٭ كلنا سمع بساقية جحا التي تشيل من البحر وتكب في البحر، أو بالاصح تشيل من النهر وتكب في النهر؛ لأن أهلنا في السودان يسمون النهر بالبحر.. ولما كانت مياه البحر اصلاً لا تصلح للزراعة فالمثل يفقد صورة المقارنة الواضحة.. والارض التي وضع فيها المزارع بذوره تغير اتجاه النهر نفسه ويسكب القادوس المياه التي حملها من النهر الى النهر ثانية ويزداد رهق الثور.. ثور الساقية ويكاد الملل يصل مداه.. ويكف الصمد عن ترديد اغاني الدوبيت ولا يسمع الناس كلماته. الدنيا بتهينك والزمان يوريك وقل المال يفرقك من بنات واديك الجنس الفسل ما تجعلو دخريك وقعدة براك اخير من لمة المابيك ٭ هذه الصورة فرضت نفسها على مقدمة ذهني وانا اتابع ما يدور في الساحة السياسية.. ذلك لأن الذي يمارسه البعض باسم السياسة وباسم الشعب وباسم المصلحة العامة يجعل الرأس تدور هولاً. ٭ في خصوص الدورة المدرسية التي الغتها حكومة الجنوب حفاظاً على سلامة التلاميذ بعد ان قصفت القوات المسلحة ولاية بحر الغزال.. وهذا ما نفته بشدة القوات المسلحة.. لكن جهة ثالثة وغير سودانية اكدت امر هذا القصف.. ووالي الخرطوم استضاف الدورة بعد ان وصف امر الالغاء بأنه غير اخلاقي.. وانتهت الدورة ولكن لم نعرف كلنا ان كان الالغاء بالفعل حفاظاً على سلامة الصغار وابعاد شبح الهلع من نفوسهم ام ان الامر غير ذلك.. وما زالت الصورة غير واضحة؟ ٭ الرئيس البشير امتطى موجة عارمة من الغضب في خطابه في اعياد الحصاد، وقال بعد الانفصال ستغير الانقاذ الدستور وتفعِّل امر الشريعة حد القطع والاقتحام. بل وعلق على (جلد الفتاة) فتاة الفيديو بأن الذي استنكر العقوبة التي انزلت عليها مطلوب منه ان يراجع ايمانه.. وما زال ايضاً الشعب في هذا الامر.. امر ان يفعل قانون الشريعة ويقول الرئيس تاني ما داير يسمع عن التعدد الثقافي.. او العرقي.. والسودان سيرجع دولة اسلامية عربية لغتها العربية ايضاً.. وما زال ادروب.. وخليل.. والعاجبة.. وكاكا وكوكو يتلفتون بحثاً عن وضعهم في سودان ما بعد الاستفتاء أو ما بعد الانفصال. ٭ السيد الصادق المهدي في حفل تدشين كتابه المهم (ميزان المصير الوطني في السودان)، قال ان لم تدرك حكومة الانقاذ خطورة الموقف وتشكل حكومة قومية واسعة القاعدة سيلجأ الى خيارين لا ثالث لهما: أما ان ينتمي الى تيار الاطاحة بالنظام نفسه او يعتزل السياسة.. وجاء تعليق دكتور نافع تنعدم فيه تماماً روح الدبلوماسية أو الحوار.. قال على الصادق ان يقرر في اطار الاعتزال او الاطاحة لأن ليس هناك مجال للحكومة القومية.. لكن في نفس يوم تصريحات دكتور نافع جاءت بعض الصحف بأن المؤتمر الوطني ينظر في تصريحات السيد الصادق.. وبالمثل وقف المواطن المراقب في حيرة من أمره في ما يقول الساسة وما يكتنف الساحة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من ازمات.. على رأسها الغلاء.. وتصاعد الجريمة.. وسيرة السودان التي اصبحت تلوكها كل الفضائيات والصحف العربية والاجنبية.. وما زالت الساقية.. ساقية جحا تشيل من البحر وتكب في البحر. هذا مع تحياتي وشكري