عقدت بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات في السودان برئاسة السفير صلاح حليمة مؤتمراً صحفيا بفندق هيلتون ظهر امس الاول.. وقد حضرت المؤتمر بناء على دعوة كريمة من سعادة السفير ويعمل في نفس الوقت كممثل لجامعة الدول العربية بالسوان، وهو شخصية محترمة ويتمتع بعلاقات واسعة مع رموز المجتمع السوداني منذ مجيئه قبل فترة من الزمن. وقد قرأ سعادة السفير بيان البعثة والذي نشرنا اجزاء منه في الصفحة الاولى بعدد الإثنين.. واهم ما جاء في البيان ان فرق البعثة شملت 007 مركز في 81 ولاية في الشمال والجنوب. وقد شملت المراقبة عواصم ولايات دارفور الثلاث وبعض مراكز اللاجئين فقط دون المناطق الاخرى لاسباب امنية وبنسبة وصلت الى ما بين 06% و05%.. وبقية ولايات الشمال ومثلت النسبة الى ما فوق ال 07% واقل من ذلك في الجنوب ويقول البيان لم تخلُ بعض مراكز الاقتراع من هيمنة حزبية على عملية التصويت. ايجابيات المراقبة تمثلت حسب البيان في التعاون بين الجميع وتواجد وكلاء الاحزاب والمراقبين بصفة دائمة والاقبال الكبير خاصة من النساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.. والامن الذي ساد تلك المراكز. اكد البيان على وجود سلبيات اهمها: ٭ بعض الاخطاء في سجلات الناخبين والرموز الانتخابية وبطاقات الاقتراع. ٭ تأخر وصول بعض المواد الانتخابية للمراكز. ٭ عدم كفاية التدريب لاعضاء المراكز. ٭ كثرة البطاقات والوعي المحدود للناخبين. ٭ القصور في الترتيبات اللوجستية كعدم تجهيز المراكز والسرية. ٭ اخطاء في التسجيل وعدم وجود قوائم مغلقة للناخبين في بعض المراكز. ٭ عدم دراية ومعرفة الناخبين بالعملية الانتخابية. ٭ تعذر وجود المراقبين في المناطق البعيدة. ٭ عدم وجود الاورنيك المخصص للشكاوى في بعض المراكز. ٭ استخدام شهادات السكن لاثبات الهوية. وفي نهاية البيان تمت الاشادة بالمفوضية والتهنئة للشعب السوداني على نجاح عملية الاقتراع.. وتأمل البعثة ان تكون عملية الفرز بشفافية ونزاهة. في اول سؤال للمشاركين في المؤتمر قلت للسيد السفير كم نسبة نجاح تعطيها للعملية باكملها.. وقد اجابني على هذا السؤال بعد نهاية المؤتمر في لقاء شخصي بانها 57%.. وسؤال آخر حول تبريره للاخطاء بان الناخبين لم يشهدوا انتخابات منذ ربع قرن.. فقلت له ان هؤلاء هم الشباب الذين لم تجيء نسبة مشاركتهم في حين ان الذين شاركوا بنسبة كبيرة شهدوا مثل هذه الانتخابات من قبل. لاحظت وجود عدد كبير من المراقبين المصريين من النساء فسألت السيدة نبيلة رئيسة قسم الانتخابات بالجامعة العربية والتي كانت تجلس الى جوار السفير صلاح.. عن مدى قدراتهن المهنية فقالت لي: انهن على قدر كبير من الاستعداد المهني وعملن من قبل في انتخابات في بلاد عديدة.. قالت ممثلة حزب الامة القومي بعد كل هذا الذي ذكره السيد السفير من سلبيات كان الوصف الصحيح لهذه الانتخابات بانها فاشلة وغير نزيهة. السيد السفير قال اننا اذا نظرنا الى المناخ العام للانتخابات وطبيعة الاحوال في السودان والصعوبات التي واجهت المفوضية نستطيع ان نقول انها كانت ناجحة. اعتقد ان بيان بعثة جامعة الدول العربية كان شفافاً واتسم بالمهنية العالية وقال ما ينبغي ان يقال وترك الحكم للآخرين!! والملاحظ ان كل المراقبين كانوا يبنون نجاح الانتخابات من الناحية الامنية وهو الامر الذي ظل يشغل بالهم قبل الوصول الى الخرطوم. واعتقادهم بانها ستكون تكراراً لمشاهد حدثت في بلدان أخرى واتفقوا جميعا بما فيهم بعثة جامعة الدول العربية انها اقل من المعايير الدولية، واكد السفير صلاح بانها بس شوية مش كتير!!