ليست هذه التجربة الأولى في العقود الأخيرة لانتاج فيلم، أو مادة ثقافية تسيء إلى الرسول الكريم محمد بن عبد الله. ولن تكون الأخيرة طالما أن هذه الأمة تخضع لأعداء الانسانية والاستكبار. ذلك ان الغرب لديه معايير مزدوجة للتعاطي مع مثل هذه الأعمال.. فمن قبل تمت حماية سلمان رشدي صاحب «الآيات الشيطانية» بدعاوى حرية الفكر والتعبير، وكذلك صاحب الرسوم الكاريكاتورية! ولكن روجيه غارودي تمت محاكمته، وهو الذي كتب فاضحاً الأساطير المؤسسة لدعاوى اسرائيل واكاذيبها، وتم تجريم المفكر الكبير. وكانت اذاعة صوت العرب قد أجرت لقاءً معي، ختمته بسؤال عن نظرتي لرد الفعل تجاه هذه الأفلام. ونعيد هنا القول ان الأمر يتطلب وقفة مع الذات حول وسائل التعبير عما يجيش في صدورنا تجاه مرتكبي هذه الحماقات.. وندعو هنا إلى أن يكون رد الفعل عقلانيا ومستنيرا بتقديم نماذج من السلوك الحضاري الذي يليق بنا كمسلمين. وأن ما تقصده الدوائر المعادية هو اظهارنا للآخرين بمظهر البربرية والهمجية، واننا نقتل الدبلوماسيين - كما جرى في ليبيا - ونحرق السفارات ونحطم السيارات كما جرى في أماكن أخرى. ولو كانت هذه الدول - امريكا، بريطانيا، فرنسا تواصل تشدقها بحرية التفكير وحرية التعبير. وهي تدين وتجرم من يشير ولو بطرف خفي إلى شكوك تحيط بالهولوكوست. وتلصق به تهمة معاداة السامية. بينما الفلسطينيون وهم ساميون في محرقة منذ عشرات العقود إلى يومنا هذا. ودول الغرب (العالم الحر!!) لا تقبل أن تمس اسرائيل بكلمة ادانة واحدة وهي تقتل وتعذب. وتمر علينا هذه الايام ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا. والمطلوب وقفة واحدة تواجه بها الحكومات الخانعة للغرب هذا الغرب. عبر سحب الأرصدة العربية منه. وان تجتمع الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي والتي اظهرت سرعة تحركها في الشأن السوري. وهي تتباطأ في شان فلسطين، وحماية المقدسات ولا يفتح الله عليها ببيان يدين هذا الفيلم والذي لا يمكن أن ينال من رسولنا الكريم. وقد كان على خلق عظيم، وهو الرحمة المهداة.