومة الرئيس المنتخب احمد مرسي لجهة التكاسل عن مطاردة هذه الاموال لتؤول بعد سنوات بحسب النظم والقوانين المصرفية الغربية الى تلك المصارف وحكومات بلدانها ، انه التواطؤ العالمي في نهب ثروات الشعوب ولذلك يتوجب على حكومات دول الربيع العربي المنتصر ان تنشط قنوات اتصالاتها عبر المدعين العامين والمحامين العامين لجهة استرداد تلك الاموال خاصة وان عودة تلك الاموال كفيل بتغيير الواقع الاقتصادي المزري للدول العربية كما ان مطاردة الاموال المنهوبة يعني اغلاق الباب امام استيلاء مافيا الجريمة العالمية على ثروات الشعوب بمختلف المبررات. ان العالم اليوم اصبح قرية كبيرة متصلة على الدوام بالياف الاتصالات وارقام ( الكونفورم ) ولم تعد اخبار المليارات المنهوبة او المغسولة او المتصارع عليها في طي الكتمان وداخل الغرف المغلقة المأهولة بالكبار والرؤساء والوزراء ، لقد اصبح كل شئ مكشوفاً حتى حكاية تقديم الوزراء وكبار المسؤولين لاستقالتهم واسبابها اصبحت متاحة عقب تقديمها مباشرة فلماذا يتعامى البعض عن تلك الحقائق ؟ ولماذا يضطر الكثيرون للإنتظار سنوات الى حين المطالبة باسترداد ثروات الشعوب الفقيرة البائسة المنهوبة ؟. ان تجربة الشعب المصري والشعب الليبي يجب ان تكون حاضرة قبل ان يلغ اساطين مافيا الاموال الدوليين ليغترفوا من المال السائب المغلف بغفلة الشعوب وقواها الحية ، واذا كانت هنالك صحوة عربية من اجل استرداد الاموال المحولة بواسطة النظام المصري والليبي البائدين فإن هذه الصحوة يجب ان تكون شاملة بحيث تشمل كافة شعوب المنطقة العربية التي ماتزال ترفل في قيود الانظمة الفاسدة القائمة على سطوة الكبار واعوانهم من مسهلي نقل وتحويل وتخزين الاموال المنهوبة من ثروات الشعوب لتظل بعيدة عن الديار ليعودوا اليها بعد زوال الحكم فيتمتعوا بها كما يظنون ، هذا ما كان يؤمله الرئيس المزال حسني مبارك وهو عين ما نشطت فيه بطانته المجرمة حينما حولوا على حين غرة من الشعب المصري الشقيق مبلغ مائة مليار وثمانية وثلاثين مليار دولار من اموال الشعب وجعلوها في مصارف الغربيين . هذه المليارات كان يمكن ان تحول مصر الشقيقة الى جنة يعيش فيها الحاكم والمحكوم في بحبوحة من العيش الرغيد ولكن الانانية وحب الذات جعل رموز النظام الفاسد لا ينظرون الى ابعد من (أرنبات ) انوفهم فمضت فيهم سنة الحياة والاقدار وفرت من بين ايديهم ( الأرانب ) التي حولوها بذكاء كاذب الى بطن الغول الاوربي وهاهي اليوم حكومة الثوار المصريين تبحث عن طرائق لاسترداد هذه الاموال فتكتشف ان عملية الاسترداد بحسب الترويج الاعلامي المغرض ربما تحتاج الى سنوات عديدة والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا ؟ أليست هذه الاموال هي اموال منهوبة ؟ اوليس القانون الدولي يجرم عمليات غسيل الاموال ؟ اولم يقف العالم الغربي مسانداً للثورات العربية في مصر وليبيا ؟ اذن لماذا تستغرق عملية استرداد الاموال المنهوبة سنوات متطاولة ؟ اغلب الظن ان الترويج لهذه الاخبار الغرض منه تخذيل عمليات الاسترداد ليفوز اللصوص بالغنائم وهو الامر الذي يحتم على الشعوب العربية الحرة ان تقف له بالمرصاد .